خيوط المكرمية.. مشروع "دينا" من روح طبيعة سيوة
كتبت- شروق غنيم:
تعلّقت روح دينا أبو عوف بما تغزله أيادي والدتها؛ من الصغر أخذت تراقب التفاف الخيوط حول نفسها فتصنع مُنتجًا، ظلت مشدوهة لهذا العالم حتى عادت إليه الفتاة الشابة قبل ثلاثة أشهر بعدما ضجرت الوظائف المكتبية "قررت استقل ويبقى الشغل اللي بعمله في روحي وتفاصيلي أنا"، عادت مُجددًا لإلهام الأم "مصممة أزياء وكانت سبب كبير في إني آخد الخطوة دي"، فصنعت مشروعًا للمكرمية.
قبل أكثر من ثلاثة أشهر بدأت الشابة في عمل المكرمية، وهي إحدى أنواع الأعمال اليدوية بالخيوط "أول مرة كانت صعبة وبفشل لكن لما ظبطت قدرت أكمل"، عبر الإنترنت تعرفت دينا أكثر على أنواع الخيوط، طريقة تعليق الخيوط حتى تصير شكلًا فنيًا "الموضوع متعب لإني لازم أفضل واقفة طول ما أنا بشتغل، لكن في النهاية لما بشوف التصميم بفرح".
على جذوع وفروع الشجر تنصب دينا المكرمية، تتعمد ذلك حتى تُضفي روح الطبيعة على التصميم "كمان لما باجي أصور الشغل بحاول في الخلفية يكون الديكور مواد طبيعية زي سنابل قمح أو فرع شجرة كبيرة"، لهذا السبب اختارت الشابة صنع المكرمية تحديدًا مع ألوان مُحايدة "لإن شكلها طبيعي وبسيط وبيدي طمأنينة.. بيفكرني بشعوري وأنا في واحة سيوة".
أربع قطع أنهتهم الفتاة الشابة قبل ثلاثة أشهر، لم تكن قد ارتوت بسعادة فعل يداها بعد "للأسف بابا أتصاب بكورونا وحالة البيت النفسية كلها اتقلبت"، لم تقوَ على إنتاج قطع جديدة لكنها انهمكت في متابعة مقاطع فيديو عبر الإنترنت عن الفن ذاته "قررت إني لو معنديش طاقة أشتغل، هتعلم أكتر عشان لما الأزمة تعدي أكمل".
انقضت الأزمة ومعها ازداد شغف دينا بالاستمرار، استخدمت خبرتها كمصورة لإبراز تفاصيل عملها الجديد ونشرته على صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "كنت متوقعة يكون في ردود فعل لطيفة بس مش بالسرعة دي"، جاء إليها أول طلب للشراء "كانت صاحبته في إسكندرية، سافرت لها وكان يوم لطيف، مكنش بس إني أسلمها الشغل لكن قعدنا ندردش سوا وكانت السبب اللي شجعني اعمل صفحة".
ما إن أسست دينا صفحة خاصة للعمل باسم محبوبتها سيوة "لقيت طلبات مختلفة وردود فعل كويسة على اللي بعمله"، مع كل كلمة مديح أو فرصة للعمل تمتن لوالدتها "ماما طايرة بيا، وبتدعمني دايمًا، من قبل الصفحة كانت تقولي كل قطعة هتحطيها في البيت هديكي سعرها عشان تحمسني"، فيما ترشدها حاليًا مع كل خطوة جديدة.
لم يمر أسبوعين حتى تلقت الفتاة الشابة طلبًا للمشاركة في أحد المعارض الخاصة بالعمل اليدوي، أعادها ذلك لحلم قديم "كنت بزور معرض القاهرة للشباب في الأوبرا عشان أشوف شغل صحابي الرسامين، وكنت بتمنى إني في يوم من الأيام أشارك فيه.. الفرصة دي خلتني أتحمس إني أشتغل أكتر وأشارك فيه السنة الجاية".
تتمنى دينا أن تجتمع برفقة أخريات يتقن نفس الفن "يبقى لقاء نتعلم فيه من بعض، أنا معنديش روح المنافسة بالعكس عايزة أتطور وأساعد غيري"، فيما لا يزال خفقان قلبها عاليًا كلما تذكرت أحداث آخر شهور "مندهشة من إن كل الحاجات الحلوة دي جت ورا بعض، لكنها بتعوضني عن فترة كورونا الصعبة وإني ألاقي نفسي في الحاجة اللي بشتغلها".
فيديو قد يعجبك: