روح رمضان لن تغيب.. أم تصنع مُجسم مسجد في البيت (قصة مصورة)
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
اعتادت هبة السيد طيلة الشهر الكريم ألا تفوت صلاة التراويح في رمضان دون الذهاب إلى المسجد، وفي رفقتها أطفالها الثلاثة "رمضان بالنسبة لنا يعني صلاة تراويح"، لكن هذا العام غابت تلك الأجواء عن الأسرة، إذ أقرت الحكومة المصرية في منتصف مارس الماضي غلق دور العبادة للحد من انتشار فيروس كورونا، فيما امتد القرار لأجل غير مسمى.
لدى هبة خبرة بصناعة المجسمات اليدوية، اكتسبتها من خلال امتلاكها لإحدى الحضانات "لما يكون في أي مناسبة المكان كله بيبقى أشكال وألعاب إحنا اللي عاملينها"، لذا لم يكن بعيدًا عن مُخيلتها أن تصنع بديلًا يُدخل البهجة على أطفالها، يلتمسون من خلاله روح رمضان، وقد كان، إذ صنعت مجسم للمنزل من خامات مختلفة.
من خلال إحدى المواقع المختصة بالتصميمات الفنية، اختارت هبة شكل المسجد ثم شرعت في التنفيذ بمساعدة سارة، مدرسة الفن في الحضانة التي تملكها، وخلال يوم واحد كان المسجد جاهزًا ليستقر في أحد أركان المنزل ليضيء المكان، ويمنح الأطفال روح رمضان الغائبة.
بمساعدة ابنتها الكبرى شهد، تمكنت الأم من إنهاء المسجد في أولى ليالي رمضان، من الخشب صنعت المجسم، بينما زينته ببعض الأشكال المُفرغة وأعادت تدوير بعض الخامات التي استخدمتها في ديكور سابق.
لم يعد ركن الصلاة للتراويح وحسب، صار لجميع الفروض، ما إن يسمع الصغار صوت المؤذن ينادي، يستعدون لإتمام الصلاة "بيتعاملوا معاه على إنه مسجد وبيبقوا مبسوطين إنهم هيصلوا فيه".
بحساسية يتعامل الصغار مع المكان الجديد، ينتبهون لأفعالهم بداخله "كأنه مسجد حقيقي"، صار المجسم قطعة من المنزل "ساعات ينسوا نفسهم جوه وبيناموا"، فيما يترددون عليه باستمرار ليس فقط للصلاة بل لقراءة القرآن أيضًا.
يقضي الصغار أغلب وقتهم بالداخل أو حول المسجد الذي لا تنطفئ أنواره، لتنبض أجواء رمضان داخل المنزل بعد أن خفتت في الشوارع بعد سلسلة من الإجراءات الاحترازية، لا تدري الأم كيف ستمضي الأيام المُقبلة وإلى متى ستظل المساجد مغلقة، لكنها تعلم أن المجسم سيكون رُكنًا أساسيًا في منزلها حتى مع رحيلها إلى منزل جديد، وحتى بعد انتهاء رمضان، تستعد لأن يضم صلاة العيد حتى لا ينفك شمل العائلة كما اعتادوا.
فيديو قد يعجبك: