10 سنوات في لقطة.. قصة صورة نشرتها "ناسا" تجمع 48 لونا للقمر
كتبت-دعاء الفولي:
لا تتذكر المصورة الإيطالية مارسيلا بايس، أنها فوتت مرّة شروق أو غروب للشمس. تعتبره حدثا فريدا يتكرر كل يوم، تراقب القمر كأنه صديقها القديم، تتفاعل معه، تستفزها الظواهر الفلكية فتوثقها بمعداتها الخاصة. 10 سنوات لم تتوقف فيهم عن التصوير، لم يمنعها فيروس كورونا المستجد عما تحب، لكنه جعلها تتمعن فيما لديها؛ أدركت في يوليو الماضي أنها وثقت ألوانا عديدة للقمر، كانت حاضرة وقت خسوفه، وحين كسوف الشمس، في الأوقات التي ظهر فيها الغلاف الجوي صافيا، وعندما كان مُلبدّا بالغيوم، فتح لها العزل المنزلي عالما من الأقمار داخل جهاز الكمبيوتر، فقررت دمج الصور كلها في واحدة.
في الحادي عشر من نوفمبر الجاري، نشرت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) صورة مارسيلا كصورة اليوم، ورغم أنها المرة الخامسة التي تُنشر لها صورة في موقع الوكالة "لكن الأخيرة أدت إلى صدى واسع جدا لم أتخيله، وصلتني عشرات الرسائل والمجاملات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإيميل"، كما تقول لمصراوي.
تعيش مارسيلا في ريف إيطاليا، السماء جزء من روتينها اليومي، كان التصوير نتيجة طبيعية لشعورها بالامتنان "أنني موجودة في تلك البيئة الصافية.. بات التصوير الفلكي هو طريقتي في مراقبة العالم". بدأت قصة صورة ناسا عام 2010، كانت المصورة توثق القمر دون حساب وفي أي مناسبة "هو أحد أسهل الظواهر الفلكية، مُتاح لأعيننا وأدواتنا في أطواره المختلفة"، مرت عليها عشرات الظواهر وتطورت أدوات التصوير على مدار السنوات، مازالت تتذكر أول كاميرا التقطت بها القمر كانت Canon SX 50 HS حتى ختمت حلقة الأقمار بالصورة الأخيرة يوليو 2018، بعدسة تكبير مثبتة على Nikon D750.
حين بقيت مارسيلا في البيت خلال انتشار كوفيد-19، بدأت في ترتيب صورها حسب اللون "في شكل حلزوني لتعطي إحساسا بالاستمرارية، فإذا ما وثقت ألوانا أخرى للقمر في المستقبل، سأكمل بها الحلقة بالتأكيد"، تتذكر المصورة تفاصيل معظم الصور كأنها أمس، تُعيد اكتشافها وتسترجع ما وراء الصورة الأخيرة المنشورة في 2018.
كانت تلك الصورة لخسوف القمر "تحديا لأنه يتطلب تغييرات مستمرة في إعدادات التصوير للحصول على لقطة جيدة"، اعتمدت مارسيلا على تطبيق إلكتروني لتتبع الظاهرة، بالإضافة لأدوات تصوير أخرى "أحيانا كنت أدرك أنه لتنظيم هذه الأدوات ليس لدي وقت رصد. هذه أكبر تضحية يفرضها عليّ شغفي بالصور"، غير أنها في المقابل لا تنسى اللحظات المحببة لقلبها، فلون القمر وقت كسوف الشمس "هو بالتأكيد المفضل لدي لأنه يخبرنا عن غلافنا الجوي. يتحول إلى اللون الأحمر بسبب أشعة الشمس التي تمر عبر طبقات الغلاف الجوي للأرض وتسقطها على القمر. وخلال كل كسوف كلي يغير القمر لونه وفقا لظروف الغلاف الجوي كالغبار المعلق، الغاز، السحب وغيرها".
لم تتوقع مارسيلا ذلك التفاعل مع صورتها، بجانب ردود الفعل الجيدة "استقبلت طلبات لاستخدام لصورة على أغلفة الكتب والأقراص الموسيقية المدمجة"، جاءتها تعليقات تُثني على الصورة من دول مختلفة "ربما ذلك أجمل ما تقدمه لنا الطبيعة، تجمعنا تحت سماء واحدة نتأملها"، تنتظر مارسيلا الخسوف القادم للقمر بفارغ الصبر، وقتها ستضع صورا أخرى في حلقة الألوان التي لا تنتهي.
لمشاهدة الصورة على موقع ناسا: اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: