من حرب 2008 حتى الآن.. متطوعون بالعريش في خدمة أهالي غزة
كتبت- شروق غنيم:
على أبواب مستشفى العريش، يقف ميمي عبدالحافظ ورفاقه، من مؤسسي مكتب "الخدمة الوطنية"، برداء موحّد، ينتظرون لحظة وصول المصابين من غزة إلى مصر. تُعيد الأجواء ميمي بالذاكرة إلى عام 2008، حين أسس ورفاقه حينها مبادرة خصيصًا لدعم أهالي القطاع في حرب جيش الاحتلال الإسرائيلي عليهم قبل 13 عامًا.
أيام داميّة مرت على غزة، في الحادية عشرة والنصف صباحًا، استيقظ أهالي غزة، يوم السبت الموافق 27 ديسمبر عام 2008، على هجومًا عنيفًا من قِبل أكثر من 150 طائرة إسرائيلية مقاتلة. أطنان من الصواريخ، تسقط على رؤوس المدنيين، مستهدفة المباني السكنية، حاصدة أرواح ما يقرب من 1500 شهيدًا.
كانت الأوضاع قاسية، لم يتحمّل ميمي وأصدقائه بالعريش رؤية ما يدور في غزة مكتوفي الأيدي، حين أُعلن عن فتح معبر رفح في الثامن والعشرين من ديسمبر، هّب الرفاق للمساعدة. أسسوا المكتب تحت اسم "خدمة المواطنين"، وكان همّها الأول، كيفية مساندة الأهالي نفسيًا "بأننا جمبهم وبندعمهم"، فضلًا عن توفير أي احتياجات، والمؤسسين هم: سامي الكاشف، حجاج فايز، الدكتور حسام رفاعي، ضياء قدورة.
بشكل تطوعي، ذهب الرفاق إلى المستشفى يوفرون الأدوية الناقصة، والالتزامات الخاصة بالمرضى ومرافقيهم، مثل الأدوية، الملابس، الهواتف الجوالة، ماكينات حلاقة للرجال، وفُتحت البيوت في العريش لاستضافتهم "وجاء وقتها أيضًا أطباء من خارج المحافظة إلى المستشفيات الرئيسية التي استقبلتهم، مثل العريش العام، بئر العبد، والشيخ زويد".
لم ينسَ عبدالحافظ مشاهد المصابين، بينما أجهزت قوات الاحتلال على أرواحهم "كانت إصابات تقطّع القلب، كان البعض يخرج من عربة الإسعاف لا يستطيع التقاط أنفاسه من شدة الإصابة"، وقتها انشغل ورفاقه في طمأنة قلوبهم، وأن يصبحوا عائلة كبيرة لهم تهوّن عليهم هول الموقف.
منذ ذلك الحين ظل المكتب في خدمة أهالي غزة، ومع تغير الأوضاع، تحوّل أيضًا لمساعدة أهالي العريش من توفير مستلزمات طبية غير موجودة بالأساس، فضلًا عن أي احتياجات، حتى عادت مع الأيام الجارية، المبادرة إلى دورها المؤسس؛ دعم أهالي القطاع.
منذ الإعلان عن فتح المعبر واستقبال الجرحى في مصر، يعمل عبدالحافظ ورفاقه على قدم وساق، يحاولون بالجهود الذاتية ومساعدة الأهالي "نحاول توفير كل سُبل الراحة للمصابين والمرافقين لهم، حتى يشعرون بأنهم في منزلهم".
من وقت لأخر يذهب الرفاق إلى المستشفى، يشجعون على التبرع بالدم استعدادًا لاستقبال الجرحى، فضلًا عن توفير بعض الأمور "مثل الملابس للرجال والنساء والأطفال، لأننا نعلم أن كل مقتنياتهم دُمرت على أيدي قوات الاحتلال"، فضلًا عن الكمامات والكحول، فيما تطوع بعض الأهالي بثلاث ثلاجات من منازلهم لحفظ المياه وبعض الأدوية "نحاول توفير أشياء إضافية، حتى وإن كانت موجودة في المستشفى، لأننا لا نعلم حتى الأن الأعداد القادمة، ونريد أن نكون في أتّم استعداد".
على مدار تلك السنوات، انضم متطوعون جُدد إلى مكتب خدمة المواطنين، وصل عددهم حاليًا لما يقرب ثلاثين شخصًا "نقول تعليمات لكل فرد بالاهتمام بالحالة النفسية أيضًا للجرحى ومرافقيهم".
على أبواب المستشفى يكون أعضاء المكتب أول من يستقبل المصابين والمرافقين لتسجيل أسمائهم، فيما كانوا المسؤولين عن تنظيم عملية التبرع بالدم "وسنحاول أيضًا توفير وسائل للتواصل بينهم وأهاليهم المتواجدين في غزة".
فيديو قد يعجبك: