مسؤول ترميم "كباش الكرنك": انتقادات "السوشيال ميديا"غير مُنصفة ونعمل في ظروف صعبة بسبب "كورونا"
حوار- محمد مهدي:
خلال الأيام الأخيرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صور متداولة لعملية نقل عدد من تماثيل "الكباش" داخل معبد الكرنك في محافظة الأقصر، مُرفقة بانتقادات لطريقة النقل والترميم من قِبل العمال والآثريين، في الوقت نفسه ظهرت تساؤلات عن أسباب اتخاذ وزارة الآثار لتلك الخطوة بعد نقل 4 "كباش" إلى ميدان التحرير خلال خطتها لتطوير وتزيين الميدان.
مصراوي تواصل مع محمد جاد، إخصائي ترميم آثار بإدارة ترميم الأقصر، وأحد المسؤولين عن مشروع ترميم "كباش الكرنك" للإجابة على تلك الاستفسارات، فضلًا عن التعرف على الأجواء التي يعمل فيها فريقه خلال أزمة "كورونا" المستجد وانتشار الفيروس الشهور الماضية في المحافظة.
كما يتحدث "جاد" عن الكباش الأربعة التي تم ترميمها ونقلها إلى ميدان التحرير، ويرد على الانتقادات التي طالت هذا القرار، بجانب الإشارة إلى الطريقة المستخدمة في ترميم "الكباش" بها في السبعينيات، وكيفية التعامل معها خلال الفترة الحالية، وموعد عودتها إلى مكانها الطبيعي.
- متى تسلمت مسؤولية المشروع وما الهدف من تنفيذه في الوقت الحالي؟
بدأت الإشراف على ترميم "كباش الكرنك" منذ شهر ونصف، بعد عودتي من مدينة صان الحجر وترميم المسلة التي وضعت في ميدان التحرير.
وفكرة المشروع جاءت خلال نقل 4 كباش إلى "التحرير" في يناير الماضي، اكتشفنا حينها العديد من مظاهر تلف التماثيل وتبين لنا خطورة الموقف، فجاء قرار وزارة الآثار بحتمية ترميم الكباش للحفاظ عليها.
- كيف استقبلت انتقادات "السوشيال ميديا" لطريقة نقل "كباش الكرنك"؟
علمت عن الجدل الموجود على مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تواجدي في موقع العمل في جو الأقصر الحار بينما أنا صائم، شعرت حينها بالحزن خاصة أنها انتقادات غير مُنصفة وتتسم بعدم فهم لما يدور في الموقع، لأننا نتبع المعايير الدولية خلال العمل على التماثيل ومن خلال متخصصين في المجال.
وما هي طرق الترميم المتبعة مع "كباش الكرنك"؟
البداية دائمًا في الترميم من خلال عمليات توثيق مظاهر التلف بالتصوير والرسم لتسجيل كل مظاهر التلف الموجودة في كل كبش، ثم تنظيف وإزالة مونة الترميم القديمة، بعد ذلك يتم فك أجزاء الكباش المنفصلة ووضعها في مكان الترميم.
بعدها مباشرة نعمل على تقوية الأجزاء الضعيفة وإعادة لصقها، ثم تركيب الكبش على مخدات خرسانية معزولة لتمنع تسرب الرطوبة لجسم الآثر، واستكمال الأجزاء المفقودة بمونة جيرية مناسبة لكل كبش والأهم أن تحاكي لون الآثر .
- هل عملية ترميم الكباش في السبعينيات لم تتم بأفضل صورة؟
جرت عمليات الترميم أثناء عمل مشروع الصوت والضوء في الكرنك خلال السبعينيات كما ذكرت، باستخدام الأسمنت الأسود والطوب الأحمر، وفي هذا التوقيت كانت هي الطرق المتبعة في الترميم حسب الامكانيات الموجودة وخبرة القائمين على التجربة وقتها.
لكن مع تقدم علوم الترميم تبين أنها من المواد التي تحتوي على نسبة عالية من الأملاح وشديدة الصلابة، فتم استبعاد العمل بها واستبدالها بمواد ترميم جيرية حديثة مناسبة للآثر، وهي قابلة أيضًا للتغيير في المستقبل.
- كم عدد الكباش التي نُقلت وتم ترميمها منذ بداية المشروع؟
الكباش التي نعمل عليها الآن هي الموجودة خلف الصرح الأول بمعبد الكرنك، وعددهم 33 تمثال، حتى الآن تم فك 10 فقط، وترميم ثلاثة كباش منهم وجاري العمل في باقي التماثيل.
- أين تدور عمليات الترميم ومتى تعود الكباش إلى مكانها الأصلي؟
عمليات الترميم تتم في الموقع نفسه، لكن خلف المكان الأصلي للكباش بأمتار، ولا يوجد موعد مُحدد لعودتها، لدينا خطوات أخرى بعد ترميم الكباش، حيث نعمل على إحلال وتجديد التربة أسفل القواعد، وإنشاء حصيرة خرسانية لتلاشي احتمالية هبوط التماثيل وعزلها لمنع تسرب المياة الجوفية.
- وما هي الخطوة الثانية هل ستتكرر التجربة مع باقي الكباش؟
سيتم عمل قواعد جديدة للكباش باستخدام الحجر الرملي، وهو المادة نفسها للآثر، بعد ذلك نضع الكباش العشرة ونخوض في المرحلة الثانية لفك وترميم الأعداد الباقية من الكباش.
- ما هي أكثر الصعوبات التي تواجهكم خلال العمل؟
العمل في ظل ظروف فيروس "كورونا" المستجد، خاصة أن "الأقصر" من أكثر المحافظات في معدل الإصابة، بجانب قلة العمالة، بسبب خروج البعض للمعاش، أو ينطبف عليهم قرار رئيس الوزراء الخاصة بتخفيف العمال خلال الأزمة، لكننا نتجهد للخروج بشيء مشرف في النهاية.
- بمناسبة الحديث عن "كورونا".. ما هي الخطوات الوقائية التي تحرص عليها لحمايتكم؟
نلتزم بالاحتياطات الوقائية خلال التواجد في منطقة العمل، من خلال الالتزام بإرتداء الكمامات و"الجوانتي" والحفاظ على مسافة بين الجميع، وعدم التجمعات، لأننا لن نستطيع الحفاظ على الآثر في حالة إصابة البشر.
- ما ردك على الانتقادات التي طالت نقل "كباش" إلى "التحرير"؟
يمكن تلافي أي أضرار أو تلف للتماثيل الأربعة من خلال الصيانة الدورية لها.
- هل هناك أعمال آخرى جديدة في معبد الكرنك؟
يخضع المعبد بأكمله إلى فترة من التطويرها أهمها مشروع الهوية البصرية، والعمل يجري على قدم وساق لظهور معبد الكرنك في أفضل صورة.
فيديو قد يعجبك: