"حفلة بالكمامات".. محمد وأصدقاؤه يحتفلون بالعيد على طريقتهم
كتبت-دعاء الفولي:
عادة لم تنقطع منذ 10 أعوام، فما إن تُشرق شمس عيد الفطر حتى يجتمع محمد فوزي بأصدقائه داخل منزله في منطقة البراجيل بالجيزة، يتناولون الإفطار سويا، يتبادلون الأخبار، يتغنون بالمديح والإنشاد مع عائلاتهم، يمدهم ذلك ببهجة العيد، لم يتبدل ذلك الطقس أبدا، لذا عندما حل فيروس كورونا ضيفا على أجواء العيد "قلنا نتقابل بس بشروط".
بدأ الأمر بشكل عفوي مع فوزي "كنا بنروح نصلي العيد في ساحة نادي عندنا وبعدين نطلع على البيت عندي"، 15 صديقا يقضون بضع ساعات سويا "ننسى فيها المشاكل والهموم.. بيبقى فيه ناس مننا مش بنتلم عليها غير في العيد".
تربى فوزي في منزل يُحب التصوف، قبل أن يؤسس فرقة للإنشاد الديني "وده خلى المديح جزء من قعدتنا" كما يحكي، إذ يُجهز المنشد الثلاثيني العدة قبل ذلك بيوم "بنحط سماعات برة البيت ونبدأ كلنا ننشد سوا بعد ما نخلص تكبيرات العيد"، ينشر ذلك السرور في الشارع كله "الناس بتخرج من البلكونات تقول معانا"، لا ينسى فوزي كلماتهم "بيقولوا لنا مش بنحس بالعيد غير من لمتكوا وغناكوا".
منذ بدأ التجمع، لا يترك طاهر عبدالحكيم فرصة إلا وانضم لهم "ولما اتجوزت وخلفت بقيت بجيب الأولاد والمدام"، بات ذلك جزء من صور العيد لدى الصيدلي الثلاثيني "مش بس بنتبسط، بنحاول لو حد عنده مشكلة نحلها له"، ذلك العام ورغم ما حدث لم يتردد عبدالحكيم في الذهاب "بس اتفقت مع محمد فوزي على شوية احتياطات".
يعيش الأصدقاء في نفس المنطقة، اتفقوا على أداء صلاة العيد داخل منازلهم مع الأسر "وعشان نعيّد على آباءنا وأمهاتنا لأنهم مش هيقدروا يخرجوا"، ثم يكون اللقاء عند فوزي بالكمامات "وقلنا إن اللي عنده برد أو حاسس بتعب ميجيش"، في المقابل وفّر صاحب المكان الكحول للموجودين، واضطر لتبديل مكان اللقاء "أخويا عنده شقته تحت التوضيب ومتفتحة كلها وواسعة فقلنا نقعد فيها عشان نحافظ على المسافة" يقول فوزي.
التحضير لتلك اللمة يبدأ قبلها بعدة أيام، يخرج فوزي لشراء مستلزمات "العزومة"، بين الأسماك واللحوم "عشان اللي مش بياكل سمك"، تُجهز زوجته ووالدته وشقيقته الطعام قبلها بليلة "بيسهروا عليه للصبح"، فيما يُجهز هو حفنة من الأناشيد التي يُحبها الأصدقاء والجيران "زي قمر سيدنا النبي وغيرها".
لكل واحد في "قعدة الأصدقاء" دور، بين الحكيم الذي يحاول حل المشاكل، صاحب المنزل والفُكاهي "اللي بيضحكنا طول الوقت"، ذلك الشخص هو بيومي عبدالله، الذي يعتبر التجمع "هو النص التاني من العيد بعد الصلا.. من غيره كأننا معيّدناش".
يعرف عبدالله فوزي منذ سنوات طويلة "والدي ووالده من مشايخ الصوفية وبيروحوا الاحتفالات الدينية سوا"، اعتاد الصديقان على تبادل الزيارات "لازم بعد ما القعدة عند فوزي تخلص ييجي يزور والدي ويسلم عليه"، ترتاح نفس عبدالله لتلك الساعات القليلة "كفاية إننا بنسترجع الذكريات الحلوة"، نقل حُب الأمر لطفليه حمزة وياسين، يقول بسخرية "بيرجعوا بعيديات كتيرة فبيبقوا فرحانين أوي بالموضوع".
منزل فوزي لا يخلو من الأحباب "لما بلاقي نفسي لوحدي أكلم حد من صحابي ييجي نعمل جلسة ذكر أو نتكلم"، لا يشعر بعبء التحضير لذلك اليوم "لما بشوف الناس مبسوطة بنسى كل حاجة"، يسعد بشغفهم للمجيء "قبل العيد بأسبوع بيبدأوا يكلموني عشان نظبط"، يضحك قائلا "حتى اللي بيبقى خاطب جديد بيروح يسلم على أهل خطيبته وبعدين لازم يجيبها ويجيلنا"، فتلك الفرصة ليست للرجال فقط "زوجاتنا كمان بيتقابلوا ويقعدوا سوا والعيال بتلعب".
فيديو قد يعجبك: