إعلان

بعيدا عن "شقاوة الفصل والملعب".. "كورونا" تضع الطلاب في عزلة التعلم الإلكتروني

02:07 م الأحد 08 نوفمبر 2020

صورة رئيسية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-آية الله الجافي:

رغم تصريحات وزير التربية والتعليم الدكتور"طارق شوقي" أن الحالة مطمئنة في المدارس بشأن فيروس كورونا وأن نسبة الإصابة الآن 2 في المليون، إلا أن عدد من أولياء الأمور اكتفوا بالتعلم عن بُعد وعزلوا أبنائهم في المنزل خوفا عليهم من الإصابة، ربما يكون له تأثير على الحالة النفسية للطلبة.

تقول المُعلمة مروة عبد العظيم، إن هذا الظرف الاستثنائي سيمنع الطفل من الاحتكاك بالآخر وممارسة "شقاوة الفصل والملعب" والذي يُعتبر عنوان الصحة النفسية للطفل: "إحساس الطفل بروتين المدرسة من فرحة اللبس والأدوات والشنطة وفرحته بأصحابه والحكاوي معاهم عمرها ما بتتنسي.. غير الضحك والهزار في الفسحة واجتماع الأطفال للأكل مع بعض".

تعتبر مروة أن التعليم الإلكتروني لا يُغني عن الذهاب للمدرسة التي تساعد الطالب -خصوصًا في المرحلة الإبتدائية والإعدادية- على اكتساب مهارات وخبرات دراسية من خلال إجابات أصدقائه على الأسئلة وبما يساعد أيضا على التواجد في بيئة تنافسية مُحفزة.

ورأى المهندس "وائل سراج الدين"وهو أب لطفلين في المرحلة الإبتدائية أن: "تلقي التعليم عن بُعد جديد علينا.. لسة محتاجين وقت علشان نعرف مميزاته وعيوبه، لكن بصفة عامة هيجيب اكتئاب للأطفال لو أستمر فترات طويلة، مش هيستحمله غير الأعمار الكبيرة زي ثانوي والجامعة لحد ما كورونا تنتهي".

وأكدت المترجمة "سالي عاطف"، وهم أم لطفلين، أن الطفل عندما يجلس فترات طويلة أمام شاشة التليفزيون أو الكمبيوتر يصيبه الملل ويفقد تركيزه لأنه تعود أن الأنترنت للترفيه فقط: "أحيانا بتكون في مشاكل أسرية وضغوط في البيت بيكون الطفل مدركها، فلما بيروح المدرسة ويجري ويلعب ويدرس بيطلع طاقته السلبية وبيتناسى إللي بيحصل في البيت غير لما يكون قاعد ومركز طول الوقت".

وتضيف سالي: "ظروف الكورونا فرضت على الطفل أنه يتحبس جوه أوضه بقت بالنسباله زي القفص، بينام ويذاكر ويحضر دروسه فيها.. مينفعش يستمر التعليم عن بُعد بعد انتهاء الكورونا هيأثر بالسلب على الطلبة هيتحولوا بالتدريج لأطفال إلكترونيين بلا مشاعر".

وأشارت المترجمة إلى أن تعامل الطفل منذ صغره مع جميع الفئات من طلبة ومعلمين وعمال النظافة والسائق الذي يوصله المدرسة، يوسع مداركه ويؤهله للتعامل بسهولة في المجتمع عندما يُصبح شابا في الجامعة أو سوق العمل.

"هيبة المُدرس وتواجده وقت كبير قدام الطالب بيخليه يحافظ على دروسه خوفا من العقاب" قالتها ولاء، ربة منزل، قبل أن تستطرد: "التعليم في المدرسة ليه بهجة مفيش حاجة تعوضها.. كلنا كنا بنحفظ الحصص، ونستنى الحصة إللي بنحبها تيجي.. غير كمان اللعب بعد المدرسة وإكتشاف الأطفال للعالم الخارجي مع بعضهم".

جاءت آراء أساتذة علم النفس داعمة لوجهات نظر أولياء الأمور، حيث أكد د. جمال فرويز استشاري الطب النفسي والمخ والأعصاب أن التعلم عن بُعد لن تكون له جدوى على الأطفال والكبار إلا من خلال التفاعلية وذلك من خلال "أبلكيشن" يتيح للطرفين التواصل مثل "زووم" أو "سكايب"، والتي يتم من خلالها متابعة دورية للطلبة في محاولة لتعويض التفاعل على أرض الواقع.

وأضاف أن طفل المرحلة الإبتدائية يحتاج إلى عاطفة شديدة: "لازم الطفل يحب المُدرس ويتعلق بيه علشان يحب المُذاكرة.. وبعد إنتهاء الكورونا ضروري يكون فيه رجوع بشكل كامل للمدارس يا أما هنخسر كتير".. كما أكد على دور الأسرة في تعويض غياب الطفل عن المدرسة من خلال إلى اصطحابه إلى الأماكن المفتوحة حتى لا يتحول إلى شخص انطوائى.

فيما رأت "داليا عوضين"، التي تعمل محامية، أن النزول للمدرسة مفيد جدا للنطق الصحيح خصوصا في مرحلة الحضانة والإبتدائي: "ولادي أتاخروا في الكلام.. لكن أول ما راحوا الحضانة أتكلموا بألفاظ ومصطلحات سليمة ومخارج الحروف كانت كويسة.. وده بيخلي الطفل عنده ثقة في نفسه أنه عارف يتكلم بطريقة صح".

ويقول د. محمود ابو العزايم استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان ضرورة إصرار الأسرة على ذهاب أبناءها إلى المدرسة لأن في حالة منعه دون ما تستدعي الحاجة سيصاب الطفل بجفاء المشاعر ومن ثم العزلة والاكتئاب :"وسائل التكنولوجيا تسهل الحصول على المعلومات ولكن لا تُغني عن التواصل المُباشر بين الأفرد".

وأوضح د. محمد مهدي أستاذ الطب النفسي، أن الوضع الراهن يفرض علينا تطوير التعلم الإفتراضي لمحاكاة التعليم الواقعي، وذلك من خلال تقوية خطوط الإنترنت وتوفير بيئة هادئة في المنزل لتلقي التعليم، بالإضافة إلى ضرورة تدريب الأسر والأطفال على كيفية التعامل مع منصات التعلم عن بُعد.

"كما نحتاج تطوير الوسائل التي تعرض المواد الدراسية حتى تكون جذابة للأطفال عن طريق المزج بين الصور والأصوات.. ويكون المُدرس ظاهر في الشاشة بشكل كامل علشان الطالب يشوف لغة الجسد، فاللغة اللفظية تعطي 30% فقط من الرسالة في حين أن لغة الجسد تُعطي 70%".

وأنهى حديثه قائلا "في أمهات وأطفال اصيبوا بإكتئاب بسبب القعدة الطويلة في البيت في الموجة الأولى من كورونا لأنهم اعتقدوا أن العزل هو الانعزال عن الحياة تمامًا وده غلط، العزل هو الحفاظ على نفسي بمسافة آمنة عن الناس.. أخرجوا في أماكن مفتوحة مع الأولاد بس خدوا احتياطاتكم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان