إعلان

الإصابة الأولى بسيوة.. كيف وصل فيروس "كورونا" إلى الواحة الهادئة؟

08:39 م الثلاثاء 26 مايو 2020

صورة أرشيفية من سيوة

كتب- محمد مهدي:

على مدار أشهر عاشت واحة سيوة في هدوء، لم يصل فيروس "كورونا" المستجد إليها رغم أنين العالم من انتشاره، صارت من المناطق الآمنة لندرة الاختلاط والحفاظ على النصائح الوقائية المختلفة، غير أن الأحوال تبدلت منذ أيام، حينما ظهرت أعراض المرض على رجل خمسيني من الأهالي، نُقل إلى الوحدة الصحية لإجراء الفحوصات اللازمة، وخلال ساعات تأكد الخبر، تسجيل أول حالة إصابة لـ "كورونا" في سيوة، لتبدأ عمليات البحث عن مصدر العدوى والتأكد من سلامة المخالطين فضلًا عن التأهب في كافة الأنحاء "خدنا الإجراءات اللازمة لنقله لمستشفى عزل، والحفاظ على سلامة الناس في بلدنا" يقولها عادل نصر من الإدارة الصحية بسيوة لمصراوي.

صورة 1

قبل أسبوعين كان "ملاك نبيل" - اسم مستعار- يجلس في بيته بمنطقة "بهي الدين" التي تبعد عن الواحة 30 كيلو، قبل أن يندفع إليه زوج ابنته باكيًا مخبرًا إياه بوفاة والدته وضرورة السفر إلى القاهرة لدفنها "طبعًا كان صعب يسيبه لوحده في ظروف زي دي، قرر إنه يسافر مع جوز بنته" وفق رواية شقيقه لمصراوي، لم ينتظر كثيرًا، انطلق الرجل الخمسيني رفقة "نسيبه" إلى العاصمة، بقى هناك ليومين ثم عاد مرة آخرى "بعدها بكام يوم تعب شوية، كحة ناشفة، وسخونية، ومكنش بيتنفس كويس" شعرت الأسرة بالقلق واتجهوا إلى الوحدة الصحية في بهي الدين.

العلامات البادية على "نبيل" دفعت الأطباء إلى تحويله لمستشفى سيوة العام "اتعملنا معاه إنه حالة اشتباه، عملنا تحاليل وأشعة" لم تكن المؤشرات مطمئنة كما يوضح "نصر" من الإدارة الصحية، على الفور تم الحصول على عينة من الرجل الخمسيني وإرسال المسحة إلى وزارة الصحة "وجالنا إشارة بإيجابية العينة وضرورة تحويله لمستشفى النجيلة بمرسى مطروح" لم يصدق الرجل، تملكه الحزن، وتيرة المفاجأت القاسية أكبر من استيعابها، بين ليلة وضحاها صار رقما جديدا بين المصابين بسبب قضاء واجب في القاهرة "الفيروس اتنقله هناك، بس مش عارفين حصل إزاي".

في طريقه إلى مستشفى العزل كانت الأسرة تتواصل مع "نبيل" حتى استقر هناك لبدء حصوله على الرعاية الصحية اللازمة، وفي الواحة جرت عمليات تتبع المخالطين لوقف انتشار الفيروس في سيوة، ومن خلال البيانات التي يحصل عليها فريق طبي متواجد في مدخل واحة سيوة، تم التعرف على ركاب السيارة التي عاد فيها، ويضيف نصر: "إحنا بنكون سايبين 3 في الكمين، لقياس درجة الحرارة، والسؤال إذا كان حد خالط مريض (كورونا)، وكتابة أسماء وعناوين الوافدين"، تم إبلاغهم بضرورة عزل أنفسهم في البيت لـ 14 يوم.

صورة 2

داخل منطقة "بهي الدين" حالة من الفزع دبت بين أفراد أسرته وجيرانه وعددهم 29 شخصا "كنا خايفين سواء عليه أو على الكُل" كما يذكر شقيقه، تلقوا تعليمات بعدم مغادرة منازلهم "مبقناش نتحرك من ساعتها" بينما وصل إليهم فريق من محطة "المالاريا" لتعقيم المنازل والمنطقة بأكملها،عدد من الرجل يرتدون الزي الواقي من الفيروسات، يحملون عبوات كبيرة من "الكلور" يتحركون هنا وهناك لرش الأرجاء، أجواء لم يعتد عليها الناس في الواحة، جرت مرة وحيدة في شهر مارس الماضي، ضمن إجراءات وقائية للمحافظة، وقبل أن يغادروا "بلغنا الأسر يحافظوا على العُزلة والتباعد ونبقى على اتصال دايم بيهم عشان نطمن على صحتهم".

تقبل الجميع الوضع الجديد، التزام تام بالتعليمات، فيما فرضت قوات الشرطة كردون أمني حول بيت "نبيل" والمنطقة المحيطة به، بجانب توفير المؤسسات الحكومية -وفق نصر- المستلزمات الأساسية "وزارة التضامن بتوفر الخزين بتاع البيت، اتوزع على المخالطين" فضلًا عن كميات من الكلور "عشان يعقموا بشكل مستمر جوه البيوت" لم تظهر أية أعراض عليهم حتى الآن "ناس بتجيلنا من المستشفى على طول عشان يتابعوا معانا، واحنا واخدين احتياطتنا" بينما لم تتوقف اتصالات الأسرة بالرجل المُصاب "بنكلمه كُل ساعة، هو حالته بتتسحن الحمدلله، وراق عن الأول بكتير".

صورة 3

ظهور الإصابة الأولى بـ"كورونا" في سيوة، ساهم في زيادة الاستنفار بالواحة، ونشر المعلومات والنصائح الخاصة بالوقاية بمعدلات أكبر من المعتاد "الناس التزمت في البيوت، مخرجتش تعيد على بعض، المساجد مغلقة" بحسب محمد عمران جيري، أحد أبناء سيوة، انتشرت التنبيهات على الجميع من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت الاستجابة سريعًا "كان فيه فرح في أول يوم العيد صاحبه لغى العزومة وأعلن إنه هيستقبل التهاني بالتلفون" لم تحدث تلك الواقعة من قَبل "كان فيه فرح تاني إتأجل لحد ما الأمور تعدي بسلام".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان