إعلان

أحلام على ورق.. قصص استغلال دور نشر لشباب الكُتاب

05:37 م السبت 06 فبراير 2021

قصص استغلال دور نشر لشباب الكُتاب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- آية الله الجافي:

"حلم نشر الكتاب الأول" يُعرض الكثير من الُكتاب الشباب للاستغلال المادي من قبل دور النشر الناشئة، ويؤدي إلي تزاحم السوق الأدبي بالأعمال الغير لائقة لاعتماد النشر على المقابل المادي الذي يقدمه الكاتب دون الرقابة على المحتوى، بما يكون له الأثر السيء على المستوى الثقافي للمجتمع المصري.

تمثلت أبرز صعوبات النشر التي واجهت الكاتب الثلاثيني "إسلام صابر" عند نشر روايته الأولى "ثم عرفت الحب" - عن دار فصلة، 2017، في أنه غير مشهور على مواقع السوشيال ميديا: "كتير من الناشرين لا يرغب في المغامرة مع كاتب ينشر للمرة الأولى، حتى وإن كان عمله جيد.."كنت بستنى فترة طويلة جدا على ما الدار ترد على العمل بتاعي سواء بالقبول أو الرفض".

اندفاع عدد كبير من الشباب إلى النشر، دون أن يسألوا أنفسهم، هل لديهم إلمام بفنون الكتابة، ومَلَكة اللغة والأسلوب؟ هو السبب الأساسي في استغلال بعض دور النشر لهم وأخذ الكثير من الأموال منهم من وجهة نظر إسلام :"كتير من الكتاب بيتعاملوا مع الكتاب كـوجاهة اجتماعية دون اهتمام حقيقي بالمضمون أو القيمة الفنية إللي هيقدموها".. لذلك يعتقد بضرورة تقديم دعم للناشرين المجتهدين من خلال تخصيص ميزانية من قبل الدولة بشكل دوري وفي المقابل، تجبر الناشر على الالتزام بمستوى أدبي لا يمكن التنازل عنه.

نجح إسلام فيما بعد في نشر رواية "حلم ليلة ممطرة" - عن دار غراب، 2018. وهي رواية من نوع الرعب والخيال، والمجموعة القصصية "دروب مظلمة" عن دار تويا، 2020. وهي عبارة عن مجموعة قصص رعب مترجمة، بعضها حقيقي حسب الراوي، وبعضها من وحي الخيال.

"اتعرضت للاستغلال المادي وأنا بنشر روايتي الأولى "إيجيبتوس" في دار بنت الزيات، بس بعد التجربة دي قررت احترم كتاباتي ومدفعش فلوس علشان النشر" قالتها الكاتبة الشابة "أميرة علام"، معربة عن حزنها لإنشاء عدد كبير من دور النشر على أساس تحقيق الربح المادي فقط دون النظر للهدف الأساسي من النشر وهو رفع الثقافة والوعي، وبعدها تمكنت أميرة من نشر رواية "باريدوليا-فتاة اللوحة" في دار نشر المكتبة العربية، ورواية " المدينة المتبدلة" بدار مسار دون دفع مقابل مادي بعد حصولها على تقييم عالي من قبل دور النشر.

صورة ١

صورة ٢

قال "إسلام الحماقي" مؤسس دار الهدف للنشر والتوزيع، أن هناك فجوة كبيرة بين الناشر والقاريء والكاتب أدت إلى انحدار ثقافة جيل كامل من القُراء أصبحوا غير قادرين على التمييز بين الجيد والسيء:"أي شخص يقدر يطلق على نفسه لقب كاتب بكل سهولة.. وبما إن القاريء عاجبه كتابه وهينزل يشتريه فممكن دار نشر تطبع أي حاجة وخلاص وهتكسب أكتر بكتير من دار النشر اللي عندها لجنة قراءة وبتهتم بالمحتوى".

واختصر مشاكل دور النشر الناشئة في مصر في صعوبة تنظيم معارض الكتب وصعوبة توزيع الأعمال في المكتبات بالإضافة إلى إرتفاع أسعار الخامات التي تستخدمها الدار في النشر: "مؤخرا بقا أي إنسان عنده خسارة مادية في حياته يقرر يفتح دار نشر وكأنها الكنز إللي هيحققله أحلامه فبيدخل بدون دراية وكل همه بيكون الربح فقط وده سبب مشاكل كبيرة".

وعن تأجيل معرض القاهرة الدولي للكتاب تأثرا بجائحة كورونا أوضح إسلام "المعرض بالنسبة للناشر زى البنزين إللى بيكمل بيه باقي الرحلة لمدة سنة.. علشان يقدر يتكلم عن الدار بتاعته وأزاي ساهمت في إفادة الناس وإنتشار الثقافة العامة.. في سنة كدة إحنا هنمشيها من غير طاقة جديدة بس إللي يهمنا حاليًا الصحة العامة للكتاب والزوار وأن الأزمة تعدي".

حكى الكاتب الشاب "محمد كمال" قائلا : "مكنتش بفكر غير في حلمي إن يكون لي كتاب بإسمي وده خلاني أتغاضى عن حاجات كتير، بعت إحدى رواياتي لكذا دار نشر، وفيه اللي رفضتها خالص، وفيه اللي قال هننشرها مناصفة. طبعًا أنا قبلت بالمناصفة، وعرفت أنها هتكلف 20 ألف جنيه، يعني دفعت 10 ألاف"، يحكي كمال عن تجربته، مضيفا: "أنا دفعت تمن الطباعة والتنسيق والتدقيق، وحتى التوزيع. وفوق دا كله الدار مهتمش بالدعاية ولا التسويق". وعند نشر روايته الثانية "لولاها" ساهم في النشر بدفع مبلغ 2400 جنيه مصري.

"كُتاب زمان كانت مدرستهم الأولى الصحافة وكان في رقابة على الأعمال الأدبية" قالت الكاتبة الناشئة "أماني عبد السلام"، وترى أن دور النشر الكبيرة تهتم بأعمال الكتاب المشاهير حتى وإن احتوى البعض منها على مضمون متواضع -على حد قولها- مما يسبب إحباط للكتاب الناشئين خصوصا من تتميز أعمالهم بمحتوى راقي يستحق النشر، وتقول: "في دار نشر طلبت مني 12 ألف درهم إماراتي علشان انشر روايتي نجم خافت.. ده بالنسبالي مبلغ خرافي.. إزاي شاب في بداية حياته يتطلب منه مبلغ زي ده.. قررت فالأخر أنشرها مع دار نبوغ بمبلغ 2500 جنيه مصري وهي دار ناشئة".

تتمنى أماني أن يتم رعاية الكتاب والأدباء من قبل الدولة بشكل أكبر :"زمان كانت بتتوفر الكتب بسعر أقل من خلال مهرجان القراءة للجميع وكان في مسابقات نشر وندوات ثقافية بشكل دائم.. دلوقتي قصر الثقافة أصبح كأنه كوكب منعزل".

صورة ٣

صورة ٤

يعتقد الكاتب "عادل السمري" أن تجارة الورق أصبحت مربحة جدًا في الوقت الحالي "قبل عام 2011 كان دور النشر عددها محدود وكان أبرزها الشروق المصرية، والدار اللبنانية ونهضة مصر، بعد 2011 بقا أي شخص يعمل دار نشر من غير تقنين وده عمل ازمة نشر لأن الدور دي مبتركزش على المحتوى على قدر تركيزها على المقابل المادي إللي هتاخده من الكاتب".

باعتبار أن وظيفة السمري الأساسية هي المحاماة، أشار إلى أزمة عدم قيد دور النشر الناشئة في إتحاد الناشرين المصريين: "لما حد بيعمل دار نشر بيعمل سجل تجاري وبطاقة ضريبية على اعتقاد أن ده الشكل القانوني الكافي لدور النشر وده ضيع حقوق كتاب كتير"، حيث تولى في عام 2015 قضايا الكتاب الجدد الذين تعرضوا للنصب من قبل دور النشر ونجح خلال عامين في استرداد مبلغ بقيمة 186 ألف جنيه لعدد من هؤلاء الكتاب. وأثار السمري مشكلة العقود بين دار النشر والكاتب: "هي عقود غير قانونية يكتبها أصحاب دور النشر دون الرجوع للقانون ".

أكد السمري في نهاية حديثه على أهمية تقنين عمل دور النشر الناشئة حفظًا للحقوق، وضرورة إقامة ندوات تثقيفية للكُتاب الشباب لزيادة وعيهم وإحتكاكهم بالوسط الثقافي، كما ركز على أهمية وجود عقود ملزمة بين الكاتب ودور النشر تضعه جهات حكومية مثل اتحاد الناشرين المصريين: "ومهم جدا أن الكاتب والمجتمع يكون عندهم وعي أن الكتابة عمل جليل والكلمة بتأثر.. ممكن تبنى وممكن تهدم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان