درس على رمال "السخنة".. أب يُعلم أطفاله بالرسم (صور)
كتب- محمد زكريا:
على إحدى شواطئ العين السخنة، كان أحمد بدير يركع على ركبتيه، فيما تنهمك يديه في تشكيل الرمال، وإلى جانبه طفليه أيسل وحمزة، يساعداه بحماس وفرحة في إتمام الأمر، بينما ينتبهون بالدرجة نفسها إلى كلماته المصاحبة، كان الرجل يعطي دروسًا في الطموح، القدرة على الفعل رغم الصعوبات، الإتقان، وتحمل المسؤولية في النهاية.
منذ 15 عامًا، يرسم بدير على الرمال، كلما أُتيحت الفرصة لذلك، لا يعتبر نفسه محترفًا للأمر، وأعماله تقول شيء من هذا، الأمر لا يتعدى فسحة في المصايف، إلى أن تزوج صاحب الـ34 عامًا، ووجد فيها فرصة لتربية أطفاله على قيّم بعينها، يسمعها المصيفون كلمات بابتسامة واحترام.
رسم الشاب على شاطئ العين السخنة أهرامات، وحكى لأطفاله عن عظمة المصري القديم، حضارته التي بقيت لآلاف السنين تتباهى بها مصر وتتكسب منها، فيما أوكل لطفلته صاحبة الـ6 سنوات مهمة إكمال الإنسان الذي رسمه إلى جانبها "أنت هنا بتعلم أولادك إزاي تشارك في صنع حاجة، متكنش مجرد متفرج أو مستهلك"، فيما كان درسه العام الماضي عن الإصرار على الفعل "جبت عروسة أيسل، وقولتلها هنرسمها على الرمل، وتعمدت أرسمها بعيدًا عن شكلها الأصلي تماما، وبعد ما خلصتها قولتلها: هنعمل أيه دلوقتي يا أيسل، قالتلي: ما تيجي نعيدها تاني، قولتلها: هناخد وقت كبير وهنتعب بس لو انتي عندك إرادة هنقدر، قالتلي: لازم نعملها.. ورسمنا العروسة".
لا يترك بدير مصيفًا إلا وفيه درس عملي لأولاده، حتى أن طفله صاحب الـ4 سنوات يسأله عن الرسمة الجديدة مع كل شاطئ يدخله، مرة لبيت، مركب، حديقة، أسرة، وكل شكل فيه درس جديد، لا يتعدى الأمر كونه لعبة لأطفاله تُسعدهم، لكن لعبة تُدر في نظره دخلًا لا يُقدر بثمن، يؤمن تمامًا أن مثل تلك الألعاب "هتفرق معاهم جدًا في أيامهم الجاية".
فيديو قد يعجبك: