من رحم كورونا ولدت "أمهات".. قصة منصة لدعم السيدات في فترات الحمل
كتب- محمد زكريا:
عندما اشتد أمر كورونا في مصر منتصف العام الماضي، كانت إيمان سالم على موعد مع ولادة طفلها الثاني، في الوقت الذي يعاني القطاع الصحي من ضغوطات كبيرة إثر تفشي الفيروس. لم يكن سهلاً عليها المتابعة مع الطبيب في تلك الأيام خوفًا من العدوى. كانت الشابة تلجأ إلى الإنترنت والمواقع المتخصصة في الحمل والولادة وتلك التي تُسدي نصائح للأمهات، فأرادت في عز الحمل أن يكون لها دورًا فاعلاً في حياة آخرين يمرون بالتجربة يومًا ما، فدشنت موقع سمته: "أمهات".
خلال فترة الولادة، لم يكن همّ سالم سوى أن تمر بسلام. كانت تحرص على صحتها وجنينها. تقرأ المقالات وتتبع التعليمات الصحية التي تنشرها الهيئات الصحية والخبراء. لكنها اعتقدت أيضا خلال تلك المرحلة أن "أغلب المواقع والصفحات الموجهة للنساء بتوجه اهتمامها للبس والموضة، ومش كتير اللي بتهتم بمعاناة المرأة خصوصًا المتزوجة واللي بتمر بفترة حمل وولادة".
أرادت بنت الزقازيق أن يكون لها دور توعوي بين أصدقائها وجيرانها ومدينتها، والتي تقول إنهم يعانون الصعوبات خلال تلك الفترة حتى لو لم يعبر أغلبهم عن ذلك، فدشنت منصة "أمهات"، وفيها تقدم النصائح وتنشر المقالات التي يكتبها صحفيون، جنبًا إلى جنب مع تقديم النماذج النسائية التي حققت توازنا ونجاحًا في حياتهم العملية والمنزلية، والتعلية من شأن ربات المنزل "لأن في ناس بتحقر من شأن ربات المنزل، رغم أن كون البنت مش شغالة ميقللش منها، ممكن متكونش شغالة بس بتأدي دورها في البيت على أكمل وجه، وبتهتم بتربية وتعليم أولادها، ودي حاجة لا هي سهلة ولا هي قليلة" والسيدة لديها طفلين الآن.
يقوم على منصة أمهات ثلاث سيدات إلى جانب سالم، واحدة منهن فلسطينية تعيش في غزة، ومهمتها تحويل المقالات المقروءة إلى سمعية. وفي المقالات مادة توعوية، وأخرى عرض لنماذج مجتمعية ناجحة؛ أم معيلة، زوجة شهيد، سيدات أعمال، وهدفهن تشجيع السيدات.
خلال الشهرين الأخيرين وصلت زيارات الموقع لـ2000 زائر، وهو رقم تعتبره سالم كبير، لكنها تحلم بأن تتحول "أمهات" إلى أولى الأماكن التي تعبر فيه السيدات عن معاناتهن، وفيه تحكي أخريات عن نجاحاتهن في الحياة المنزلية والعملية.
فيديو قد يعجبك: