بطريقة برايل.. هبة تصنع أول قائمة طعام لأجل المكفوفين

كتبت :هبة خميس:

دائما ما عكفت هبة رحمي، طالبة الألسن على دراسة الأنشطة التي تخدم حياتها كشخص كفيف، وفي إحدى المرات اشترت شقيقتها منّة، علبة كريم مستورد من الصيدلية ليفاجئها الكتابة ضمن النشرة الطبية بطريقة برايل "كانت فكرة جميلة وطرحناها ضمن نشاط المكفوفين في الجمعية اللي احنا بنتطوع فيها لكن إمكانية تنفيذها صعب جدا ومحتاج قوانين وشركات ضخمة وسياسات احنا منقدرش ننفذها بسهولة"، لكن هبة لم تيأس.

في عمر الأربعة عشر عاماً اعتادت هبة المشاركة في الأنشطة المختلفة في محافظتها قنا والتوعية بقضايا هامة "كنت بنزل مع شبكة تثقيف الأقران للتوعية بقضايا زي العنف ضد المرأة ومناهضة ختان الإناث وفي 2016 فتحت جمعية رسالة نشاط للمكفوفين وانضميت له أنا وأختي".

في كل مرة تجتاز "هبة" عتبة المطاعم يكون معها أصدقاء لها أو فرد من عائلتها يساعدة لقراءة قائمة الطعام، لكنها كانت تتساءل طوال الوقت عن ماذا سيحدث إذا لم يرافقها أحد؟.

طرحت الشابة الفكرة في الجمعية عام 2019، لكن لم تكتمل بالتنفيذ وقتها، حتى عادت ثانية لذهنها إثر تساؤل على السوشيال ميديا عن جدوى طباعة قائمة طعام بطريقة برايل في المطاعم.

في تلك الفترة تعطلت ماكينة الطباعة الخاصة ببرايل التي تستخدمها هبة، ولظروف التباعد الاجتماعي كان من الصعب إرسالها للتصليح بالقاهرة، فقررت الشابة عمل القائمة يدوياً فشكلت فريقا من أًصدقائها وماكينة برايل يدوية لتنفيذ القائمة التي طبعتها على ورق ملون و أكملت تنسيقها "بدأنا نعمم الفكرة في أكتر من مكان في قنا، وحاليا شغالين على قائمة مطعم وبنجهزها لحد ما نقدر بعد فترة انها تكون موجودة في كذا محافظة".

في عام 2013 دخلت هبة وشقيقتها منة عالم التواصل الاجتماعي عن طريق هاتف أيفون اشتراه لها والدها بتقنيات خاصة بالمكفوفين، وبعد فترة بدأت في صناعة فيديوهات عن كيف يستخدم المكفوفون السوشيال ميديا وكيف نتفاعل بشكل سهل عبر تلك الوسائل "أفضل الناس تتعامل معانا بشكل طبيعي وأكتر حاجة ركزت اني اعملها اني اكتب حوالين العالم بتاعي وإدراكي له و ازاي بتعامل معاه، لأن دة أكتر حاجة تخلي الناس تفهمنا أكتر".