رحلة مدرسية و"فُسحة" جدة.. حكايات من ثاني أيام متحف الحضارة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
-
عرض 6 صورة
كتبت-رنا الجميعي وشروق غنيم:
تصوير-شروق غنيم
في ثاني أيام افتتاح متحف الحضارة المصرية قدم العديد من الزوار، لم يسعهم الفضول الانتظار حتى يوم 18 إبريل، الموعد المحدد لفتح قاعة المومياوات الملكية للزيارة، رغبوا في القدوم للمشاركة في الحدث الكبير، في مقدمتهم تلاميذ المدارس؛ ففي الحادية عشر والنصف تمامًا خطا طلبة مدرسة صلاح الدين الرسمية لغات داخل متحف الحضارة، وعلى وجوههم حماس شديد.
مُنتظرين بفارغ الصبر رؤية المعروضات الموجودة من مُختلف عصور الحضارة المصرية، ابتداءً من عصر ما قبل التاريخ وحتى الدولة الحديثة "نفسنا نشوف المتحف بعد الحفلة الحلوة اللي اتعملت"، يقول شادي، أحد التلاميذ السبعة، بانفعال ممزوج بحب شديد.
وقد كانت زيارة التلاميذ ضمن مسابقة "دوري المكاتب"، التي تتم بين مدارس الجمهورية، وفاز تلاميذ مدرسة صلاح الدين بالمسابقة على مستوى إدارة مصر القديمة، فيما تعتبر زيارة المتحف حسب برنامج مفتوح لزيارة المعالم الأثرية، يذكر مدير المدرسة، أيمن عبد الجواد.
بالزي المدرسي أحمر اللون ووشاح مذكور عليه اسم المدرسة دخل التلاميذ إلى القاعة المركزية بالمتحف، وهي القاعة الوحيدة المفتوحة الآن، وتحتوي على تراث الإنسان المصري من تماثيل وإكسسوارات وسجاد وعمارة في مختلف العصور، انبهر التلاميذ بما يروه،فيما لم يكونوا بمفردهم، فالقاعة امتلأت عن آخرها بالجمهور من مختلف الأعمار والجنسيات، جاءوا ليحظوا برؤية التراث المصري عن قرب.
من بين هؤلاء أيضًا جاءت الجدّة ليلى محمد برفقة أسرتها المكونة من الإبنة وزوجها والحفيد، فقد شجّعهم الزوج، شعبان رجب، "قولتلهم لازم نيجي نشوف المتحف أول ما يفتح"، لم يقتصر تشجيعه على زيارة المتحف فقط، بل استعدّ للحفل بالسير في نفس طريقة رحلة موكب المومياوات الملكية يوم الجمعة الماضية "كنت عايزهم يشوفوا الموكب هيطلع منين ويروح على فين"، فخر شديد يشعر به ربّ الأسرة، فيما رغب في نقل تلك الحالة إلى أفراد عائلته، بمن فيهم الجدّة القادمة من محافظة بني سويف منذ أيام "حدث عظيم ولازم نشوفه".
وقفت الأسرة تشاهد المحمل الشريف، مُنبهرة بألوانه، مُحاولين قراءة الآيات القرآنية التي تزين مقدمة المحمل، بجوارهم اتكّأت إحسان سليمان بيديها على العكاز لتتمكن من السير، بينما يديها الأخرى تُمسك بحفيدها الصغير. فيما تقدّمت الجدّة نحو التماثيل الفرعونية، يقرأ لها الأحفاد المكتوب نظرًا لوجود اللافتة في أسفل التمثال حيث لا تقوى على الانحناء، وأحيانًا كانت تسأل مّن حولها "هو ده تمثال مين؟ مش مكتوب يافطة تقول".
من منطقة السيدة زينب قدمت إحسان رفقة أحفادها الاثنين، تحمسّت للزيارة حينما شاهدت على شاشات التلفزيون موكب نقل المومياوات الملكية "كنا مبسوطين باللي حاصل، وقولت لازم العيال يشوفوا ده على أرض الواقع مش بس من التلفزيون".
عهد أخذته السيدة صاحبة الخمسة وسبعين عامًا على نفسها حين رزقها الله بأحفادها، ألا تحرمهم من الانفتاح على تجارب مختلفة "وأنا صغيرة كنت من البيت للمدرسة وبعدين لبيت جوزي.. عمري ما اتفسحّت"، لا تذكر سوى رحلة مدرسية إلى منطقة القناطر حين كانت في الصف الثالث الابتدائي "عايزة أحفادي يشوفوا الدنيا.. الجغرافيا بتخلينا نلف العالم من مكاننا، والتاريخ مهم عشان يعرفوا بلدهم من وقت ما خلقها ربنا لحد دلوقتي".
باتت مهمة الجدة السبعينية هي رحلات ترفيهية وتعليمية لأحفادها، لاسيما في وقت انهماك أبنائها في العمل "محدش بقى فاضي يفسح العيال"، إلى حديقة الحيوان، متحف الزراعة، وحديقة الأسماك أخذت إحسان أحفادها "وكنت باخد ألوان وورق عشان يرسموا الحيوانات اللي قدامهم"، على عكازها تلف إحسان ولا تتأفف من الدوران في المكان ولا الزحام "مادام العيال مبسوطين خلاص، كفاية إننا بنشوف العالم سوا".
فيديو قد يعجبك: