إعلان

"زمن اللعب مراحش".. كيف استقبل زائرو الصالات الرياضية قرار فتحها؟

12:36 م السبت 27 يونيو 2020

عودة الصالات الرياضية

كتبت- دعاء الفولي:

يتذكر محمد عبدالمنعم منتصف مارس الماضي جيدا، كان داخل الصالة الرياضية التي يزورها يوميا، يُجرّب أوزانا ثقيلة، نجح صاحب الـ29 عاما في رفع بعضها، غمرته السعادة، ترك الجيم يومها على وعد بتكرار التدريب في اليوم التالي، لكنه قرأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن الحكومة أوقفت الصالات الرياضية عن العمل ضمن قرارات أخرى، اتقاءً لفيروس كورونا المستجد، صُدم الشاب، احتاج وقتا ليستوعب قرار الإغلاق، تعايش مع الأمر، لكنه عندما سمع عن إعادة فتح الصالات الرياضية، قرر ألا ينضم لركب العائدين للجيم.

الثلاثاء الماضي، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حفنة قرارات لتعايش الدولة المصرية في ظل فيروس كورونا المستجد، يتم تطبيقها بدءً من اليوم السبت، وتشمل إعادة فتح المطاعم والمقاهي بنسبة إشغال 25%، كذلك الفنادق بنسبة إشغال 50%، إغلاق المحال في التاسعة ليلا بدلا من السادسة وعمل وسائل المواصلات حتى منتصف الليل، فتح دور العبادة عدا لصلاة الجمعة أو صلوات الآحاد في الكنائس، إعادة فتح المنشآت الثقافية والسينمات بـ25% من قدرتها الاستيعابية، وكذلك فتح النوادي والصالات الرياضية بطاقة 25% فقط، تمهيدا لافتتاحها بشكل كامل 15 يوليو المقبل.

حين سمع أحمد هنري خبر عودة الصالات الرياضية "كنت حاسس إنها ليلة العيد". منذ 7 سنوات لم يتخلَ صاحب الـ28 عاما عن الذهاب للجيم، لا يتعلق الأمر بممارسة الرياضة فقط، أحبّ رياضة كمال الأجسام ووجد فيها شغفه، يتطلب ذلك تدريبا بدنيا لأوقات طويلة "مينفعش في البيت، لا الأوزان موجودة ولا التشجيع والحالة موجودين"، عندما علم الشاب عن غلق الصالات الرياضية "فضلت فترة مش عارف أعمل إيه"، خاصة وأنه حوّل مسار حياته للرياضة "يعني كنت بدأت أنزل كمدرب في أحد الجيمات في شهر فبراير، فبقى دا أكل عيشي ومعنديش غيره".

صور 1

قبل 3 سنوات، كان وزن هنري 50 كيلوجراما "مع التدريب بقيت 82 كيلو ودا إنجاز ضخم لأن تكوين العضلات بياخد سنين"، لم يكن تعلم كمال الأجسام يسيرا "اتكسرت كتير وعملت عمليات لحد ما فهمت اللعبة"، باتت حياة الشاب داخل الجيم تقريبا "بالأربع ساعات تدريب في أوقات مختلفة خاصة لو عندي بطولة"، إذ حصل هنري على المركز الثاني في بطولة الجمهورية العام الماضي، فيما كان يستعد إبريل الماضي للالتحاق ببطولة أخرى "بس جت كورونا بوظت الدنيا"، كان الشاب يمتلك بعض الأموال "فلما الجيمات قفلت بدأت أصرف منها لحد ما ربنا يحلها".

حاول هنري إيجاد حلول بديلة خلال فترة الإغلاق، تحدث لصديق له يمتلك صالة رياضية ليفتحها له كل بضعة أيام ليتدرب "عشان دا مستقبلي ومش عايزه يضيع، رغم إن دي مش حاجة صح"، أخذ الشاب احتياطاته كما يقول، لكن تلك الأيام لم تكن كافية "خسرت عضلات برضو في الفترة دي"، حافظ على نظام التغذية الخاصة به "احنا بنحتاج ناكل من أربع لخمس وجبات يوميا"، ضاعف ذلك العبء المادي عليه "عشان كدة فتح الجيمات بالنسبة لي إنقاذ على كل النواحي".

حينما حدث الإغلاق، كان عبدالمنعم مُصابا في رُكبته اليسرى جراء الرياضة "قلت دي فرصة كويسة أستريح"، إلا أنه بعد مرور شهر ونصف أحس بالضيق "كان روتيني اليومي كويس، بنزل الجيم في أي وقت بس بقيت محبوس"، قرر الشاب الذي يعيش بمدينة المنصورة معاودة التدريب "عندي دامبلين وأوزان وبار، خرجتهم وبدأت أشتغل بيهم"، يعمل عبدالمنعم مدرب صحة ومتخصص تغذية رياضية معتمد من المجلس الأمريكي للتدريب، يعرف جيدا قيمة ممارسة الرياضة فقرر توجيه النصائح عبر فيسبوك لمتابعيه "إنه مش لازم تنزل الجيم عشان تهتم بنفسك، ينفع تشتغل بأقل الامكانيات في البيت وقولت للناس ممكن يتصرفوا إزاي".

مع الوقت، اكتشف عبدالمنعم مزايا للعب داخل المنزل "فيه توفير للوقت كبير، بقدر أتفرج على حاجة أو آخد راحة في النص غير الجيم"، وضع برنامج لممارسة الرياضة "بنفس وقت الجيم وبدلت حاجات بحاجات عشان تتماشى مع الوضع بس المحصلة النهائية إني مبسوط بالقرار"، حسبما يقول.

حالة التعود تلك، لم يلمسها محمد شرف الذي يعيش بمحافظة الإسماعيلية، فقبل عام انتظم شرف على زيارة الصالة الرياضية لخمسة أيام أسبوعيا، كان التحدي كبيرا "دايما الناس بتروح فترة وتكسل بس انا كنت عايز أثبت إنه الجيم نظام حياة"، فرّغ الشاب طاقته في الجيم "أفرح أروح الجيم أتضايق أروح الجيم"، لذا صدمه قرار الإغلاق كآخرين.

"مقدرتش ألعب في البيت، معنديش الأجهزة المتاحة في الجيم"، أحيانا ما كان شرف يمارس التمارين العامة "بس كانت إرادتي بتضعف وارجع أبطل تاني"، لذلك ينتظر العودة للجيم بفارغ الصبر، يضع في حسبانه فيروس كورونا المستجد "هاخد فوطة خاصة بيا وإزازة مياه وكمامة وكحول بس مش هقدر مرجعش"، يعرف الشاب أن العودة ستتطلب منه مجهودا مضاعفا لتعويض ما خسره من تمارين "يمكن دي أكبر ميزة في الجيم إن الناس اللي هناك بيشجعوك تلعب، غير لما تعمل دا في البيت لوحدك".

يتلقى عبدالمنعم أسئلة كثيرة "نرجع ولا منرجعش"، ينصح الشاب كل شخص حسب حالته، أما قرار عبدالمنعم بعدم العودة فله سبب "عندي حساسية على الصدر وبتزيد في الصيف وبيجيلي برد كتير"، لم يتردد مُدرب الصحة المتزوج في رفض الفكرة "لأني حتى لو روحت الجيم وبقيت كويس فمضمنش إني أرجع البيت معديش مراتي".

صور 2

لا يعرف عبدالمنعم متى يقرر العودة للجيم "بس غالبا مش هعمل دا إلا لما يكون فيه لقاح للفيروس"، وقتها قد يستغنى عن إجراءاته الاحترازية، لا يخرج الشاب للشارع إلا قليلا "ويمكن في المرات دي برضو تحصل لي إصابة"، ينصح المحيطين بتقليل احتمالات الإصابة بالفيروس، خاصة مع تخطي الإصابات حاجز الـ61 ألف حالة "المفروض ننزل لما تكون حاجة مينفعش نعوضها، إنما الجيم نقدر نعمل شبهه في البيت بفلوس قليلة.. فليه نغامر؟".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان