ترميم الحطام النفسي.. "نحن حدك" مبادرة تقدم الدعم لضحايا انفجار لبنان
كتبت-شروق غنيم:
مع اليوم التالي لانفجار مرفأ بيروت، كان حسين حمية طالب الماجستير في علم النفس ومؤسس مبادرة "نحن حدك" يستعد بفريقه للنزول إلى الميدان؛ أيقن من اللحظة الأولى أن الحدث الذي جعل العاصمة مدينة منكوبة يبكي أهلها ضحاياهم ومفقوديهم، سيترك حطامًا في أروح أهل لبنان وندوب تحتاج أيضًا إلى مداواة.
في مارس الماضي أطلق حمية مبادرة "نحن حدك" من أجل تقديم الدعم النفسي لمصابين فيروس كورونا المستجد وذويهم وللطاقم الطبي ومن يتوّهم بإصابته بالمرض. عن طريق خطوط ساخنة ولقاءات أونلاين، حشد الدعم النفسي بمتطوعين من طلاب وخريجي قسم علم النفس بالجامعة اللبنانية، ومع حادث مرفأ بيروت قرر توجيه المبادرة لخدمة المتضررين من الحادث إلى جانب العمل الأساسي لهم.
17 فرقة ميدانية نزلت إلى المناطق الجغرافية الأكثر تضررًا من الحادث كما يحكي مؤسس المبادرة لمصراوي "التدخل المبكر لتقديم الإسعافات الأولية النفسية مهم لحتى نخفف من حدة اضطرابات ما بعد الصدمة"، عمل فريق المبادرة على خطة من أجل الوصول للمتضررين من خلال فرق ميدانية وخيم منصوبة "نتواصل بشكل مباشر مع أصحاب المنازل والمحلات وكنا نضع أوراق تحتوي على 25 رقم كخط ساخن على مداخل الأماكن في الأحياء حتى يتصلوا بنا في أي وقت"، وهو ما حدث بالفعل.
يذكر حمية حين تواصل معه أحدهم ليسرد له موقف جارته "طلب لها الدعم النفسي، لأنها سيدة كبيرة بالعمر وكان يسمعها بتصرخ كتير"، أحيانًا يتعامل مباشرة الأخصائيين في المبادرة مع طالبي الخدمة النفسية إلا أنهم أحيانًا "نوجهم لأطباء أعصاب أو جمعيات تقدم الاحتياجات المادية من أجل الحصول على دعم نفسي".
"الدنيا فيها حلو ومر وانت حامل كل الهموم على كتافك.. ما ضروري تحملن وحدك.. خلينا مرة بهالعمر نفكر سوا ونتساعد.. نحنا حد لنسمعك.. ما تتردد اتصل فينا"، أخذت المبادرة على عاتقها هذا الشعار، ظلت تدفع به خلال الفترة الحالية رغم ظروف العمل الصعبة حاليًا "لإن لسة في مفقودين، بالإضافة لأزمة كورونا مع قلة الإمكانيات، خصوصًا أننا مبادرة تطوعية فردية، نحنا منا الحكومة ولا جمعية مدعومة ماديًا".
خلال الفترة الماضية توالت النوائب على الشعب اللبناني، كما يسرد حمية "نفسيًا في صورة معممة إن الشعب اللبناني يتمتع بالصلابة النفسية لأننا عيشنا حروب وصراعات وسجالات، لكن كل أزمة بتترك أثرًا قد يكون متراكم ويتجلى لاحقًا أو مع مرور الزمن".
يحاول أعضاء المبادرة الوصول لكل من تأثر بالحادث الأخير، ليس فقط من كان في المناطق المُحيطة بمرفأ بيروت، ولكن كل من تأذى نفسيًا "سواء شاهد الموقف مباشرة، أو سمع عنه أو شاهده على التفزيون". بعد الانفجار، انهمرت المبادرات التطوعية من كل مكان، حالة من التكاتف الشعبي يعشيها مؤسس المبادرة النفسية "كل اللي حصل محاولة لإضاءة شمعة للضلام اللي بيعيشه وطنا الجريح".
فيديو قد يعجبك: