إعلان

لكبار السن فوق الخمسين.. شباب إعلام يطلقون حملة للسياحة العلاجية بمصر

05:36 م الإثنين 20 ديسمبر 2021

الدفن في الملح بسيوة

كتبت-إشراق أحمد:

قبل ثمانية أشهر، كان كل تفكير ريهام القط ورفاقها في تنفيذ مشروع لإنهاء عامهم الأخير بالجامعة، لكن بعد المضي في التجربة، أصبح لديهم الرغبة في مواصلة المشوار حتى تصبح السياحة العلاجية في مصر شيئًا معروفًا مثل زيارة الأماكن السياحية المختلفة.

"فارماكون" اسم الحملة التي اختارها 4 من طلاب كلية الإعلام في جامعة العلوم والآداب الحديثة للترويج للسياحة الاستشفائية، وهو باللغة المصرية القديمة ويعني الدواء بالطبيعة.

حينما أعلن قسم الدعاية والإعلان والعلاقات العامة عن بدء عمل الطلاب لوضع أفكار لمشاريع التخرج، لاحظت مجموعة ريهام المكونة من أربعة زملاء أن الجميع اختار القيام بحملات توعية للشباب، فأرادوا أن يفعلوا أمرًا مختلفًا "قلنا ليه ما نستهدفش كبار السن فوق الخمسين لأن مفيش حملات كتير ليهم وندور على حاجة تهمهم" تقول ريهام، أحد أعضاء مشروع التخرج.

ولأن كبار السن الفئة الأكثر عرضة للأمراض في مصر، فبدأ الطلاب في البحث عن أفكار حول العلاج، وفي الوقت ذاته كان هناك شرطًا في الأفكار المقدمة حسبما أخبرتهم المشرفة على المشروع"أن يكون المقترح يتماشى مع خطة الرئيس لـمصر 2030". وجد الرفاق أنه في عام 2017 عُقد مؤتمر بعنوان "مصر والسياحة العلاجية" يتحدث عن حملة مرض الكبد الوبائي "فيروس سي" وفي الوقت ذاته عن الأماكن الموجودة بمصر للعلاج.

"البحيرات المالحة، العيون الكبريتية، الدفن في الرمال، كهوف الملح" وغيرها من الموارد الطبيعية التي لا تخلو بها المحافظات المصرية. اكتشف طلاب إعلام أن مصر بها 1400 عين كبريتية وبئرًا طبيعيًا، فيما يصلح للزيارة منها نحو 16 مكانًا في 7 محافظات كما تقول ريهام لمصراوي.

كل خطوة كانت تقود فريق مشروع التخرج لمزيد من البحث؛ قاموا بإجراء استطلاع رأي ليتأكد لهم أن الكثير في مصر ليس لديهم معرفة عن السياحة العلاجية، ومَن يعرف يجد بُعد الأماكن عائقًا.

لجأ الطلاب للعديد من المصادر ليشملوا مختلف الجوانب المتعلقة بتلك الأماكن "معانا 5 دكاترة معروفين في مجالهم بيتكلموا عن المناطق وإزاي لها تأثير إيجابي في التعافي من المرض". مرضى 5 تخصصات وجد فريق "فارماكون" أن السياحة العلاجية يمكن أن تفيدهم "أمراض العظام والجلد والجهاز التنفسي والهضمي والأمراض النفسية".

جمع فريق "فارماكون" التفاصيل المممكنة سواء باللغة العربية أو الإنجليزية، وضموها في كتيب من 23 ألف كلمة كما تقول ريهام. وضعوا تصميم حملتهم وكيفية تنفيذها وكاد أن يتوقف الأمر عند هذا الحد، لكن حينما أخذ فريق المشروع قرار السفر لعدد من الأماكن للتفقد الذاتي لها، تغير القرار "سافرنا سيوة وسفاجا وأسوان لقينا في ناس بتروح عشان الاستشفاء فعلاً وبعدها قررنا أن الحملة تكون عملية". وجد الطلاب أن سيوة أصبحت وجهة للمصريين، فيما سفاجا مازالت مقتصرة على الأجانب في الأماكن العلاجية لأنها مازالت وجهة غير معروفة لكثير من المصريين.

أطلق الطلاب صفحة خاصة بـ"فارماكون" على فيسبوك وانستجرام وتوسع الأمر منذ ثلاثة أشهر بنشر معلومات حول مناطق السياحة العلاجية في مصر تحت (هاشتاج) وسم "الطبيعة حياة"، وتوجهوا إلى شخصيات عامة لدعم فكرتهم، وبمرور الوقت استقبلوا ردود فعل أغلبها يستفسر عما يقومون به، وأخرى تسأل عن إذا كانوا يقومون برحلات وبرامج سياحية.

لم يجد فريق "فارماكون" جهة سياحية يمكن التوجه إليها للسفر من أجل الاستشفاء "شركات السياحة أو البرامج بتكون بهدف الترفيه في الأساس فلو ودوا الناس بيكون عشان يشوفوا المكان"، ولهذا علا سقف أهداف القائمين على حملة التوعية.

يواصل فريق "فارماكون" حملتهم حتى الشهر المقبل "المفروض هناقش مشاريع التخرج في يناير"، لكن الطلاب ينوون استكمال حملتهم "بنحاول نتواصل مع شركات سياحة وعملنا شراكة مع مستشفى خاص لدعمنا"، تطمح ريهام ورفاقها في المضي حتى يتمكنوا من عمل رحلات ذات برامج خاصة بالاستشفاء.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان