إعلان

حكاية ديربي (7)- "فنربخشة" و"غلطة سراي".. تنافس بدأ بمحاولة دمج وانتهى بصراع

04:12 م الجمعة 25 ديسمبر 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد زكريا:

كان العام 1912، عندما اجتمع علي سامي، رئيس نادي "غلطة سراي"، مع نظيره غالب أوغلو، رئيس نادي "فنربخشة"، ليتناقشا حول فكرة دمج الناديين في واحد، يحمل اسم "الفريق التركي"، لمنافسة أندية تركية أسستها أقليات يونانية وأرمينية وإنجليزية، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، اندلعت حرب البلقان في العام التالي، وذهبت فكرة "توحيد إسطنبول" أدراج الرياح، والتي جاءت محملة بمنافسة شرسة لما أصبحا عدوين لدودين في الملاعب والمدرجات.

في العام 1899 كان فريقًا يدعى "الجوارب السوداء"، قبل أن يُغلق بأمر السلطان العثماني، ليتم إعادة فتح النادي من جديد في العام 1907، لكن باسم "فنربخشة"، حيث ساهم الأثرياء في دعم النادي ماديًا، في وقت كان تأسس غلطة سراي في العام 1905.
في تلك السنوات، وما تلاها، اكتسب الفريقان شعبية هائلة، صارا غريمين تقليديين، سيطرا على الملاعب التركية، فيما شغل صدى لقائهما مساحة أوسع، اتخذ الديربي لقب "القاري"، نظرًا لتمركز غلطة سراي في الشطر الأوروبي من مدينة أسطنبول، وتمركز غريمه فنربخشة في الشطر الأسيوي منها، فيما اعتبرت جماهيره من الأعلى ضجيجًا في العالم، حيث تستقبل الفرق المنافسة بعبارة: "أهلًا بكم إلى الجحيم".
في العام 1934 بلغت العداوة بين الفريقين ذروتها، بعدما نشب عراك كبير بين اللاعبين على الأرض الخضراء، والجماهير خارجها، خلال مباراة ودية، الأمر الذي دفع الاتحاد التركي إلى محو هذا التقليد، تم تعليق أي فرصة للقاء ودي لاحق بينهما.
أعمال الشغب لا تتوقف أبدًا في هذا الديربي، لكن ما حدث في 12 مايو 2013 سطر صفحة سوداء في تاريخ الرياضة التركية، حيث قتل مشجع لفنربخشة مذبوحًا على يد أحد أنصار غلطة سراي.
لطالما شهد لقاء الديربي أعمال عنف؛ منها كان عندما حمل مدرب غلطة سراي راية كبيرة لفريقه في نهائي كأس تركيا ملوحًا بها أمام جمهور فنربخشة، ليجن جنون جمهور الأخير، ويتحول الملعب لساحة قتال بين مشجعي الفريقين.
كان أكثر لقاءات الفريقين توترًا وعنفًا، هو ما عرف بـ"مباراة السبت الأسود"، حيث أوشكت خلاله جماهير غلطة سراي على تدمير ملعبها، في محاولة لإفساد فرحة فنربخشة بالتتويج بلقب الدوري التركي، والذي كان حسمه مسبقًا لصالحه، حيث ألقت زجاجات المياه والولاعات والعملات، وكل ما كان في متناول يديها على لاعبي المنافس،كما اقتلعت المقاعد من المدرجات ورمتها على اللاعبين.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان