من مواسير السباكة وزجاج السيارات.. نحات يصنع تماثيل فرعونية ضخمة من الخردة
كتب- محمد زكريا:
تصوير- محمد حسام الدين:
عمل إبراهيم صلاح نحاتًا، يُشكل جداريات المنازل، لم يكن العمل مجزيًا ومتوفرًا طوال الوقت، كما لم يُشبع شغفه الشديد بفن النحت، فاتجه إلى الخردة قبل 4 سنوات، وجد فيها زاوية مؤكدة للإبداع، ومنها يشكل تماثيل فرعونية ضخمة، بشكل لم يسبق لها مثيل كما يقول، فيما ينتظر الشاب موعدًا لافتتاح معرض لأعماله.
بدأ صلاح مشروعه، بصنع تمثال "باستيت"، القط في مصر القديمة، إحدى آلهة قدماء المصريين، وارتبط بالحنان والوداعة، المحبة والمرح، تلك الصفات التي وردت عن المصري القديم، إلى جانب عدم توافر حجم كبير من تماثيله، هو ما دفع صاحب الـ27 عامًا للبدء به، ومن الحديد المُدور، وفي ذلك رأى تميز وإبداع، أنهى القط، بارتفاع 6 أمتار ونصف طن، في 30 يومًا فقط، فيما لم يكن ذلك سهلًا. واجه المولود في مالاوي بالمنيا صعوبات "عشان ألاقي الحديد المدور اللي أنا محتاجه، لفيت بتاع 5 أيام متواصلة عند بتوع الخردة في القاهرة والجيزة، وكملت بحث في الوقت اللي شغال فيه على التمثال لحد ما خلصته".
لكن أثناء العمل، استقبل تعليقات سلبية، كادت أن تحبط مسعاه، لولا إيمانه بفنه وما يقدمه "كانت معظم الآراء سلبية في البداية.. اللي كان يدخل يشوف التمثال وأنا شغال عليه يقولي: هتستفاد إيه يعني؟ شوفلك حاجة تجيب لك فلوس أفيد، لكن بعد ما خلصت وشافوا التمثال الناس رأيها اتغير وقالولي: أيه الجمال ده، وبقوا يشجعوني".
من الخردة؛ الحديد، زجاج السيارات، الإطارات، مواسير السباكة.. يصنع صلاح تماثيله الفرعونية، الخردة في نظره مهملة، فأراد لو أن يُحييها، وبشكل صديق للبيئة، واختار لمشروعه وجهة فرعونية لأسباب؛ منها اعتباره أنها أكثر ما يعبر عن مصر والمصريين، واعتزاز الشاب نفسه بذلك، كما يتمنى أن يُدر ربط الماضي بالحاضر عليه دخلًا، من خلال عرض تماثيله في الأماكن السياحية، الفنادق والبازارات السياحية.
بعدما أنهى الشاب "باستيت"، بدأ العمل على كليوباترا، تمثال من السوست، المعالق والجنازير، لم ينته منه بعد، لكنه اقترب كثيرًا، بارتفاع 5 أمتار ووزن 250 كليوجرامًا، لكن تلك المرة قلت الصعوبات أثناء العمل، كانت خبرته من الأول داعمه في الثاني، كل ما كان يحتاج إليه تركيز أكبر لدقة ملامح وجه الملكة.
يخطط صلاح لافتتاح معرض لأعماله، في مقر بالجيزة اسماه: "معرض وعي بيئي"، يعرف أن الطريق ما يزال فيه الكثير من الجهد، لكنه يحلم بـ"أول معرض في فن الخردة لتماثيل كبيرة الحجم للمصريين القدماء"، وأن ترحب الدولة بمجهوداته وتدعمه، يغلق عينيه ويتخيل أن أعماله متاحة بكل محافظات مصر.
فيديو قد يعجبك: