أثر المحبة لا يزول.. طبيبة بحرينية تُدشن مبادرة إنسانية لروح دكتور "مشالي"
كتبت-دعاء الفولي:
لم تستغرق الطبيبة نورة البطي وقتا طويلا لتتخذ القرار، فما أن علمت بوفاة الدكتور محمد مشالي، حتى دشّنت مبادرة لعلاج غير القادرين بالمجان، أسوة بما فعله الطبيب الراحل على مدار 40 عاما.
عام 2009، تخرجت الدكتورة البحرينية في كلية طب قصر العيني، سمعت كثيرا عن عطاء الطبيب المصري الراحل "كنت بنبهر إزاي إنه مش بيسعى للمال، عنده قناعة غريبة أقرب للزُهد"، قرأت عنه نورة كثيرا، رغم عودتها للبحرين فيما بعد ثم انتقالها للعمل في بريطانيا كطبيبة متخصصة في أمراض الدم "لكن كنت بشوف أخبار عنه كل فترة".
في الثامن والعشرين من يوليو الماضي، تُوفي الطبيب مشالي عن عُمر ناهز الـ76 عاما، كان دستوره في الطب ألا يأخذ مالا من مُحتاج، ولم يزد ثمن الكشف عنده أكثر من عشر جنيهات "مجرد ما عرفت بالوفاة طرحت فكرة المبادرة على الحساب بتاعي في تويتر"، وهي أن تتكفل الطبيبة بعلاج غير القادرين، سواء من التحاليل، مرورا بالكشف وحتى تناول الدواء، فيما دعت الأطباء لتكرار المبادرة في بلدانهم.
"كنت خايفة من نفسي إن المبادرة تكون حاجة عاطفية وتمشي لكن رد الفعل شجعني أكمل"، فوجئت بعشرات يتواصلون معها، بعضهم يعرض الخدمات والتبرعات عليها بشكل مباشر، آخرون اتصلوا بأهلها في البحرين يعرضون تبرعاتهم، فيما لم تتوقف رسائل الأطباء لها من عدة بلدان عربية "من مصر والخليج والشام.. بعضهم عايز يتبرع وبعضهم بيسألني نبدأ إزاي".
حينما وجدت الطبيبة البحرينية ذلك التفاعل "قررنا نحط الخطوط العريضة للمبادرة في الفترة الحالية وخلاص هنبدأ ننفذ"، إذ سيحدث ذلك من خلال جمعيات خيرية عديدة في أكثر من دولة عربية "يعني هنحاول نكون إحنا شبكة بتدعم غير القادرين، لو أعرف حد محتاج حاجة في بلد بعينها وفيها طبيب من المبادرة هكلمه يساعد وهكذا"، مازالت المبادرة وليدة الأسبوع الماضي، لكن المشاركين فيها يعملون على إدخالها حيز التنفيذ قريبا.
رغم أن نوره لم تقابل الطبيب الراحل خلال حياته قط "لكن اتعلمت منه كتير، ويمكن أكتر شيء لفت نظري إنه الناس مش محتاجة تبقى غنية عشان تساعد غيرها.. الموضوع طلع أبسط من الفلوس".
فيديو قد يعجبك: