إعلان

أصحاب المقامات العالية (8)- السكون في أحضان مقام السيدة سكينة

03:05 م الإثنين 17 أغسطس 2020

مسجد السيدة سكينة

كتبت- هبة خميس:

بمنطقة الخليفة بالقاهرة القديمة، وفي بقعة هادئة على غير العادة، يقع مسجد السيدة سكينة ابنة الحسين شهيد الإسلام و ابن سيدنا علي بن أبي طالب، وهي السيدة آمنة، وسميت بذلك الاسم تيمنًا بجدتها أم النبي –صلى الله عليه و سلم- ولقبتها أمها بـ"سكينة"، لأن نفوس أهلها سكنت إليها لفرط محبتها وحيويتها .

في الثالثة عشر من عمرها، بدأت شخصيتها في الظهور، فكانت تقلدها النساء لفرط أناقتها وكانت النساء تصفف شعرها مثلها، فيحكى أن الخليفة عمر بن عبد العزيز وجد رجلاً يصفف شعره مثلها فأمره بحلق رأسه .

و في معركة كربلاء، خرجت السيدة سكينة مع والدها، بعد إلحاح شيعته للجهاد ضد يزيد بن معاوية، فاستشهد الحسين وحينما رأته ابنته سكينة احتضنت جسده بشدة جعلت الفصل بينهما مستحيلة، وبعد المعركة ساقها والي الكوفة مع نساء آل البيت كسبايا إلى دمشق، حتى يراهن الخليفة يزيد، وفي نهاية المطاف استقرت السيدة سكينة مع أمها في المدينة المنورة بعد رفض الأم الخطبة حزنًا على زوجها الشهيد وولدها وتوفيت بعد عام، أما ابنتها السيدة سكينة أقامت مع أخيها علي زين العابدين .

في شارع الأشراف بمنطقة الخليفة يقع المسجد الهاديء والمبني على طراز العمارة الفاطمية بعد مسجد السيدة نفيسة وبجوار مسجد ابن سيرين، المتفق عليه من زوار المسجد هو السكون أثناء دخلوه فتتسم أجوائه بالسكينة الشبيهة بروح السيدة سكينة، ومن فرط الارتياح الذي يمر به زوار المسجد يأتون إليه من كل مكان لنيل البركة والسمو الروحي في تلك البقعة .

في الحجاز أضحت السيدة سكينة سيدة المجتمع الحجازي يتكلم الناس عن شعرها وأدبها في ندوة تقيمها تمتليء بالشعراء تشبه إلى حد كبير الصالونات الأدبية الرفيعة واجتمع في مجلسها الفرزدق وجرير ينشدون أشعارهم من وراء حجاب .

وفي شبابها خطبت للإصبع بن عبد العزيز بن مروان وكانت تلك سياسة الأمويين بالتقرب لآل البيت بالزواج منهم كي يخففوا من وطأة مقتل الحسين وكانت لا ترتضي تلك الخطبة لكن فما إن وصلت مصر مع عمتها السيدة زينب توفى الإصبع قبل أن يراها، فتزوجت مصعب بن الزبير وانتقلت إلى داره التي بقيت فيها حتى وفاتها فاتخذتها مسجدًا لتعليم المسلمين أمور دينهم وإنشاد الشعر مثل الصالونات التي عقدتها في الحجاز، ثم تعرضت لزيجة فاشلة من زيد بن عمرو العثماني وكان العامة يتندرون ببخله فطلقت منه لأنها سليلة الكرم. وعقب وفاتها دفنت في بيتها الذي تحول لمقام ومسجد صغير حتى أقام الخديوي عباس المسجد في صورته الحالية.

قد لا يوجد الكثير من الحكايات عن الكرامات المرتبطة بالسيدة سكينة لكن زوار المكان يشعرون بتلك الحالة ككرامة مرتبطة بروح وطبيعة صاحبته وفي مولدها كل عام ينير السماء نجم يعرفه زور مولدها ويميزونه كل عام .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان