30 دقيقة محبّة.. وقفة لدعم مستشفى الباجور خلال التصدي لـ "كورونا"

كتب- محمد مهدي:

تصوير: سامح أبوحسن

خلال الأيام الماضية جرت استعدادات كبيرة في مستشفى الباجور بالمنوفية؛ بعد قرار وزارة الصحة والسكان لتحويلها إلى مستشفى عزل ضمن خطتها للتعامل مع انتشار فيروس "كوورنا" المستجد، حصل الأطباء وأفراد الأطقم الطبية على التعليمات الجديدة ببدء تواجدهم في المكان بصورة دائمة بداية من أمس الثلاثاء، بدا الترقب واضحًا عليهم، بينما وضع عدد من الأهالي بالمنطقة خطة لدعمهم في ليلتهم الأولى بالمستشفى "بنحاول نوصلهم شعورنا بإننا بنقدّر الدور اللي بيقوموا بيه وإننا وراهم لحد ما نعدي أزمة (كورونا) بسلام" يقولها أيمن الدهشوري أحد القائمين على المبادرة.

منذ اللحظة الأولى التي طرأت فيه الفكرة على "الدهشوري" أدرك صعوبة نشرها على نطاق واسع "لأن الموضوع لازم يكون متنظم كويس، ومينفعش يكون فيه تزاحم" لذلك تداول الأمر مع أحد أصدقائه ومجموعة من الشباب المتطوعين في الأعمال الخيرية بالباجور "وبدأنا نفكر إزاي ندعم الأطقم الطبية في المستشفى بالصورة الأفضل" تواصلوا مع عدد من الأطباء وبدورهم قاموا بنقل رسالتهم إلى الإدارة "وهما تفهّموا الموضوع وخدنا موافقة منهم إننا نروح عندهم بس نحافظ على مسافة آمنة بينا وبينهم" وبالفعل تم الاتفاق مع نحو 20 شخصًا لخوض التجربة.

قبل تنظيم الوقفة أمام مستشفى الباجور عكف فريق المتطوعين على تجهيز "بانرات" مكتوب عليه "الأطقم الطبية.. جنود الصفوف الأمامية في معركة (كورونا)" وأخرى مرسوم عليه أطباء "ورسالة شكر ليهم" فضلًا عن عدد من الأعلام وباقات ورود، ثم جرى اجتماع بينهم "أونلاين" للاتفاق على أسماء المشاركين، والتنسيق مع الأمن لعدم حدوث أي مشكلة، والحفاظ على مسافات بينم خلال تواجدهم أمام المستشفى "كمان الكُل يلبس الجوانتيات والكمامات، ومعانا كحول ومطهرات للتعقيم طول الوقت، حتى الورد عقمناه".

بعد الإفطار مباشرة انطلق "الدهشوري" رفقة باقي المتطوعين إلى مستشفى الباجور، كان الجميع داخل المكان في انتظارهم "كنا واقفين في الناحية التانية من المستشفى" فيما وقف عدد من الأطباء عند البوابة والآخريين مشدوهين ناحية ما يدور من الشرفات "حد منا كان معاه ميكروفون بدأ يوجه رسايلنا ليهم، ومدى تقديرنا لدورهم الكبير" من بعدها قام البعض بالغناء لهم والتصفيق لتحية الأطقم الطبية ورمي الورود ناحية المستشفى "فضلنا نص ساعة بنهتف ليهم، ومدركين أهمية الخطوة في أول ساعات ليهم في العزل، أكيد حاجة زي كدا تفرق نفسيًا معاهم" كما يذكر الرجل الأربعيني.

بدا أن المبادرة حققت الهدف منها، الابتسامات على وجوه الفريق الطبي، نظرات السعادة والامتنان لوقوف أهالي الباجور خلفهم لمساندتهم "خاصة في توقيت بعض البلاد اتصرفت بشكل سيء مع الأطباء اللي اتصابوا بالفيروس، حاولنا نقول إن دي حالة فردية ومش قاعدة أبدًا" فيما تلقى الدهشوري بعد انتهاء اليوم ومغادرة المكان عدد من الاتصالات الهاتفية من داخل المستشفى لشكرهم على الفكرة والتنظيم الجيد "دي أقل حاجة ممكن نقدمهالهم، وسعيد إننا قدرنا نطمنهم إننا وراهم في وقت صعب" مُؤكدًا أن الدعم المجتمعي له تأثير كبير في مواجهة الدولة لفيروس "كورونا".