إعلان

"إلى كاتبي".. رسائل محبة من القارئ إلى الأدباء والشعراء المفضلين

07:13 م الخميس 20 أغسطس 2020

كتبت-رنا الجميعي:
ربما حفّز هاشتاج أُطلق تحت اسم "رسالة إلى كاتبي المفضل" خيال الكثيرين، كانت فرصة لأن يعبروا عن مشاعرهم تجاه كتابهم المفضلين، رسائل حب وامتنان وتفاصيل إنسانية امتلأ بها فضاء الفيسبوك، حيث أطلقت مجموعة "نادي القراء المحترفين" دعوة تستحث القراء للكتابة عن كتابهم، أو كما يقول اسلام وهبان، المسئول عن المجموعة، إن تلك الفرصة ربما تكون مختلفة لأن الأدوار تتبدل هذه المرة، حيث القارئ يصبح فيها الكاتب.

منذ حوالي أسبوعين أطلقت المبادرة على صفحة المجموعة، كما يقول وهبان، الذي يحكي عن البداية قائلًا "مشرفة المجموعة مرام شوقي كانت بتنزل كل يوم سؤال عشان الأعضاء يتناقشوا فيه"، وقد طرحت عليهم ذلك السؤال يومًا "لو فيه كاتب حابب توجه له رسالة يكون مين؟"، استفز السؤال وهبان، وفكّر في تطويره على شكل هاشتاج، ليبدأ بعدها فيض من الرسائل وصل عددهم حوالي المائة إلى الآن، فيه يوجه القراء رسائل إلى كتابهم المفضلين، سواء الذين رحلوا أو لازالوا على قيد الحياة.

1

من بين هؤلاء الكتاب نجيب محفوظ ويوسف السباعي ويوسف إدريس، ودكتور أحمد خالد توفيق، وعمر طاهر وعادل عصمت ومكاوي سعيد وخيري شلبي وغيرهم، كما أن البعض وجه لكتابه المفضلين من العرب والأجانب، مثل الشاعر نزار قباني والشاعرة سيلفيا بلاث والكاتبتين إيزابيل الليندي وجي كي رولينج، يذكر وهبان أن العديدين تفاعلوا مع "الهاشتاج"، حتى أن البعض ممن ليسوا أعضاء في المجموعة تأثروا أيضًا بالفكرة، ليس ذلك فحسب "كمان فيه كتاب شباب وجهوا رسايل لكتابهم المفضلين وحكوا عن تفاصيل بينهم".

من بين هؤلاء كانت الكاتبة الشابة نهلة كرم التي حكت عن علاقتها بالكاتب الراحل مكاوي سعيد، وكيف بدأت علاقتهما معًا، وتحكي في المنشور الذي كتبته عنه "على مدار سنوات تحولت علاقتنا من مجرد كاتب جعلتني روايته أرغب في كتابة رواية، إلى معلم في الحياة يدلني على الطريق"، وقد كان مكاوي يراها كابنته التي لم ينجبها.

كان الهاشتاج وسيلة للكثيرين في التعبير عن مشاعرهم "وفرصة كمان إن الكتاب يعرفوا ازاي أثروا انسانيًا في نفوس القراء"، يقول وهبان، وقد تشجعت القارئة مي فتحي من بين الكثيرين للكتابة عن كاتبتها المفضلة رضوى عاشور، كانت المرة الأولى التي تندفع فيها للكتابة عن تفاصيل العلاقة التي جمعتها بالكاتبة الراحلة.

2

3

فعلى قدر معرفة مي بالكاتبة منذ أكثر من عشر سنوات، إلا أنها لم تتمكن من الكتابة لها حين وفاتها أو في ذكرى ميلادها، وكما قالت في المنشور الذي كتبته عنها "لأنك تستحقين أن نتذكرك في أيامنا العادية، وبين مشاغلنا الكثيرة، وأفكارنا المُتصارعة، تستحقين أن تكوني بقعة ضوء تبرز بين كل ذلك"، هكذا كان رأي مي الذي دفعها لئلا تكتب لها قبل ذلك.

تعرفت مي على صاحبة "ثلاثية غرناطة" عام 2010، وقتها تمكنت إحدى صديقاتها من إيجاد الحساب الشخصي للكاتبة "وبعتت لها فعلًا واحنا كنا أصحابها متحمسين وبنستنى صديقتنا تيجي تحكي لنا عن أجدد رسالة أو مكالمة بينهم"، وانبهرت مي بلطف رضوى عاشور وقدرتها على الاحتواء والاهتمام بالرد على رسائل صديقتها، وذلك ما شجعها أن ترسل لها أولى الرسائل بينهما "لما حصل اعتداء على وقفة احتجاجية لأساتذة الجامعة في جامعة القاهرة وعرفت إنها طالها اعتداء جسدي من أحد البلطجية"، وقتها شعرت مي أنها بحاجة لأن تطمئن عليها.

4

لكن العلاقة بين مي ورضوى لم تقتصر على ذلك، بل امتدت إلى لقاء على أرض الواقع، حين عُقدت حفل توقيع روايتها الأخيرة "الطنطورية"، وقتها قابلتها "وكانت في منتهى اللطف وكأننا عارفين بعض من زمان"، حتى أنها عرضت عليها هي وصديقاتها توصيلة إلى وسط البلد، ذلك الموقف الذي لم تنسه أبدًا مي.

دافع آخر جعل مي تكتب إلى رضوى عاشور، هو خوفها من النسيان، لذلك أخذت تسرد تفاصيل العلاقة بينهما، وكيف التقتها بالصدفة في ميدان التحرير، وعرضت عليها حينها كوب شاي في منزلها القريب، لم تحك ذلك فقط، بل سردت أيضًا كيف كانت تقول لها من آن لآخر "تعيشي وتربي يا دكتورة رضوى"، لأن الكاتبة بالنسبة لها لا تحب مجرد كلماتها فقط بل لكونها شخصية فريدة "هي من أكتر الناس اللي قريت منها عن القضية الفلسطينية بمنظور مختلف وأثرت فيا".

5

مُحبين القراءة يعرفون كيف يمكن أن يحفزهم "هاشتاج" مثل هذا، حتى أن وهبان نفسه صاحب الدعوة له كتابه المفضلين الذي يودّ الكتابة عنهم، مثل الكاتب خيري شلبي الذي أحبّ كتابتها قبل عمله في الوسط الثقافي، وما إن صار صحفيًا حتى كلف بملف عن صاحب الوتد ووكالة عطية "وساعتها اكتشفت إن بلدياتي وتعرفت على زوجته العظيمة، وعرفت تفاصيل حياته اللي أثرت فيها انسانيًا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان