بنظارة وزعنفة.. قصة فلسطيني يواجه حصار غزة بالتصوير تحت الماء
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- محمد زكريا:
رغمًا عن الحصار على قطاع غزة، نجح محمد أسعد في الحصول على نظارة مائية وزعنفة، بينما معدات الغوص تمنعها إسرائيل عن الفلسطينيين، وعندما نزل إلى البحر للمرة الأولى، سحرته طبيعة الأعماق، فأراد لو أن ينقل مشاهدها لمواطنيه ممن لم تسنح لهم الفرصة نفسها، وللعالم الخارجي: "لتغيير الصورة النمطية عن غزة، كمكان للاحتلال والقتل والدمار"، ليشرع الشاب فيما اعتبرها "الخطوة الأولى من نوعها التي يُقدم عليها مصور فلسطيني وصانع أفلام بإنتاج محتوى تحت سطح بحر غزة".
أسعد يرى أن القطاع غني ببيئته البحرية، وهو الواقع على حوض البحر الأبيض المتوسط بطول حوالي 40 كم، لكن "للأسف لا يفقه السكان أي معلومات عن البيئة البحرية أو التكوين الصخرى والأسماك وأنواعها والكثير من الكائنات البحرية"، وهم معذورين في رأيه: "إحنا شعب محاصر من احتلال، ولا يتوافر لنا أبسط مقومات الحياة الأساسية، منين هيكون في اهتمام بالبيئة البحرية؟"، لذا أراد أن يستغل خبراته في التصوير للمساهمة في ذلك.
يعمل أسعد مصورًا صحفيًا منذ 12 عامًا، وحاصل على العديد من الجوائز الدولية، من بينها الجائزة الكبرى من منظمة الأوتشا التابعة للأمم المتحدة، لتأتيه فكرة المشروع في إحدى زياراته لمصر: "زرت مدينة شرم الشيخ، وأخذتني الغيرة: لماذا لا يوجد صورًا لساحل بلدي في حين أن بحار العالم معلومة تفاصيلها للجميع؟ لماذا لا أصور ساحلي الغير مكتشف وأظهر جماله للعالم؟"، ليبدأ.
بصعوبة بالغة، امتلك الشاب معدات بسيطة: "زعنفة، وسترة، ونظارة بحرية، وكاميرا جو برو صغيرة"، لم تكن هناك إمكانية للحصول على أسطوانة أكسجين: "قبل الشروع في هذا المشروع، كنت أتوقع أن الحصار على الأرض فقط، ولكن وجدته داخل البحر.. إسرائيل تمنع دخول كل معدات الغوص، خاصة الأكسجين، حتى بدل الغوص والنظارات والزعانف.. الزعنفة التي استخدمها بطول ٧٠ سم وهى للسباحة وليست للغوص، وعندما قُطعت تم حياكتها من جديد أسوة بما يتبعه الزملاء الصيادين"، ليعتمد الشاب على الغوص الحر في النهاية.
"تعلمت الغوص الحر من نصائح بعض الصيادين، ومن بعض التمارين على يوتيوب"، كانت هذه وسيلته لإتقان هذا النوع من الغوص: "لجأت إليه للأسف خلال تصويري للوثائقيات، دقيقة واحدة هي كل ما كنت استطيع بقاؤه تحت سطح البحر، وهو أمر مجهد ومتعب بالنسبة لي، لأنني كنت أمضي أوقات كثيرة لأخذ اللقطات المناسبة"، لذا يتمنى أن: "تتدخل المؤسسات العربية والدولية لتوفير معدات الغوص والأكسجين حتى أتمكن من البقاء فترة أطول تحت الماء، وكذلك حتى يتمكن المواطنون في غزة من رؤية بحرهم ككل مواطني العالم: "أواجه كل يوم إلحاح المواطنين وآمالهم في رؤية ما أشاهده أنا".
رغم كل تلك الصعوبات، والتي يزيد منها ضعف الرؤية تحت الماء: "لأن مياه الصرف الصحي تؤثر بشكل كبير على البحر"، نجح الفلسطيني في الانتهاء من تصوير فيلم: "زعانف مبتورة"، العام الماضي، ويعتبر "أول وثائقي من تحت سطح بحر غزة، وبكاميرا جو برو ٤ طراز قديم"، والآن يمتلك قناة على يوتيوب تقدم: "وثائقيات عن بحر غزة؛ مناخه وأحواله، وحلقات عن كائنات بحرية كالمحار والأخطبوط وقناديل البحر، وكيفية طهي الأطباق البحرية الغريبة"، كما يتحدث في بعض المقاطع المصورة عن: "البيئة المغيبة عن سكان الساحل، الذين انشغلوا فى مواجهة انتهاكات الاحتلال والحصار ولقمة العيش ".
رغم الاحتلال، الحصار، ضعف الإمكانيات، يحلم أسعد أن يتوافر له ولمواطنيه وللعالم كله إمكانية الغوص السياحي والترفيهي في بحر غزة.
فيديو قد يعجبك: