إعلان

حكايات "الشهد والدموع".. كفاح الأم "نعيمة" لإسعاد أبنائها الستة

04:10 م الأحد 21 مارس 2021

السيدة نعيمة حسب الله

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

على مدار عقود كانت السيدة "نعيمة حسب الله" تسير في طرق عديدة للحفاظ على استقرار بيتها ومنح أبنائها الستة حياة رغدة، تخطو بصبر في مجال العمل رفقة استكمال تعليمها عبر محو الأمية، بجانب الاهتمام بتربية أطفالها على أفضل وجه "عشان كدا بنشوفها في عنينا أجمل أم، وتستحق تكريم مننا في كل لحظة" تقولها لمصراوي ابنتها شفاء ماهر.

رحلة ابنة محافظة أسوان بدأت منذ طفولتها عندما اضطرت لعدم استكمال تعليمها. ظل الحلم قائما حتى بعد الزواج والإنجاب "رغم مسؤولياتها الكبيرة اتقدمت في أول دفعة لمحو الأمية عندنا في البلد" أدركت الأم أن الدراسة تجربة مهمة ستساعدها بالتأكيد على رعاية أطفالها بصورة أفضل ودعمهم في مسيرتهم التعليمية.

أرادت نعيمة أن تصبح قدوة لأولادها "كانت بتدرس مع أخويا الكبير في الصف الإعدادي مع بعض، وبيراجعوا مع بعض المواد قبل الامتحان" تتفوق بصورة مدهشة لمن حولها رغم الواجبات الأخرى التي تنغمس فيها أغلب الوقت "لأنها كانت بتشتغل عشان تساعد على قد ما تقدر" إجادتها لفن الخياطة دفعها للعمل في هذا المجال من خلال ماكينة تملكها داخل بيتها "الناس في بلدنا كانوا بيحكوا دايما عن شطارتها".

تحملت الأم أعباء عديدة نظرا لغياب الأب لسفره خارج مصر. تزرع بداخلهم الأخلاق الحميدة وحُب العمل والمعرفة، وفي الوقت نفسه تسعى لتوفير كافة الاحتياجات لهم "عمرها ما حرمتنا من حاجة، على طول تجبلنا اللي نفسنا فيه" ولم تخذلهم قط، أراد البعض إقناعها بمنع الأبناء من الذهاب للمدارس من أجل المشاركة في شؤون البيت "رفضت وكانت حريصة على تعليمنا وإن كل واحد فينا ياخد شهادة محترمة".

نجحت السيدة الخمسينية في الصف الإعدادي ثم الثانوي حتى التحقت بكلية الزراعة والتخرج منها، تلك الخطوات الكبيرة دفعتها إلى تشجيع السيدات في قريتها من أجل الانضمام إلى مشروع محو الأمية والتغلب على صعوبات القراءة والكتابة "هما شافوا فيها مثل أعلى، وهي دعمتهم بكل الطرق وراحت بيوتهم وأقنعت أهاليهم". تمر أيام السيدة المكافحة بين الدراسة وتربية الأبناء والعمل لساعات طويلة ومساندة الجميع قدر الإمكان.

منذ 12 عاما قرأت نعيمة عن فرصة عمل في مجال التعليم داخل دولة عربية، أرادت التقدم لها رغبة منها في تأمين مستقبل أبنائها، لم تفكر كثيرا. لا مساحة للتردد. سرعان ما أرسلت طلبا للالتحاق بالوظيفة "جاتلها موافقة بعدها بفترة وفعلا سافرت" انطلقت إلى هناك رفقة عدد من زميلاتها من القرية نفسها "كل خطوة ليها بتعرفنا إنها أم مثالية بتضحي بكل شيء عشان راحتنا" تذكرها الابنة الصغرى بفخر.

على مشارف الستين تستعد نعيمة لإنهاء تجربة العمل، بينما تنظر إلى أبنائها باعتزاز "كلنا خلصنا تعليمنا واتخرجنا". رغم بُعد المسافات بينهم لكنها تتابع كل صغيرة وكبيرة عنهم من خلال وسائل الإنترنت المختلفة، فيما تحرص شفاء وأشقاؤها على التجمع في عيد الأم أو ذكرى يوم مولدها "عشان نتكلم معاها ونحتفل بيها" وعند مجيئها إلى مصر في زيارات سريعة "بنعملها مفاجأة وحفلة صغيرة عشان نفرحها على قد ما نقدر". تلك أجمل لحظات الحياة بالنسبة لهم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان