إعلان

بطل في حكاية: دولة المماليك في "أولاد الناس"

05:45 م الخميس 20 أغسطس 2020

أولاد الناس

كتبت-هبة خميس:

منذ شهور قليلة حصلت رواية "أولاد الناس" لكاتبتها ريم بسيوني على جائزة نجيب محفوظ للرواية وسيتم تحويلها قريبا لمسلسل درامي وعبرت الكاتبة عن سعادتها بالفوز في حوار مع موقع مصراوي .

يقع معظمنا أمام معضلة واضحة أُثناء قراءة التاريخ وأحداثه فتارة يجد البعض تعقيد شديد في اللغة و البعض الآخر يتوه وسط الأحداث الكثيرة، لذا تعتبر قراءة رواية تاريخية هي أفضل الطرق للاستمتاع بالتاريخ في إطار روائي وسط شخصيات نتعلق بهم ونتابع أحداثهم وفي الخلفية يبدو لنا التاريخ مسيطراً على المشهد من صراعات وحكام وموت .

يعتبر الكثيرون أن فترة حكم المماليك من أفضل فترات الحكم الإسلامي الذي مر على مصر ففي عهد دولة المماليك البحرية ازدهرت البلاد و البناء ومازالت تلك الآثارشاهدة على تلك النهضة و من بينها مسجد "السلطان حسن" الذي ما إن دخلته الكاتبة "ريم بسيوني" حتى شغفها ذلك البناء الرائع و ارتبطت به حتى كتبت روايتها لشدة تعلقها بالمسجد .

تنقسم الرواية لثلاثة حكايات منذ عصر دولة الناصر محمد بن قلاوون حتى شنق طومان باي وتعليق رأسه على باب زويلة، في الحكاية الأولى تحكي الكاتبة قصة الأمير المملوكي محمد المحسني وقصة حبه وزواجه ب"زينب" المصرية.

تلك الحكاية كانت في عصر ازدهار دولة المماليك البحرية وتنازلت الانقسامات بين أمراء المماليك ومحاولات توحيدهم من قبل السلطان حتى نصل لوفاة الأمير محمد وتنتقل الحكاية لابنه محمد محمد المحسني وهو مصمم ومشيد مسجد السلطان حسن .

يتبع ابن الأمير شغفه ببناء مسجد على تلك الهضبة العالية في القاهرة حتى يكتمل البناء الذي يوصف بأنه من أفضل المساجد الإسلامية بناء وعمارة .

في الحكاية الثانية بعد عدة أجيال نتعرف على قصة قاضي قوص وذكائه الشديد ومحاولة العدل تحت حكم منقسم للبلاد وصراع غريب على السلطة، لكنه وبعد تقليده منصب قاضي القضاة يختار العزلة ويترك المناصب ويحن قلبه لمسجد السلطان حصن الذي أصبح ساحة للصراعات بين الأمراء لكنه يعيده لمجده ويعود اسم الله ليتردد فيه ثانية .

أما في الحكاية الثالثة التي تناولت انهيار الدولة المملوكية بدخول العثمانيون مصر في عصر السلطان سليم، ونتعرف على قصة الأمير المملوكي سلار وأًدقاؤه الفرسان الذين حاولوا اغتيال السلطان .

نرى رؤوس المماليك و جنودهم معلقة على باب زويلة وجثة "طومان باي" تجاورهم تعلن انتهاء عهد المماليك .

المميز في تلك الرواية هو تناول تلك الأحداث الكبيرة بلغة سلسة ورشيقة ننتقل من صفحة لأخرى دون صعوبة في هضم تلك الأحداث حتى نجد أنفسنا في النهاية بعد قراءة أكثر من 700 صفحة دون أن نعي ذلك.

عصر كامل ودولة حكمت مصر لقرون و مازالت مئذنة مسجد السلطان حسن شاهدة على كل تلك الأحداث الجسيمة شامخة لا تسقط أبداً.

فيديو قد يعجبك: