في اليوم العالمي لها.. كيف زرع معلمون حُب اللغة العربية في قلوب الطلبة؟
كتبت- مروة محيي الدين:
على مدار 8 سنوات، نجح حمد صميدة في أن يزرع حب اللغة العربية داخل قلوب طُلابه الصغار، فاستخدم اللعب والتلوين في التدريس، ليسهل عليهم المادة ويُمكنهم من ممارستها في حياتهم اليومية بعيدًا عن الأساليب التقليدية المعتادة، وهو نموذج للعديد من المعلمين الذين ساهموا في تنشئة أجيال بتلك الطريقة، نُلقي الضوء على بعضهم في اليوم العالمي للغة العربية.
كان حمد صميدة، مُدرس لغة عربية، يُحضر مجموعة من الصور ليُعلم الأطفال أشكال الحروف الأبجدية أولًا، فضلًا عن استخدام فن التلوين "لو أطفال في عمر الـ 4 سنين بندخل التلوين لأن الأطفال بيحبوا الشخابيط، بعمل الألف أو الباء والطفل يلون الفراغ اللي جوة الحرف، فيبدأ يتقبل اللغة أكتر".
استعان بلعبة ليدرب الطلاب على الحوار باللغة العربية وحتى يتمكنوا من تكوين كلمات وجُمل من الحروف، فيسأله "هل تحب السفر، فيُجيب أنا أُحب السفر، هل تُحب الطماطم وميستخدمش إشارات لا باليد ولا إيماء بالرأس ولا هيستخدم أي كلمات إنجليزية ولا يقول نعم أو لا ولا يضحك ولا يبص يمينه أو شماله" يوضح أكثر فكرته البسيطة "في البداية بيخسروا كتير والأطفال بيحبوا الفوز ومن هذا المنطلق بيبدأ يتخيل الكلمات ويتعمق داخل اللغة ويحبها".
كان يرى الأستاذ حمد استجابة الأطفال في قبول اللغة، معتبرًا اللعبة إحدى الطُرق التفاعلية الترفيهية من جانب ومُحفزة للعقل من جانب آخر "بتفرض على الطفل يجيب كلمات" ليعبر بها، وأضاف أن من الطُرق الأخرى "بحسسه إني مش فاهم وبعامله بنفس مستوى سنه، فبقوله على النمر أسد، فيعترض ويبدأ يوصف إن الأسد تخين وليه شعر بطريقته ودا التفاعل".
واعتادت أية محمد، مُدرسة لغة عربية، مُقيمة في الزيتون، أن تحفز طُلابها على تعلم اللغة العربية عن طريق المدح "بقوله أنت شاطر تعالى نقرأ الصفحة دي" ومنحهم الحلوى والرسم "برسم دودة جواها حروف من الألف للياء".
استغلت المُعلمة أية تعلق الأطفال بالألعاب الإلكترونية على الانترنت، فكانت تحمسهم أنه بالقراءة يمكنهم البحث عن ألعاب جديدة يحبونها، وأن بإمكانهم أن يحضروا فيديوهات على موقع "يوتيوب" إذا أجادوا القراءة، ذلك إلى جانب استخدام لعبة "بكتب مجموعة كلمات نحطها في الكوباية وكل واحد يختار ورقة ويقراها"، وتعلمهم "المدود ليها أغاني، المد بالألف والياء والواو".
لا يحبذ طُرق الضغط والتشديد على الأطفال وبخاصة ما قبل ست سنوات، يذكر المُعلم حسام حسن، من المنوفية، لأنهم يكونوا في بداية تأسيس اللغة والتي يُبنى عليها قدرتهم على تعلم بقية المواد كالعلوم والدراسات "الولد لو أتقن اللغة العربية هيتكلم في باقي المواد"، لهذا السبب كان يحاول أن يكتشف مهاراتهم باختبار صغير يجريه قبل البدء في التدريس، فمثلًا يجد طالب يحب الرسم والتلوين وآخر يُفضل الغنى، وبهذه الوسائل يتقرب إليهم ليعلمهم الحروف.
لا يواجه مُدرس اللغة العربية صعوبة في التدريس عبر الانترنت، إذ يقول إنه يُطبق نفس الطُرق التي يُعلم بها في الواقع ويتفاعل الطلاب معه "بشغلهم أغاني عشان يحفظوا الحروف"، وذلك ليطور من مهارة السمع لديهم، ويضيف "لو مفيش حاجة ف مكان تعليمي بغني معاه أنا أو أتفاعل بالطريقة اللي يحبها".
أثنى حسام طريقة التعليم التعاوني، وهو جلوس الأطفال بشكل دائري جنبا إلى جنب يساعدهم ذلك على التفاعل سويا خلال الحصة وتبادل الأدوار والتعلم من بعضهم "جميل جدا مع الأولاد الصغار لأنهم بيحسوا بالغيرة ويتفاعلوا معايا، فلو قولت لولد إيه ده أحمد صوته أعلى منك بتلاقي بيعلي صوته هو كمان، ويتفاعل أكتر عايز يثبت نفسه". وأضاف أنه "لو في طفل عنده مشكلة بنستخدم معاه ألعاب كتدريبات زي القفز على الحروف، ده بيبقى نشاط على جسمه منه نشاط تعليمي وجسماني".
وعن "حركات الفتحة والضمة والكسرة"، يستخدم حسام الصور التي توضح معاني الحركات فعلى سبيل المثال إذا أراد أن يشرح له الفتحة يسأله "هو أنت بتحب إيه، ممكن يقولي بحب الفاكهة، أو الأشجار أو الحيوانات أو العربيات، أبدأ في المسار ده وأبدأ أقوله الفتحة بتبقى شرطة فوق العربية، فقدر يفهم بداية إن الفاتحة مكانها فوق، فبطبق ده على حرف الألف"، ومن هنا يجمع الكلمة من الصور بعدما تعرف على الفتحة وده بيساعده يفكر من خلال الصورة وينطقها".
كان يحرص المُعلمون الثلاثة على أن يُحبهم الأطفال دون خوف ليستوعبوا اللغة بدون تعقيد رغم اختلاف شخصياتهم والطُرق التي يتوددون بها إليهم ولكن يعتقدون أن الحب هو الوسيلة الأهم والأولى للوصول إلى هدفهم.
فيديو قد يعجبك: