صداقة عابرة للقارات.. لقاء سنوي يجمع "ريهام" بصديقات من جنسيات مختلفة
كتب- محمد مهدي:
شعور بالوحدة امتلك الفتاة المصرية "ريهام الشرقاوي" عند وصولها إلى المجر في عام 2016، للحصول على منحة دراسية من جامعة Balassi، مضت الأيام الأولى بصعوبة لكن سرعان ما التقيت بصديقة وآخرى من جنسيات مختلفة، صاروا فيما بعد أفضل رفقة رغم اختلافات الثقافات، وبعد انتهاء الدراسة وذهاب كلا منهن إلى دولة مختلفة بات لديهم حرص على لقاء سنوي يجمعهم دائمًا "هما عمودي الفقري، بقينا زي عيلة واحدة، ولما بنتقابل بننسى كل مشاكلنا" تقولها الشرقاوي لمصراوي خلال حديثها عن تلك الصداقة العابرة للقارات.
كانت الشرقاوي قد تخرجت من كلية آداب ألسن جامعة عين شمس، لديها تطلع للسفر ودراسة مزيد من اللغات بعد "المجرية" التي أتقنتها خلال الدراسة، وجاءت المجر كفرصة للتعلم "قابلت ناس من كل البلاد، لكن مع الوقت كونت صداقة قوية مع 3 بس، عندنا صفات مشتركة وقريبين من بعض" أولهم هي "كاتيا" الروسية "قابلتها قبل كدا في منحة لمدة شهر في 2014" ثم تعرفوا على "جوشا" البولندية و"فابيانا" السويسرية.
الصفات المشتركة ساهمت في تقوية علاقتهم، خاصة حُب السفر "كنا بنخرج كتير، كل يوم في مكان جديد، بنسافر في محافظات المجر أو لأي دولة أوروبية" الحماس موجود دائمًا لخوض تجربة جديدة في أيام الإجازات "نروح على طول على محطة القطر، ونختار أي محافظة بشكل عشوائي أو الأماكن الغريبة" تساعدهم في ذلك "فابيانا" المشهورة بينهم بالبحث الدائم عن المعلومات وإحساس الألفة الذي ينتابهم خلال جولاتهم.
لدى كل صديقة صفة مميزة تجذب انتباه الشرقاوي "فابيانا زي ما قولنا بتاعة البحث، عشان كدا سميناها سفنجة عشان بتمتص أي معلومة حواليها" بينما تنشر "جوشا" البولندية المرح بينهم خلال تجمعاتهم "دمها خفيف وبتحب تضحكنا طول الوقت" بينما تعشق "كاتيا" الروسية اللغات "بتتكلم إنجليزي وإسباني ومجري وفرنسي" وهي هواية تمتلكها الشرقاوي وباقي أفراد المجموعة "كل واحدة بتتكلم على الأقل 3 لغات، وبنتعلم من بعض في الموضوع دا".
لم يؤثر اختلاف الثقافات على الصداقة التي جمعت بينهم "بالعكس كنا دايمًا بندعم بعض، وبندور على الحاجات المتشابهة بينا" تتذكر الشرقاوي تعرضها لبعض المواقف غير الاعتيادية نظرًا لإرتدائها الحجاب "لأنه شيء غريب في المكان وشكله مُلفت وطبعا ملامحي العربية". البعض يقترب منها لطرح أسئلة فضولية "ألاقي صحابي ملتفين حوليا خايفين حد يضايقني" وبعد مرور لحظات يحاولن كسر تلك الحالة سريعًا "كل المواقف كانت بتقلب بضحك في الآخر".
بعد انتهاء المنحة الدراسية بات لزامًا عليهم الافتراق، حصلت الشرقاوي على فُرصة عمل في شركة خاصة بماليزيا، انطلقت إلى هناك للعمل كمترجمة، كان لديهم تخوف من تأثير ذلك على علاقتهم "لكن فضلنا على تواصل، بنتكلم كل يوم فيديو وبنعرف أخبار بعض" لم تحصل على صداقات مشابهة في الدولة الجديدة "زعلانة إننا مش في بلد واحدة، عشان كدا بنحاول نتجمع على قد ما نقدر".
عبر وسائل التواصل المختلفة على الإنترنت، تتحدث الشرقاوي إلى صديقاتها يوميًا، وفي إحدى المرات اتفقن على التجمع بصورة مستمرة رغم المسافات بينهن كلما سنحت الفرصة "وفعلًا سافرنا سوا السويد واستراليا وبولندا وإسبانيا وأستراليا ورومانيا" تتذكر المترجمة المصرية مساعدتهن للبعض خلال السفر "لو حد بيواجه مشكلة في أسعار التذاكر لو غالية الكل بيشارك".
حرصت الشرقاوي وصديقاتها على تلك اللقاءات رغم الظروف التي تمر بها كل واحدة منهن "بنفضي نفسنا عشان نبقى سوا" في المرة الأخيرة التي ذهبت إليهم في المجر "كان عندي اكتئاب مش طبيعي وعملت حادثة قبلها، لما شوفتهم حسيت إني مطمنة وليا حد" وفي نهاية كل تجمع لابد من إقامة حفلة "بنتجمع فيها مع الناس اللي درسنا معاهم، وبتبقى حاجة عاطفية جدًا".
تعتقد الشرقاوي أنها محظوظة بتلك الصداقة، وأن العلاقات الآمنة شيء نادر ولابد من الحفاظ عليه "ناس سلسلة مفيش تعقيد معاهم وأغلب الوقت متفاهمين" تتمنى أن تظل قائمة لعقود طويلة "مرة كنت مسافرة مع صاحبتي الروسية وشوفنا اتنين عواجيز أصحاب، راحت قالتلي احنا أهو بعد 50 سنة" شعرت حينها بسعادة بالغة، لذلك لا تترك الأيام الحلوة دون توثيقها من خلال التقاط صور لهم مفعمة بالبهجة.
فيديو قد يعجبك: