مبادرة التمويل العقاري.. أمل للباحثين عن شقة بالتقسيط المريح

كتب- محمد مهدي:

لا يشعر رحيم فهمي بالاستقرار منذ سنوات طويلة، يضطر إلى الانتقال من بيت إيجار إلى آخر بمدينة السادس من أكتوبر نظرا لزيادة الأسعار عند انتهاء العقد المؤقت بينه وصاحب المنزل، لذلك عندما علم بالمبادرة الجديدة للتمويل العقاري بات يتابع أخبارها عن كثب لتحقيق أمله في توديع حياة "الإيجار" والدخول في زمرة "التمليك" على حد وصفه لمصراوي.

كان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد وجه البنك المركزي لبلورة وإطلاق برنامج جديد للتمويل العقاري لصالح الفئات من محدودي ومتوسطي الدخل لدعم قدرتهم على تملك الوحدات السكنية بقروض طويلة الأجل تصل إلى ٣٠ سنة وبفائدة منخفضة وبسيطة لا تتعدى ٣%.

يعتقد فهمي أن تلك المبادرة ستكون الأفضل بالنسبة لدخله الشهري يمكنه الإدخار "أو أعمل جمعية عشان مقدم الشقة" ويقوم بتسديد ثمنها على 3 عقود وفقا لتخطيط البنك المركزي، وهو ما يجعل تلك المبادرة الأنسب له "لأنها على فترة سداد أطول وبفايدة أقل من مبادرة التمويل العقاري اللي طلعت من كام سنة" يذكرها الشاب العشريني بينما يقرأ المعلومات المتداولة على الصحف عن إجراءات التعاقد.

وظهرت مبادرة التمويل العقاري الأولى من البنك المركزي في عام 2014، حيث تم تخصيص 10 مليارات جنيه لتلك الخطوة التي منحت الفرصة لمحدودي الدخل في الحصول على شقق بفائدة وصلت إلى 7% وأقساط مستمرة لنحو 20 عاما، بينما وفرت لمتوسطي الدخل بفائدة 8% وفوق متوسطي الدخل بفائدة 10.5%.

أمام شاشة التليفزيون جلست ميادة مجدي تستمع إلى تصريحات جمال نجم نائب محافظ البنك المركزي خلال مداخلة هاتفية على إحدى القنوات الفضائية، تدون خلفه ما يقوله من نقاط حول شروط التقديم والامتيازات المقدمة في مبادرة التمويل العقاري "كنت عايزة أعرف إيه الشقق المتاحة والمقدم هيكون كام عشان أرتب أموري" تركت مسلسلها المُفضل من أجل المكالمة الهامة.

وفي تصريحاته أشار نجم إلى أنه يمكن تسديد مقدم الشقق على مدار 3 أعوام، والقسط الشهري يصل إلى 1127 جنيهًا فضلا عن حصول مقدم الطلب على دعم نقدي يصل إلى 30 ألف جنيه، بشرط عدم زيادة دخل محدودي الدخل على 4500 جنيه للأعزب و6 آلاف جنيه للأسرة، وهو ما يختلف بالنسبة لمتوسطي الدخل الذي يصل بحد أقصى إلى 10 آلاف للأعزب و14 ألف للأسرة.

في البرامج التليفزيونية ثمة محللون اقتصاديون يتحدثون عن التجربة، لكن ميادة لا تفهم الكثير من تعبيراتهم الصعبة "هستنى لما التفاصيل تنزل من البنك وأروح أسأل، وأتاكد أكتر هي مفيدة ليا ولا لا" تطمح السيدة الثلاثينية إلى تغيير محل سكنها حيث تعيش في منزل بسيط بمنطقة شعبية، ترغب في تملك بيت بعيد عن الصخب والزحام يضم بين جنباته سبل الحياة الأساسية "وأضمن فيه مستقبل أحسن لأولادي إنهم يعيشوا حياة أفضل".

رغم المؤشرات الجيدة لكن مجدي حسن لا يرغب في ترك نفسه للأحلام قبل الوقوف على تفاصيل مؤكدة "بقول لنفسي أستنى الشروط اللي هينزلها البنك وطريقة تطبيق المبادرة" يتمنى عدم وجود أي عراقيل خاصة بالأوراق المطلوبة من المتقدمين فضلا عن إمكانية الحصول على شقق في المدن الجديدة بالأسعار المتاحة من قَبل البنك المركزي المصري.

يعتقد حسن أن انتظاره لن يطول "واضح جدية البنك المركزي في التعامل مع المبادرة" سواء بخروج مسؤولين للتوضيح والشرح في وسائل الإعلام أو التصريحات بالصحف والمواقع المختلفة، يتمنى ظهورها بصورة ملائمة لمحدودي ومتوسطي الدخل "دا هيساعد ناس كتيرة إنها تطمن بدل بهدلة الإيجار"؛ ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من الناس.