إعلان

فن ودراسة.. حين عادت هيبة حصة الخط العربي على يد غريب

11:06 م الخميس 17 ديسمبر 2020

أحمد غريب مدرس الخط العربي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

لايزال أول يوم حاضرًا في ذهن أحمد غريب، حين بدأ قبل عشرة أعوام رحلته مع تدريس الخط العربي لطلاب الإعدادية؛ لطلاب الصف الأول عن الخط العربي، فنونه وجمالياته وقواعده، دهشة في الأرجاء، واستغراب فالتلاميذ الذين اعتادوا على سمت معين للمادة مثل التدوين في كتابها الخاص في صمت أو إلغاء الحصة في سبيل مادة أخرى، لكن الوضع كله تغير حين حضر المدرس الثلاثيني إليهم.

لم يعتد الطلاب على هذا الوضع، لكن عام بعد الأخر صار للخط العربي وضعًا في المدرسة، على السبورة يكتب المُعلم قواعد الخط العربي، يهتم في الفترة الأولى بكيفية تحسين خط تلاميذه يدويًا، غير أنه يُبحر أيضًا في علوم اللغة، يُطلق العنان لشغفه فيحكي لهم عن جمالياتها وكيفية كتابة الحروف بأشكالها المختلفة، يمر على خط الرقعة وأسسه "ببقى حابب الطالب يعرف كل التفاصيل".

1 (2)

اهتمّت المديرة السابقة تهاني القصاص بالأمر، شجعت المُعلم على اتخاذ خطوات مختلفة للطلاب، كما كانت السبب في أن يصير غريب مُعلمًا "موضوع التدريس كان صدفة في حياتي"، لكنه صار المسار الذي لا تستقيم حياته دونه.

كان غريب مفتونًا بالرسم منذ كان صغيرًا وحتى صار في المرحلة الثانوية "وقتها بقيت برسم الخطوط، أجيب العناوين من الجرائد وأرسمها"، تطور الأمر صار يميز أنواع الخطوط، يشتري أقلام الخط العربي، يدوّن، يرسم على الجدران ويكتب لأصحاب المحال، أسره ذلك الطريق فالتحق بمعهد الخط العربي لكن ذلك كله كان في طور الهواية "اشتغلت أمين مخازن لمدة 4 سنين لحد ما زبون قالي إزاي عندك الفن ده كله وسايبه؟".

كان ذلك الشخص إداريًا في إحدى المدارس الخاصة "رتب لي ميعاد مع المديرة، اختبرتني في موضوع الرسم والخط واقترحت أكون مدرس الخط". ومنذ عام 2011 وصار مُعلمًا في المدرسة نفسها، في أوائل الأيام دفقة من المشاعر المختلفة مر بها غريب "عمري ما شرحت لحد قبل كدة، الطلبة كمان مش مستوعبين إنهم ممكن يقعدوا يركزوا في حصة الخط".

1 (1)

واجه غريب تحديات في البداية؛ أن يُصغي الطلاب لما يُقدمه، يتحمسون للمادة ويولونها اهتمامًا كما يفعل "بدأت أصاحب الطلبة، أول سنة كانت صعبة بس استحملت لأني خدت خبرة في التدريس وبقيت برتبط بالخط أكثر"، عام يتلو الأخر حتى صار هناك نشاط للخط العربي في المدرسة، ولم يعد مقتصرًا فقط على الحصة المدرسية.

يوم واحد في الأسبوع صار مُخصصًا قبل بدء اليوم الدراسي للخط العربي وحسب "الطلبة ييجوا بأدواتهم ونقعد ساعة إلا ربع نكتب ونشتغل سوا"، يعلم غريب مقدار تلك الخطوة خاصة في وقت لا تهتم فيه بعض المدارس بالخط العربي، غير أن حُبه للمهنة وبعض الطلاب كان يمنحه الحماس في كل عام "كل دفعة يبقى فيها حوالي خمس طلاب متحمسين، ألاقيهم جايبين أدوات خط عربي ونعمل مع بعض لوحات. كل ده بيفرحني وكان بيخليني أكمّل".

3

على مدار العشر سنوات تكاتف غريب مع مُعلمي اللغة العربية في المدرسة؛ ما إن يقترب الثامن عشر من ديسمبر المُخصص للاحتفال باللغة العربية يستعد المعلمون للاحتفال به من خلال مسرحية عن الحروف وأنشطة مختلفة "وكنت بعمل معرض للخط العربي للطلبة"، فيما يُخصص أيضًا لاكتشاف مواهب الطلاب من إلقاء الشعر وحُب القراءة "لكن للأسف السنة دي معملناش حاجة بسبب كورونا".

كان ذلك النشاط دافعًا للطلاب للاهتمام أكثر باللغة والخط العربي، وحتى يكسب غريب أكبر عدد من الطلاب للخط كان يُنظم مسابقة على مستوى المدرسة للطلاب أصحاب الخط الجيّد "بختار جملة تتكتب بخط النسخ والرقعة بقلم الخط العربي، وأشطر ناس كنت بكرمهم وأخصص لهم شهادة تقدير".

4

صار الخط العربي رُكنًا في حياة غريب؛ حتى صار يُعملها أيضًا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومن خلال قناته على يوتيوب يشرح للصغار كيفية تجويد خطوطهم وأيضًا دروس في خط الرقعة "وصلت لحرف الهاء ولسة مكمّل للأبجدية، وبعدها هدخل على خط النسخ"، يستمتع المُعلم بالتدوين فيما يسعد حينما يجد مهتمين بالأمر.

لكن أحيانًا يستقبل غريب تعليقات من المُحيطين "ليه دافن نفسك في المدرسة وتتجبر على مواعيد الصبح عشان مبلغ قليل"، يعلم أن حظ مُعلمي الخط العربي قليل ماديًا لكن يرضى بالأثر الذي يتركه على التلاميذ "بالنسبة لي كفاية كل سنة ألاقي طلبة مهتمة وبتحب الخط، أو أكون سبب في إن طالب خطه يبقى أجمل"، فيما يأمل أن يُنظر لكافة مُعلمي الخط العربي باهتمام أكبر "وإنها مش مجرد حصة والسلام".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان