إعلان

"إحنا مين؟".. باحث في علم المصريات يتتبع هوية "ابن البلد"

06:16 م الأربعاء 28 أكتوبر 2020

غلاف كتاب أحنا مين لدكتور وسيم السيسي الباحث في عل

كتبت- آية الله الجافي:

وجد دكتور وسيم السيسي نفسه كعلامة استفهام متنقلة منذ كان صغيرًا، فأراد أن يجيب في كتابه "إحنا مين" على الكثير من الأسئلة التي راودته على مدار حياته.. من نحن جسمانيا؟، إحنا مين في هذا الكون اللانهائي؟.. متى بدأت الحضارة؟ وكيف انتقلنا من حياة الغابة إلى قانون الأخلاق؟

أصدر وسيم السيسي الباحث في علم المصريات كتاب "إحنا مين" في 2020 عن الدار المصرية اللبنانية في 143 صفحة، مُقسم إلى 16 فصلاً أجاب خلالها عن عدد من الأسئلة الغامضة حول ماهية المصري في مختلف الجوانب، فوصف كتابه قائلاً "هذا الكتاب يبحث في أصعب ما يفكر فيه أي إنسان......هذا كتاب صادم لأن صاحبه يفكر بصوت مسموع، ذلك لأنه لا يشتته شيء ولا يخاف شيئًا".

عندما كان السيسي في سن الرابعة كانت خالته أستاذ في كلية الصيدلة وكانت تأتي بالضفدعة والكلوروفورم، لتخديرها ثم تقوم بتشريحها، فكانت تبهره تلك العوالم "القلب وهو ينبض.. الرئتنان وهما تنتفخان بالهواء ثم تعودان إلى حجمهما الطبيعي بعد خروج الهواء" فأحب أن يكون طبيبًا جراحًا حتى يعرف ما بداخل الإنسان، فأصبح أستاذ جراحات المسالك البولية، وبجانب ذلك أصبح باحثا في تاريخ مصر القديمة وصدر له عدة مؤلفات منها "الطب في مصر القديمة" و"مصر التي لا تعرفونها" و"في البدء كانت مصر".

تناول السيسي في فصل "إحنا مين جسمانيًا" ما وصل إليه العلم الحديث حول نظرية التطور وهو ما يؤيد على الأرجح ما وصل إليه "داروين" منذ مائة وخمسين عامًا، وبحث عن أصل الجينات المصرية في فصل "إحنا مين جينيًا" من خلال عرض عدة أبحاث أكدت أن 87.5% من الشعب المصري يحملون جينات "توت عنخ آمون".. مؤكدا من خلال عرضه "أننا أحفاد هؤلاء الأجداد أصحاب فجر الضمير".

وجد على جدارية في كوم أمبو مكتوب " إنه السميع البصير الذي يجيب دعوة الداعي إذا دعاه" كما وجد على متون الأهرام "واع واعونن سنو" أي "واحد أحد ليس له ثان" ، وهو ما كشف عن ماهية المصري الدينية وإيمانه بالتوحيد منذ الأسرة الأولى.. وعن هويتنا كمصريين، قال السيسي "نحن شعب كريم العنصر وليس العنصرين.. نحن مصريون من قبل الزمان وإلى آخر الزمان ولن نتخلى عن مصريتنا أبدًا".

كان شعار مصر القديمة "نحن" الجمعي وليست الـ " الأنا" الفردية، لهذا ظلت الحضارة المصرية قائمة آلاف السنين وهذا كان الفارق بين نفسية المصري القديم والمصري في العصر الحديث كما ورد في فصل "إحنا مين نفسيًا".. وبحث السيسي عن أسباب ضياع الولاء والانتماء عند نسبة كبيرة من المصريين مُنتقدًا عدم معرفة المرشدون السياحيون بحقيقة التوحيد وإعطاء معلومات للسائحين لا علاقة لها بتاريخنا القديم.

وفي أحد البرديات المصرية القديمة تمت الإشارة إلى وجود الأطباق الطائرة التي تنذر بوجود كائنات ذكية أخرى في الكون، وهذا ما تناوله فصل "إحنا مين في هذا الكون" بعدما تساءل السيسي عن ما إذا كانت تشاركنا كائنات أخرى في هذا الكون العجيب؟. كما تحدث في هذا الفصل عن عجائب رحلات المركبات الفضائية والأجرام السماوية من شموس وكواكب .

وصل الباحث إلى سنوات الاحتلال التي عاشتها مصر لمدة 2500 عام " لو كان جبلاً لانهدم! ولكن مصر أقوى من الجبال...... ولولا انتصار 1973 م لكانت مصر لا تزال تحت قبضة الاحتلال الصهيوني.... 2500 سنة احتلال وهذا يكفي".

ورأى السيسي أن الطعنة الأخيرة للهوية المصرية كانت في سبعينيات القرن الماضي، فانقسمت مصر بعد أن كانت شعبًا واحدًا، وذلك بسبب أدوات الصهيونية العالمية وشعب مصر الفاقد للوعي في جانب آخر.

وعن علاقة الإنسان المصري بالحيوان"إحنا مين مع المملكة الحيوانية؟" أوضح أن المصري القديم كان يشهد أمام محطمة العدل الإلهية أنه لم يكن سببًا في دموع إنسان أو شقاء حيوان، مقارنًا هذا بالوضع الحالي "لا أعجب بعد ذلك من قسوة الإنسان على الإنسان"، كما تناول في هذا الفصل معلومات عن عدد من الحيوانات كالنعام والأسد والقط الفرعوني.

تدرج دكتور وسيم في فصوله حتى وصل إلى نشأة إسرائيل "إحنا مين مع إسرائيل"، والذي أوضح خلاله المخطط الاستراتيجي الذي أقره الكونجرس الأمريكي بهدف تقسيم الأراضي العربية وهو ما تم ترجمته في ثورات الربيع العربي.. ودعا في فصل "إحنا مين مع العلوم" إلي أهمية تأهيل المدرسين والمدرسات على العلم والفكر الحديث.

تأثر الجراح وسيم السيسي بحياة الشاعر والفليسوف أبو العلاء المعري كما ظهر في فصل "إحنا مين مع أبو العلاء المعري" مبينًا أن المعري هو الإنسان الذي رفض الحياة، ولكنه فرض نفسه على الحياة كما لم يفرضها أحد سواه!، فوجد في أطروحات وأفكار المعري نموذجًا يدوم مهما مرت السنين: "أنت يا من تناضل حتى اليوم من وراء ألف عام تكشف لنا الغطاء عن غياب العقل وفساد رجال الدين!".

أنهى د. السيسي كتابه بفصل "أنا مين؟" والذي عبر فيه عن حبه الشديد للمعرفة والقراءة "فكانت القراءة إدمانًا"، وكانت حوارات أمه مع والده هي ما خلقت بداخله العقلية الباحثة عن الحقيقة "هذا الكون اللانهائي! هذه الغيبيات اللانهائية! رغبة حارقة في أن أعرف " أنا مين؟ أنا من أحب الناس جميعًا ويتمنى أن يحبه الناس جميعا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان