إعلان

من العُزلة للمنحة الحكومية.. قصة باحث مصري مع فيروس "كورونا" في اليابان

01:37 م الخميس 11 يونيو 2020

محمد عبدالقدوس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دعاء الفولي:

حين شد محمد عبدالقدوس الرحال لليابان في سبتمبر الماضي، ظن أنه سفر العُمر، فقد تم اختياره للحصول على الدكتوراه في "علوم وتكنولوجيا المواد النانومترية" من قبل منحة "MEXT" التي ترعاها الحكومة اليابانية، وضع الشاب خططا كثيرة، وما لبثت الأوضاع أن تبدلت بسبب فيروس "كورونا المستجد"، لم يعد الخروج من المنزل مطروحا، تعطلت الدراسة لفترة، مر الباحث بوحدة شديدة بعيدا عن أهله، لا سيما وأنه لم يستطع العودة لمصر، لكن تلك العُزلة باتت أهون بوجود أصدقائه هُناك ودعم مادي من الحكومة اليابانية.

حين هبت عاصفة "كورونا"، استسلم خريج كلية العلوم جامعة طنطا للواقع "أعلنوا الطوارئ لمدة شهر: "وقتها بدأت العمل من المنزل وكنت أرتدي الكمامة حين النزول للضرورة فقط"، حاول عبدالقدوس الرجوع لمصر في إجازة للاطمئنان على أسرته مارس الماضي: "لكن الطلب قوبل بالرفض من الجامعة لخطورة التحرك وبعدها تم إغلاق المطارات".

في مارس، فرضت اليابان الطوارئ في العاصمة طوكيو، ثم امتد الأمر؛ ليشمل كل المدن بما فيها "تويوهاشي" حيث يعيش عبدالقدوس، لم تكن العُزلة يسيرة على الباحث المصري، احتمى بأصدقائه هُناك: "كنا على لقاء أسبوعى بالمسجد، تم اتخاذ تدابير لذلك، منها تعقيم المسجد والمحافظة على مسافة متر على الأقل وفرض الكمامات على الجميع وتوفير سوائل التعقيم"، فيما لم تتوقف اجتماعاتهم للإفطار سويا في رمضان مع مراعاة إجراءات الأمان.

استغل عبدالقدوس أيضًا وجوده في المنزل لكتابة بعض الأوراق العلمية والمقالات، اثنان منها عن فيروس "كورونا المستجد"، و"بعض المواد النانومترية"، التي قد تساعد على توفير مصل أو علاج للمرض، وهى حاليًا تحت النشر بواسطة المجلات المتخصصة، حسبما يقول.

مطلع يونيو الجاري، خففت اليابان القيود، تم رفع حالة الطوارئ وعودة الحياة للمؤسسات المختلفة: "مع الحفاظ على ارتداء الكمامات والتزام الناس"، يشعر ذلك عبدالقدوس بالطمأنينة: "لأن الناس ملتزمة جدًا".

1

لم يكن ذلك فقط ما أسعد عبدالقدوس، فقبل بضعة أيام خصصت الحكومة اليابانية منحة مادية لجميع المواطنين سواء من أهل الدولة أو الأجانب، تبلغ قيمتها 100 ألف ين ياباني (850 دولارًا أمريكيًا)، لمساعدة الناس على تخطي الأزمة المادية بعد فيروس "كورونا"، لم يبذل عبدالقدوس أو غيره مجهودًا ضخمًا للحصول عليها، إذ تنوعت طرق التقديم بين ملء استمارة إلكترونية بسيطة، أو إرسال تلك الاستمارات على بريد المواطنين الذين لم يستخدموا التقديم الإلكتروني.

خلال حوالي عشرة أيام، وصلت المنحة لعبدالقدوس: "كان تنظيم الأمر رائعًا.. فحتى لا يحدث تكدس في البنوك لاستلام المنحة أرسلتها الحكومة لصناديق البريد المختلفة ومنها للمنزل"، فوجئ الشاب بالأموال تطرق باب السكن، ومعها كمامتان قابلتان للاستخدام عدة مرات.

يفتقد عبدالقدوس أسرته ووطنه، ينتظر فرصة العودة، لكن حتى يتحقق ذلك، فثمة شعور بالراحة لتواجده في دولة تهتم بمن يعيش فيها دون التفرقة بين الجنسيات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان