أبطال "حجر كورونا".. فنيون وممرضون وسائقون يعودون لبيوتهم "الفرحة للجميع"
كتب- عبدالله عويس ورمضان حسن:
تصوير- عبدالله عويس:
الفرحة واحدة، الجميع يحزم أغراضه، والأهالي في انتظار العائدين. وهم ليسوا مصريين قدموا من مدينة ووهان مصدر وباء فيروس كورونا الجديد فحسب، بل هناك ممرضون وأطباء وسائقو سيارات وطاقم الطائرة التي نقلتهم وفنيون أيضا، ظلوا داخل الحجر الصحي في أحد فنادق مرسى مطروح، على مقربة من مستشفى النجيلة العام، حيث يوجه المشتبه في إصابتهم إليها. وخلال حزم الأغراض كانت الاتصالات متبادلة بين "وحشتونا" والسؤال "قدامكم قد إيه؟".
منذ مطلع فبراير، والدكتور سيد جاويش، داخل فندق حجر المصريين العائدين من مدينة ووهان الصينية. ولمدة 19 يومًا كان استشاري الأمراض الصدرية يتابع المرضى يومًا تلو آخر.
خلال تلك الفترة كان تواصله مع أسرته من خلال خط لإحدى شركات الاتصالات استلمه فور وصوله. يقف الرجل وعن يساره عدد من طاقم التمريض سرعان ما طلبوا منه صورة؛ لتكون تذكارًا لذلك العمل الذي يرونه بطوليًا: "كنا بنقيس درجات الحرارة للناس كل 6 ساعات، ولكل حالة هنا ملف".
يحكي الرجل بينما كان أفراد أطقم الطائرات التي نقلت 302 من المصريين يلتقطون صورًا لبعضهم البعض: "الناس هنا كلها عملت حاجة بطولية، محدش تقاعس، والطيارين دول والسواقين اللي نقلوا المرضى فضلوا في الحجر".
داخل إحدى غرف الفندق، الذي تم تحويله إلى حجر صحي، كان الصباح أحمد، مهندس نظم المعلومات يجمع أغراضه استعدادًا للرحيل. وصل الرجل الذي يعمل لدى وزارة الصحة قبل وصول المصريين العائدين من مدينة ووهان إلى محل الحجر، ومهمته كانت واضحة، جمع البيانات وتجهيزها ومن ثم إرسالها إلى وزيرة الصحة، والبيانات تتعلق بالكشوفات الدورية والمتابعة الطبية لكل حالة على حدة.
لم تكن أسرته على علم بوجهته عندما ودع المنزل، وحين أخبرهم أصابهم الفزع، لكنه طمأنهم وأخبر زوجته أنه لو كان أحد المرضى من أولاده الثلاثة لما تقاعس، وبالتالي لا مجال للعودة: "مصر كلها اتحطت في موقف صعب، وسعيد جدا إني كنت جزء منه".
على باب غرفته كان دكتور إبراهيم السعيد استشاري الوبائيات يجمع أغراضه، قبل أن ينظر لمشهد البحر خلفه، يمصمص شفتيه قبل الانطلاق: "الفيو ده كان حلو أوي، هيوحشني والله" يحكي الرجل وعلى وجهه ابتسامة، قبل أن يقاطعه صديقه الدكتور أحمد فليفل، استشاري مكافحة العدوى: "يمكن الناس مش شايفة أوي مجهودنا بس حقيقي إحنا مبسوطين بيه وباللي قدمناه".
الممرضون كانوا حلقة الوصل بين الأطباء والمرضى، تتذكر زينب عبدالرازق، ممرضة من محافظة الدقهلية، حين وصلت قبل العائدين من ووهان بثلاثة أيام، وخشيتها مما قد يؤول إليه الوضع، لكنها تلقت تدريبات متعلقة بالعدوى: "كان شيفت 8 ساعات، وكل حد ليه 8 ساعات ومقياس الحرارة مبيبطلش".
تحكي الشابة وهي رفقة زميلاتها، حين امتد الحديث إلى الكوتشينة والشطرنج وأدوات التسلية فيضحكن: "عشان متبقاش الدنيا صعبة على الناس".
إلى جوار زينب كانت سهام محمود مسؤولة التمريض بعيادة الأطفال، وتهتم برعاية 82 طفلا في عملية مرهقة، لكنها لا تخلو من لعب أيضا، وكان ضمنهم 10 أطفال لديهم أمراض مزمنة فكانت متابعتهم باهتمام أشد: "وكان في واحدة حامل برضه كان ليها تعامل خاص".
قبل 18 يوما، اختير الدكتور هاني سلامة؛ ليكون مشرفا لأحد الأطقم الطبية بالحجر الصحي بمطروح، لم يتردد الرجل في اتخاذ قرار المجيء من المستشفى الذي يعمل به في القليوبية: "في خطة تدربنا عليها في حال وجود شخص حامل للعدوى وأي حد دخل المعسكر سواء كان عائدًا أو أطقم الأطباء والممرضين تم الكشف عليه وعمل تحاليل دورية له».
كان الاهتمام النفسي بالقادمين من ووهان أمرًا ضروريًا، وكان المبنى الذي يشرف عليه الدكتور هاني يضم 3 حوامل: "سكناهم قرب العيادات ومعاهم ممرضات طول الوقت ودكتورة نساء وتوليد".
فيديو قد يعجبك: