من "شم النسيم" للـ"الأوبت".. كيف احتفل قدماء المصريين بأعيادهم؟
كتبت-هبة خميس:
تتزين مدينة الأقصر استعداداً لاحتفالية إعادة إحياء طريق الكباش اليوم، وستكون الاحتفالية القادمة إعادة تمثيل لعيد "الأوبت" وهو عيد مصري قديم يعد من أهم الأعياد المصرية القديمة الكثيرة سنتناول معاً أهمها.
يستعرض الدكتور "فتحي ياسين" مدير آثار البر الغربي بالأقصر تلك الأعياد التي يذكر منها عيد يسمى "الوادي الجميل" وهو عيد وموكب للإله آمون حيث يخرج الموكب الاحتفالي من معبد الكرنك لزيارة البر الغربي ويتحرك بعدما يعبر النيل إلى المعابد الكثيرة مثل معبد رمسيس الثاني ومعبد الرامسيوم ومعبد حتشبسوت وهابو "العيد دة كان الغرض منه التبرك بالجبانات والناس والملوك المدفونة فيها لأنه كان بيكون مصاحب له أقارب المتزفين من الملوك والأمراء والوزراء والملك نفسه كان بيطوف في الموكب كإحياء لذكرى الموتى".
يرى "فتحي" أنه مازلنا نحتفل بأحد تلك الأعياد كل عام وهو "شم النسيم"؛ عيد الربيع المستوحى من الاسم المصري القديم لعيد الربيع وتفتح الأزهار بعد فيضان النيل ومازال المصريون حتى الآن يأكلون نفس الأكلات التي اعتاد أسلافهم القدامى على تناولها في عيد شم النسيم، بالإضافة لعيد "مشهور خاص بإله الخصوبة الإله مين" وكان له موكبًا أيضاً يتحرك من الشرق لمدينة هابو فيما ينشد الحضور الترانيم.
تتعدد الأعياد لكن هناك عيد هو أشهرها على الإطلاق والذي سيتم إعادة الاحتفال به اليوم لإحياء طريق الكباش، وهو عيد "الأوبت".
يقول مدير آثار البر الغربي إن ذلك هو العيد الأهم على الإطلاق في مصر القديمة لأنه خاص بالملوك والكهنة وللعامة أيضاً ويستمر الاحتفال به من خمسة وعشرين حتى ثلاثين يوماً، وهو للاحتفال بثالوث طيبة؛ أي الإله آمون والآلهة الأم موط والإله الابن خونسو، ويتضمن العيد موكباً ضخماً في ثلاثة زوارق يتحرك من الشرق من معبد الكرنك إلى النيل حتى معبد الأقصر ويصاحب العيد ذبح الأضاحي والموسيقيون وعامة الشعب ليصبح أقوى عيد مصري قديم.
وتأتي أهمية عيد الأوبت "لأنه استمر فترة زمنية طويلة جداً من الأسرة الـ18 حتى الأسرة 30 يعني حوالي 1500 سنة بالظبط المصريين فضلوا يحتفلوا بيه".
بين الماضي والحاضر هناك الكثير من الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لإحياء الحضارة المصرية القديمة وتلك الجهود تظهر في أشياء مثل موكب المومياوات الملكية وإعادة إحياء طريق الكباش وغيره من الاحتفالات القادمة حسبما يضيف "ياسين"، حيث تُركز تلك الفعاليات على أهمية تلك المظاهر في زيادة وعي المصريين بحضارتهم واتصالهم بتاريخهم وزيادة نسبة الإقبال على السياحة لمصر كما يلتفت كل الأثريين في العالم ودارسي علم المصريات لذلك الطريق القديم الذين يحلمون بإحيائه ثانية.
"الغريب ان المصريين نفسهم بالرغم من اختلاف ديانتهم حالياً عن زمان لكنهم مازالوا بيطبقوا مظاهر احتفال عيد الأوبت بشكل مختلف، فنلاقي ان مولد سيدي أبو الحجاج الأقصري بيتم بنفس مظاهر العيد القديم وكأنه اختلاف الديانات مبعدش المصريين كتير عن حضارتهم"، كما يقول مدير آثار البر الغربي لمصراوي.
فيديو قد يعجبك: