"هنجيب طلباتك لحد البيت".. مبادرة شباب بورفؤاد لتقليل "الزحمة"
كتبت-رنا الجميعي:
يوقن تامر سليمان ومينا ابراهيم أن أزمة فيروس كورونا المستجد ستمر، لكن يجب على أولاد البلد التكاتف معًا، هذا ما يفعلانه برفقة مجموعة من شباب مدينة بورفؤاد، فمنذ شهر تقريبًا اقترح سليمان عليهم مبادرة لمساعدة الناس في تلبية احتياجاتهم "عشان نقلل الزحمة في الشوارع".
هذا ما وضعوه نُصب أعينهم حين أعلنوا على مجموعة الفيسبوك "صوت بورفؤاد" بأنهم مستعدين لشراء ما يحتاجه الناس، بدلًا من نزولهم للشوارع، بدأوا ذلك بوضع أرقام 15 شاب "كل اتنين أو تلاتة من منطقة واحدة"، يُساعدهم في ذلك أن المدينة صغيرة المساحة، مما يوفر الكثير من مجهودهم.
يعمل الشباب بحسب نظام متفق عليه، حيث يُقسمون أنفسهم دوريات "اللي عنده الصبح شغل بيجيب طلبات الناس بالليل"، يقول إبراهيم، كما أنهم اتفقوا مع مأمور بورفؤاد على النزول ليلًا بعد الحظر، بالنسبة لإبراهيم فهو لا يعمل منذ بدء أزمة الكورونا، حيث قامت هيئة قناة السويس التي يعمل بها بإعفاء أصحاب الأمراض المزمنة من العمل، ويعاني ابراهيم من ارتفاع ضغط الدم، ومنذ ذلك الوقت يتفرغ ابراهيم لمساعدة الناس.
كذلك فإن عمل سليمان كصاحب معرض سيارات شبه متوقف، لذا يتوفر لديه وقت يُمكنه من المساعدة، منذ بدء المبادرة قام الكثيرون بالاتصال بهم، يقول ابراهيم إن الأمر لا يقتصر فقط على شراء لوازم المنزل "الأولوية للأدوية"، فيحكي عما احتاجه البعض "فيه واحد عايش لوحده وشقته كانت بتغرق من المية، كلمني وساعدناه"، ومشكلة أخرى لسيدة تعيش وحدها برفقة أطفالها "الكهربا فصلت عندها في الشقة ومحتاجة كهربائي ومينفعش تسيب ولادها".
يلتزم شباب بورفؤاد بإجراءات الوقاية المعروفة، فلا بديل عن استخدام الكحول بشكل دائم بالنسبة لسليمان، ولا يستغني إبراهيم عن ارتداء القفاز والكمامة، ولا يقوم بأي احتكاك مع الطرف الآخر "يا اما بينزل السبت أحطله طلباته فيه، أو أحطه في مدخل العمارة"، وينهى كلامه قائلًا "احنا كمان عندنا عيال مش عايزين نتضر".
هكذا يُحاول شباب بورفؤاد بما يقدرون عليه، فيما يتمنى سليمان بعمله ذلك أن يخفّ الضغط على الأطباء والممرضين "لما الناس متنزلش عدد أقل هيتصاب بالكورونا، وبالتالي الدكاترة ميبقاش عليها ضغط"، فذلك هو ما يأمله، حيث يرى بأعينه إحدى أقربائه وتعمل ممرضة "مشفتش ابنها بقالها شهر".
من جهة أخرى تُحاول المجموعة أيضًا تهوين الوقت على أهل بورفؤاد عبر مجموعة الفيسبوك، فيقوموا يوميًا بعمل المسابقات، وعمل بث مباشر "واهي حاجة تشجع الناس متنزلش بردو".
فيديو قد يعجبك: