مسارات الفيوم.. خريطة تجمع المناطق السياحية في "بلد السبع سواقي"
كتبت-إشراق أحمد:
ثلاثة أعوام ويتلهف محمود كامل ورفاقه في هيئة تنشيط السياحة بمحافظة الفيوم لهذه اللحظة؛ يوم أن يدور على الفنادق ويسير بين المحال والطرقات موزعًا الخريطة السياحية التي عكفوا للعمل عليها، وبالفعل في 9 فبراير الجاري تحقق المراد؛ بدأ الشاب وزملاؤه جولاتهم لنشر الخريطة التي تجمع مسارات الأماكن التي يمكن للسائح التوجه إليها في محافظة الفيوم.
كانت البداية حينما طرح الاتحاد الأوروبي مشروع يتعلق بالسياحة "وكانت الفكرة عمل خريطة تكون كأداة ثقافية بحيث تبقى الفيوم مقصد عالمي للسياح"، يقول كامل، الباحث بهيئة تنشيط السياحة في الفيوم إنه جرى التعاون مع فريق من إيطاليا ليتولى الرسم، فيما تركز دورهم على جمع المعلومات وتفاصيل الأماكن.
تتميز الفيوم بتراث أثري وحضاري فريد لا يعلم الكثير عنه كما يقول كامل "للأسف الفيوم مش على خريطة السياحة لأن أغلب الآثار اللي فيها عبارة عن أطلال ومفيش داعية كافية"، لكن هناك حكايات تاريخية يعلمها الباحثون في المحافظة ولم تكن هناك فرصة لجمعها، وخلاف هذا هناك الوجهات الشاهدة على التاريخ الجيولوجي والتراث الحرفي المصري، ففي قرى الفيوم ما بإمكانه أن يبهر الوافدين.
لأعوام، كانت مهمة الباحثين المصريين أن يجمعوا ما استطاعوا من تفاصيل للتعريف بمحافظتهم على أكمل وجه ممكن. داروا الفيوم تفقدًا وبحثًا، يذهبون في جولات ويعودون بتقييم "كان في معايير للمكان اللي هتضمه الخريطة"، يشير كامل إلى الطريق المؤدي للمنطقة "هل ممهد وفي علامات إرشادية ليه ولا لا"، وكذلك مدى قدرة المكان على استقبال الزائرين "هل الزيارات الكتير هتأذيه؟".
بعد مثل هذه الأسئلة وضع العاملون في تنشيط السياحة نقاط القوة والضعف للأماكن التي شكلت في النهاية مسارات للسياحة في الفيوم ضمتها خريطتين، إحداها للمحافظة، وأخرى اختصت منطقة وادي الريان.
قسم فريق العمل المصري والإيطالي خريطة الفيوم إلى 3 مسارت "أثري، بيئي، حرفي وثقافي"، أما الأول لمن أراد زيارة الأماكن الخاصة بالتاريخ الفرعوني وما على شاكلته، ولمحبي الجيولوجيا والصحراء عليه بالمسار الثاني، أما الراغب في التعرف على الثقافة الشعبية فيسلك المسار الأخير ليدله إلى عدد من قرى الفيوم الغنية بالصناعات اليدوية والترحاب الودود مثل قرية تونس التي باتت قبلة للسياحة في السنوات الأخيرة حسبما يقول كامل.
تستهدف خريطة الفيوم السائح القادم وحده "وعايز يلف مع نفسه"، تضمن له المسارات دليلاً جغرافيًا يعينه في رحلته، وإن أراد الاستزادة بالمعلومات فقد وفر له الباحثون كتيب إرشاديًا يجمع الكثير من التفاصيل عن الأماكن المحددة على الخريطة. يوقن فريق عمل المشروع أنه لا غنى عن المرشد السياحي لكنهم يضمنون له دليلاً يسهل مهمته هو الآخر، وربما يضيف لها شيء من المتعة.
لم تطل فترة العمل على الخريطة لصعوبات واجهها القائمون على المشروع المنفذ بشراكة ثلاثية بين الاتحاد الأوروبي ووزارة التعاون الدولي ومحافظة الفيوم، إنما للحرص على احترافية ودقة ما يخرج للسائحين كما يقول كامل "أخدنا وقت في المراجعة كنا بنعرض الحاجات على إدارة تفتيش الآثار في الفيوم ونبعتها للرسامين الإيطالين ويردوا علينا"، وحينما أصبحت الخريطة معدة للنشر جاء فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" ليؤجل المسيرة بعض الوقت.
قبل أسابيع استقر العزم بأن الفرصة مناسبة لتوزيع الخريطة، خاصة وأن الشهور الأولى من العام معروفة بكونها "موسم السياحة" في الفيوم، لكن كان السؤال "هل ننشر الخريطة بشكل ورقي بس مش معقول السايح يفضل ماشي بورقة؟"، اقترح كامل أن يكون هناك رمز إلكتروني "باركود" للخريطة حتى يتاح للسائح أو أي زائر للفيوم الإطلاع على المسارات في أي وقت ومكان يتواجد فيه. لا يوسع المقترح مدى المعرفة بالخريطة فقط، بل أيضًا يوفر الإمكانيات المادية المتعلقة بالطباعة.
مازالت جولات نشر خريطة مسارات الفيوم في بدايتها كما يقول كامل، ومع هذا لمس الباحث في تنشيط السياحة بالمحافظة ورفاقه الأربعة قبول من الأهالي للفكرة "الناس اللي وزرعنا عليها في الفنادق والمحلات كانوا مبسوطين"، وتتبع كامل ردود فعل إيجابية من الأجانب المقيمين في مصر ممن علموا بالفكرة.
يسعى القائمون على مشروع مسارات الفيوم لتطوير عملهم "بنفكر نطبع الخريطة بورق مقوى عشان يعيش أكتر وهنخلي الدليل متاح إلكترونيًا". لا يتمنى كامل ورفاقه أكثر من نشر الثقافة السياحية في الفيوم، لديهم يقين بكون الفيوم تستحق أز تصبح قبلة عالمية "ده كفاية وادي الحيتان لو اتروج له سياح أكتر هيبقوا عايزين يروحوا"، فيما يأمل الباحث بهيئة تنشيط السياحة أن تتوفر الخريطة باللغة العربية وتزين حوائط المدارس لتصبح مشهدًا مألوفًا لطلاب الفيوم.
فيديو قد يعجبك: