الفائزة بجائزة "نجيب محفوظ" للرواية: أحببت الكتابة عن عهد المماليك بسبب مسجد السلطان حسن
حوار-هبة خميس:
منذ أيام فازت الروائية المصرية "ريم بسيوني" بجائزة "نجيب محفوظ" لأفضل رواية مصرية عن روايتها "أولاد الناس.. ثلاثية المماليك"، وتصدر الجائزة عن المجلس الأعلى للثقافة، الذي أعاد إحيائها في 2017 بعد توقف دام نحو 20 عامًا، كما رفع قيمتها المالية و تُمنح لأفضل رواية مصرية وأفضل رواية عربية.
وتستعرض الرواية عصر المماليك الذي استمر أكثر من ثلاثة قرون واعتبر من أفضل العصور الإسلامية التي مرت على مصر، حيث تحكي الكاتبة ثلاث حكايات في أعقاب انتهاء الدولة المملوكية والغزو العثماني لمصر.
الرواية ليست الأولى لكاتبتها التي حازت من قبل على جائزة ساويرس عن روايتها "الدكتورة هناء"، والتي دارت أحداثها في أروقة الجامعة، وتحكي قصة الدكتورة هناء الشخصية المتزمتة التي تتزوج طالب تشرف على رسالته.
تواصل مصراوي مع الكاتبة الدكتورة ريم بسيوني و حاورها حول أثر الجائزة عليها و أعمالها الروائية، وإلى نص الحوار:
كيف استقبلتِ خبر فوز روايتك "أولاد الناس" بجائزة نجيب محفوظ للرواية؟
سعدت كثيرًا لفوز الرواية لأنها جائزة بإسم الأديب العالمي نجيب محفوظ والمجلس الأعلى للثقافة و مهمة جدًا، لذا شعرت بالفخر حينما تلقيت الخبر.
كم استغرقتِ في البحث التاريخي عن زمن الرواية وكتابتها؟
ثلاث سنوات في البحث التاريخي و كتابة الرواية، حيث بحثت في مصادر قديمة وجديدة ومصادر من عصر المماليك مثل مؤلفات المؤروخيْن ابن إياس و المقريزي، وبحثت في مصادر أجنبية مثل الترجمة الإنجليزية لخطابات الرحالة الإيطاليين، والبحث كان ممتع جداً بالنسبة لي.
من بين عصور عدة مرت على مصر، لماذا استوقفكِ عصر المماليك؟
استوقفتني العمارة المملوكية والتي تعتبر من أزهى عصور العمارة في مصر، لا أنسْ المرة الأولى التي دخلت فيها إلى مسجد السلطان حسن، شعرت بإتصال روحي بيني وبين المكان؛ فوددت معرفة أكثر حول المسجد وتاريخه، لذا ارتبطت بشكل قوي بآثار المماليك التي قضيت الثلاث سنوات أزورها وأعرف تاريخ كل أثر مملوكي في مصر، و اعتبرت تلك الفترة آخر عصور النهضة الإسلامية في مصر و معظم الآثار الإسلامية في مصر ترجع لذلك العصر.
الرواية مكتوبة على شكل ثلاثة أجزاء، فلماذا اخترتِ ذلك الشكل تحديدًا لكتابة الرواية؟
حينما بدأت في الكتابة توقعت أنها ستكون جزء واحد لحكاية واحدة لكنني بعد انتهاء أول حكاية وبعد فترة تقارب الأسبوعين وجدت نفسي أشرع في تكملة الكتابة بجزء ثانِ وجزء ثالث؛ ففي الجزء الأول دولة المماليك البحرية –و هي عصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون- و في الجزء الثاني دولة المماليك البرجية التي أقامها الأمير برقوق، وفي الجزء الثالث سقوط الدولة المملوكية، و يربط مسجد السلطان حسن بين الثلاثة أجزاء من بنائه حتى تحوّله لساحة قتال إلى أن سرق العثمانيون الرخام المكون منه أرضية المسجد.
ما هو رأيك في الرواية التاريخية ؟ و كيف كانت التجربة من وجهة نظركِ؟
التجربة رائعة و ممتعة، يتخيل الكثير من الناس أن كتابة التاريخ تقيد الكاتب و تحجم خياله، لكنني على العكس شعرت أن التاريخ أعطاني مساحة حرية كبيرة في التعبير والأحداث، فكنت أشعر أنني أكتشف كنوز كثيرة لا يعرف عنها الناس شيئًا و هذا مهم بالنسبة لي.
ولدت بالإسكندرية و غادرتِها منذ سنوات طويلة، ما علاقتِك بالمدينة بعد انتقالك منها خاصة وأن مدينة الإسكندرية حاضرة بقوة في أحداث روايتك "رائحة البحر"؟
الإسكندرية مكان نشأتي و عشت بها 23 عامًا، ومنها سافرت لجامعة أوكسفورد حتى عدت إلى مصر في 2013 لأعيش في القاهرة، أثّرت الإسكندرية فيّ كثيرًا، تحديدًا في فكرة الهوية والوطن وظهر ذلك في رواية "رائحة البحر" ومازلت متأثرة بها، أعتقد أن وجود البحر أثّر في السكندريون وأنا مثلهم ليُعطينا الإحساس بالمجازفة والإبداع.
ما رأيك في الترجمة الأدبية وأهميتها للكاتب العربي؟
الترجمة الأدبية مهمة جدًا للإنسانية لأنها تقرب البشر من بعضهم البعض بتخطي حاجز اللغة، وبالطبع مهمة للكاتب العربي، لكن في رأيي ليس على المُترجم ترجمة كل الأعمال الأجنبية فحسب، بل عليه اختيار الأعمال التي تعبر عن المجتمعات العربية، وتنقل مشهد شبيه بالواقع.
من خلال رواياتِك هناك اهتمام خاص بالمشهد الاجتماعي بمصر من حيث االفساد و الطبقية ، هل تعمدت نقل ذلك في كتاباتك؟
أحاول الحديث عن المجتمع بكل تلك الأشياء المنسوجة به مثل الفساد و الطبقية و الظلم و غياب العدل، وهو ما يظهر كذلك في رواية "أولاد الناس" مع دخول السياسة في الحسابات في تلك الفترة.
احكِ لنا عن أول جائزة حصلتِ عليها عن رواية "بائع الفستق"؟
حصلت الترجمة الإنجليزية للرواية على جائزة أفضل عمل مترجم في أمريكا، وسعدت بها جدًا كون القارئ الأمريكي سيتمكن من قراءة الرواية، لكن تلك السعادة لا تقارن بسعادتي بالجوائز التي حصلت عليها في مصر، فكان شعوري ناحيتها أعمق و أقوى.
جزء من أعمالك صُدر و أنتِ بعيدة عن مصر من ضمنها رواية "الدكتورة هناء" التي فازت بجائزة ساويرس للرواية عام 2010، صفِ لنا شعورك عندما فازت؟
لم أتوقع أبدًا الفوز بجائزة ساويرس، وقتها كنت في أمريكا ولم أستطع حضور الاحتفال بها، لذا جائزة نجيب محفوظ أفضل بالنسبة لي لأنني في مصر الآن وأشعر أكثر بصدى الجائزة وحب القراء للرواية وفرحتهم بها.
فيديو قد يعجبك: