من البروفة الأولى للاحتفالية.. مدير كورال الموكب الملكي يسرد كواليس التجربة
كتب- محمد مهدي:
لاتزال أصداء موكب المومياوات الملكية مستمرة، الاحتفاء لا يتوقف بالمشاركين في العرض المبهر من كافة العناصر، سواء الجنود المجهولة أو المتواجدين في الصفوف الأولى، من بينهم الكورال الذي قدم عرضا بديعا في التجربة التاريخية بعد أشهر طويلة من الاستعدادات يكشفها لمصراوي ريمون ملاك، مدير الكورال، من لحظة التكليف بالمهمة والبروفة الأولى حتى اللحظات الأخيرة في الاحتفالية الكبيرة.
عندما جاءت إشارة البدء إلى المايسترو نادر العباسي قائد أوركسترا وكورال الاتحاد الفيلهارموني بعد تكليفه بتلك المهمة الصعبة، عمل على تكوين فريق من الأسماء المتميزة في عالم الموسيقى "حوالي ٩٠ صوت بالتصنيف المتكامل للأصوات ثلاثة أصوات للبنات وثلاثة أصوات للرجال" كما يقول ملاك لمصراوي.
وكان الدور المُحدد للفريق هو قيادة الاحتفالية خلال تحرك 22 مومياء ملكية في موكبهم من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارات في الفسطاط مرورا بكورنيش النيل بمنطقة السيدة زينب وسور مجرى العيون، مع ظهور خاص لعدد كبير من نجوم مصر في الزي الفرعوني، فضلا عن إطلالة على أبرز المعالم السياحية بمصر.
وجرى التعاون مع المؤلف الموسيقي هشام نزيه صاحب السيرة الطيبة في عالم "المزيكا" ليضع بصمته على الموكب الملكي الذي يضم نحو 22 ملك وملكة من الأسر 17 و18 و19 و20 "بمجرد إرسال جزء من موسيقى الموكب للإستماع إليها التهم الحماس قلوب الجميع وبدا الإنتظار وكأنه يطول من شغف الجميع لملاقاة لحظة البدء" يذكرها مدير الكورال بحماس شديد.
من المهام التي عمل ملاك على تنفيذها هي اختيار الأنشودة الفرعونية التي سيقوم جزء من الكورال بالغناء بها ليقع الاختيار على أنشودة العظمة للإلهة إيزيس المأخوذة من معبد دير الشلويط بالأقصر "قمت بكتابة الكلمات الفرعونية بالأحرف العربية والتشكيل لتسهيل النطق والغناء بعد الرجوع للأثري الكبير ميسرة عبد الله حسين الذي قام بالمراجعة اللغوية والتاريخية للنص الفرعوني".
على أهبة الاستعداد ظهر الجميع في البروفة الأولى في 12 نوفمبر من العام الماضي، وفقا لملاك "المايسترو نادر عباسي تولى تدريب الكورال يوميا رغم انشغاله بجوانب العمل الكثيرة، ومشاركة المبدع أحمد الموجي الذي قام بالتدوين الأوكسترالى وتقطيع الكلمات الفرعونية على الموسيقى حتى يمكن غناؤها بالشكل الذي إستمعتم إليه" لينخرط الجميع في بذل أدوارهم بتفاني وإخلاص "وشارك أيضا الأستاذ ماهر خلف في إدارة الكورال واختيار أفضل الأصوات".
بعد قطع شوط طويل في البروفات استقبل الفريق بأسى قرار التوقف لفترة نظرا لتفشي فيروس كورونا المستجد، لكن ظل الجميع على اتصال لمعرفة موعد الرجوع مرة ثانية من شدة حماسهم للتجربة "و استأنفنا التدريب في 22 مارس من العام الجاري، وكانت الفرحة تغمرنا بعودة تدريباتنا" كانت التجربة ممتعة رغم المشقة ودب الحماس داخل أفراد الأوركسترا مع اقتراب موعد الاحتفالية التي تم تحديدها في اليوم الثالث من شهر أبريل 2021.
قبل ساعات من بدء الاحتفالية، كان أعضاء الكورال قد عرفوا جيدا دور كل فرد فيهم من المايسترو نادر العباسي، وعند الوقوف أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي ومشاهدة العالم بأجمعه لأدائهم شعر الجميع بالفخر في تلك اللحظة، ورغم شعورهم بالمسؤولية الضخمة على عاتقهم لكنهم أثبتوا قدراتهم ومواهبهم ونجاحهم في إضفاء البهجة والأناقة على موكب المومياوات الملكية.
علت الابتسامة وجوه الحاضرين بجانب التصفيق للأوركسترا تعبيرا عن الإشادة بهم "لم تسعنا الفرحة حين إنتهينا من الغناء وخرجنا وأعضاء الأوركسترا إلى المسرح الخلفي وانهالت علينا صياح البهجة والتصفيق الحاد من الجميع" كان ملاك رفقة باقي الفريق يشعرون بأنهم قاموا بأداء أدوارهم بشكل مشرف لبلادهم أمام العالم.
فيديو قد يعجبك: