إعلان

حرب PUBG.. قصة البطولة العربية الأولى للاعبين المحترفين (صور)

12:44 م الأحد 12 ديسمبر 2021

البطولة العربية الأولى للعبة PUBG موبايل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

قبل دقائق من بدء المنافسة، كانت مروة شكري تستعد للحدث الكبير. تتأكد أن هاتفها يعمل بصورة جيدة، تحاول السيطرة على التوتر بداخلها، فيما تتصل بها والدتها لتطمئن أن ابنتها ستشارك بقوة في البطولة العربية للعبة PUBG للموبايل التي نظمتها مؤسسة ريد بل بالأمس، بالمشاركة مع شركة Gamers lounge.

15 فريقا من اللاعبين المحترفين شاركوا بالأمس من مصر، العراق، الأردن، الإمارات، الكويت، البحرين، السعودية وسلطنة عمان، تنافسوا على جائزة مادية قدرها 10 آلاف يورو للفائزين الثمانية الأوائل، لتكون المسابقة هي الأولى من نوعها التي يتم تنظيمها.

انضمت مروة للعبة قبل 3 سنوات. تعيش الفتاة العُمانية في مصر لكنها حين قررت المنافسة انضمت لفريق وطنها "وبهيك بقيت البنت الوحيدة اللي موجودة في البطولة".. تذكرها بفخر، مستعيدة كيف بدأت اللعب مع فتيات فقط "وبعدين اشتغلت على نفسي كتير قبل ما أنضم لتدريبات المحترفين وألعب مع الأولاد".

في الألعاب أيضا يبدو انضمام الفتيات أمرا صعبا "حتى الآن عم بسمع كلمات روحي على المطبخ من اللاعبين.. وكأنه البنات مش من حقهم يخوضوا هاي التجربة". أتمّت مروة الواحد وعشرين عاما وبينما تدرس إدارة الأعمال تحاول التوفيق بين هوايتها المفضلة والدراسة "يعني التدريب بيكون حوالي 4 ساعات فقط في اليوم وبقية الوقت بيتوزع على المهام الأخرى"، فيما يظل دعم الأهل لها مستمرا "في البداية كانوا شوي قلقانين بس بعدين تقبلوا الأمر.. حتى والدتي إجت على فندق هون جنب المسابقة وبنتكلم كل شوية"، تقولها الشابة فيما تشرح كيف تأهل فريقها لتمثيل سلطنة عُمان.

صورة 1

أجرت شركة ريد بُل منافسة PUBG موبايل داخل الدول المشاركة في المسابقة وتم اختيار فريقين هما الأول والثاني من كل دولة، فيما تم اختيار أربع دول من مصر.

تم إطلاق لعبة PUBG بواسطة شركة تينسنت في مارس 2017، انتشرت في أرجاء العالم وتقوم فكرتها على أن الفائز هو الناجي الأخير؛ من يستطيع تفادي القتل طوال وقت اللعب مع الآخرين، الذين قد يصل عددهم أحيانا إلى 100 شخص من دول مختلفة.

بالأمس قابلت مروة لاعبين من شتى الدول العربية "كتير منهم مش بس بيعمل هيك كهواية لكنه بقى بالنسبة له عمل"، تتمنى الفتاة أن تسلك نفس الاتجاه "بس لازم هادا يحصل واحدة واحدة"، لا تخاف من التجربة "أصله اللعبة زيها زي أي بيزنس تاني محتاج تفكير وتدريب وما بتفرق كون الشخص بنت أو ولد المهم هو عايز يعمل إيه".

صورة 2

داخل سينما فوكس بمول سيتي سنتر ألماظة استعد المتنافسون؛ ارتدى كل فريق تي شيرتات بأعلام بلادهم، لكن حالة من الود سادت بينهم. على مسرح السينما جلسوا في طاولات متلاصقة، كل فريق يتكون من أربع لاعبين والخامس يتواجد احتياطيا في خارج اللعبة حال حدوث أي ظرف طارئ، فيما كان لكل فريق مدير فني، يضع تكتيكات اللعب ويدرب اللاعبين ويحفزهم، تماما كما يفعل أحمد علي، مدير فريق رعد المصري أحد الفرق المشاركة.

منذ صغره، أُخذ علي باللعب الإلكترونية "كنت أرجع من الشغل والجامعة عايز أتبسط فهي اللي بتفصلني عن العالم"، لم يتخيل أنه سيترك مجال المحاماة ليتخصص في إدارة فرق الألعاب الإلكترونية، حيث أصبح مسؤولا عن فريق الموبايل الخاص بلعبة بابجي في مصر وهو جزء من فريق رعد الذي ينافس في ألعاب أخرى ومسابقات مختلفة.

صورة 3

قبل حوالي عام تكون فرق رعد، اختارهم علي من محافظات مصرية مختلفة "طنطا وكفر الشيخ والقاهرة وانا شخصيا من إسكندرية"، التقوا جميعا داخل العاصمة ليبدأوا التدريب بمقر خاص بهم "زي معسكر تدريبي كدة.. بننام ونصحى بمواعيد وناكل بمواعيد ونتدرب بمواعيد وندخل برضو مسابقات عشان نتدرب ونجرب نفسنا".. كان ذلك حالهم خلال العام الماضي "روحنا مسابقة من شهور لنفس اللعبة تبع ريد بل بس كانت عالمية وكنا في العشرة الفائزين الأوائل".

لم يستغرق علي وقتا طويلا لترك وظيفته القديمة والتركيز على الألعاب "بيبقى لينا مرتبات وحوافز بعد المباريات.. زي الكورة كدة بالظبط وفيه عقود طبعا واضحة مع الشركات الرعاة ومع الشركة الأم اللي عملت بابجي لأنها لازم تصرح بعمل المسابقات الشبيهة"، يعيش علي حُلمه كما يقول "بعمل حاجة بحبها وفي نفس الوقت بخوض تحديات مختلفة"، لكنه لازال يسمع تعليقات مثل "دي لعبة أو انتوا بتضيعوا وقتكوا في أي كلام"، فيما يعتبر الشاب العشريني أن تلك الألعاب هي الأكثر انتشارا خلال العامين الماضيين وهي "البيزنس الجاي وبيتعمل لها برة مسابقات بملايين كأنها رياضة عادية بس الفرق إنها على الكمبيوتر".

في نفس الوقت، يشعر علي بالسعادة "إنه المسابقة أول مرة تتعمل هنا وإننا أول فريق مصري يمثل مصر في مسابقة زي كدة"، بينما يستعد للمنافسات القادمة التي سيخوضها الفريق.

صورة 4

قبل بدء فعاليات المسابقة، أمسك مذيع الحدث الميكروفون، قدّم الفرق الموجودة، وفيما علا التصفيق بين حضور السينما الممتلئة، قال قواعد اللعبة؛ يخوض اللاعبون أربع جولات وفي النهاية يتم حساب الفريق الفائز بأكبر مجموع نقاط "الأهم في لعبة بابجي انك متموتش ولو عايز تجيب نقط أعلى بتموّت حد من الأعداء جوة اللعبة"، قالها هشام خالد، المنسق المسؤول بشركة gamers lounge وهي الشركة المصرية الأولى التي تدعم وتصمم مسابقات الألعاب الألكترونية المختلفة.

حين انطلقت الجولة الأولى ومدتها ٤٠ دقيقة تقريبا، ساد الصمت المكان. شاشتان كبيرتان تنقلان ما يحدث داخل اللعبة، المشاركون منكبون على هواتفهم، بعضهم خلع حذائه وجلس متربّعا ليشعر براحة أكبر، بين حين وآخر تُسمع همهمات اللاعبين "يلا.. يلا"، يقولها لاعب فريق البحرين بحماس، فيما يركز الحضور مع الحدث، يعلو صوت أحدهم "عاش يا رعد عاش" محييا الفريق المصري، فيما يشرح أحمد فتحي لابنته روعة ما يحدث على أرض المسرح.

صورة 5

فتحي أب لطفلين "كنت لعيب قديم بس على الكمبيوتر"، قبل سنوات توقف عن هوايته القديمة وحينما أراد العودة "لقيت ان الأجهزة بقت غالية اوي فعملت جروب على فيسبوك أساعد الناس ازاي يجمعوا جهاز كويس لو هيكونوا جيمرز محترفين"، وصل عدد المنضمين له إلى ١٢٠ ألف شخص "بيلعبوا حاجات مختلفة"، لذا وجهت شركة ريدبل دعوة له لحضور مسابقة الأمس "أول مرة أحضر حاجة كدة ومبسوط إن دا بقى موجود في مصر لأني كنت بشوفه أونلاين برة".

صمم فتحي على اصطحاب روعة وياسين "عايزهم يشوفوا الحالة دي ونفسي يدخلوا مجال الألعاب"، تقاطعه ابنته ذات التسع سنوات قائلة "أنا بلعب gta مع بابا وعايزة ادخل مسابقات فيها"، يضحك فتحي مضيفا "الألعاب دي دلوقتي أحسن ما يعملوا تجارب تانية غلط فمفيش مشكلة انهم يجربوا".

صورة 6

استمرت المسابقة حوالي ٣ ساعات، أجواء الحماس لم تنقطع طوالها، حصل اللاعبون خلالها على راحة لعشر دقائق بين الجولات، ليتم إعلان النتائج في النهاية بفوز فريق kHk البحريني بالمركز الأول فيما حاز soul killers البحريني أيضا على المركز الثاني وحاز رعد المصري على الثالث.

منذ أشهر يشارك خالد، منسق gamers lounge في التجهيز لليوم "قد ما تعبنا بس مبسوطين واحنا بنشوف السعادة على وشوش اللاعبين". منذ عام ٢٠١٨ يشارك الشاب في تنسيق مسابقات لألعاب أخرى، أحيانًا يشارك فيها مصريون "زي فريق أنوبيس وهو فريق تقيل من الجيمرز وشاركوا في منافسات عالمية"، يشعر بالفخر إذ يرى اتساع رقعة مجال الألعاب "زمان كنا ممكن في الجامعة الواحدة نلاقي لاعب واحد محترف دلوقتي بقى فيه مجتمع كبير وبيكبر"، وبالرغم من تطور نفس المجال بالخارج "إلا إننا بقينا بننافس الغرب وبنقابلهم ولسة هنتطور أكتر وأكتر".

فيديو قد يعجبك: