إعلان

سائقون وعائدون من الخليج.. حكايات الباحثين عن فرصة عمل مع "أوبر"

02:36 م الثلاثاء 24 سبتمبر 2019

أرشيفية

كتب ـ أحمد شعبان:
في التاسعة صباحاً، استقل "علاء عربي" سيارته الملاكي من منزله بحي إمبابة بالجيزة، قاصداً فرع شركة ناسيتا بالمهندسين، التي تختص بفحص السيارات المتعاملة مع شركة "أوبر" للنقل الذكي. ركن السيارة أمام الشركة وجلس ينتظر دوره، من أجل إتمام الفحص الذي يجريه للمرة الأولى "دي أول مرة أشتغل أوبر"، يقول علاء بينما ينفث دخان سيجارته إنه واثق من أن الحالة الفنية الجيدة لسيارته، موديل العام الحالي، ستجعلها واحدة من السيارات المقبولة في شركة "أوبر".

لسنوات طويلة جاوزت العشر، ظلّ "علاء"، 33 عاماً، يعمل على ميكروباصه الخاص، بخط الوارق- إمبابة، أرهقته المشكلات والاحتكاكات اليومية مع الزبائن وجامعي الكارتة ورجال المرور، وبدأ يبحث عن بديل، فكّر في شراء تاكسي لكن طرد الفكرة سريعاً "لقيت الفرق مش كبير، وكمان ترخيص تاكسي أجرة مكلّف"، بينما تنامت إلى مسامعه طوال السنتين الأخيرتين، أحاديث عن شركات النقل الذكي "بقالي طول الفترة دي بدرس في موضوع أوبر، لغاية ما قررت أبيع الميكروباص وقلت أجيب الملاكي وأعيش منها وتكون مُريحة أكتر".

شركات النقل الذكي، وعلى رأسها "أوبر"، حجزت لنفسها مكاناً على الخريطة اليومية لملايين المصريين، في رحلاتهم ومشاويرهم، وبلغ عدد مستخدميها في مصر، بحسب بيان أصدرته الشركة، خلال 3 أعوام أربعة ملايين، واستقطبت عدداً كبيراً من السائقين، بلغ عددهم 150 ألف سائق، والباحثين عن فرصة عمل أو الراغبين في عمل إضافي من أجل سداد احتياجاتهم.
الطلب الكبير على شركات النقل الذكي وتطبيقاتها، دفع الشاب للعمل مع شركة "أوبر"، فهو يرى "بقينا في عالم كل حاجة فيه ماشية بالتكنولوجيا، فقلت أجرب"، وهو ما دفعه للتعرف على آلية العمل من خلال أصدقائه ومحاضرة بالشركة.

1

تجربة أول مرة مع النقل الذكي وتطبيقاته، يخوضها أيضاً "محمود شريف"، الشاب الذي تخرّج من كلية سياحة وفنادق قبل 5 أعوام، وقرر قبل شهر أن يشتري سيارة ملاكي بالتقسيط، للعمل مع شركة "أوبر"، فطوال السنوات الماضية لم يستطع الشاب أن يفي باحتياجاته المعيشية من العمل بالسياحة جراء الهزّات المتتالية التي أصابت القطاع الحيوي، وتقلّصت على إثرها دخول العاملين به "سألت واحد صحبي شغال بعربية مع أوبر وكريم وقال إنها شغلانة يوم بيوم، مرة بتجازي معاك ويوم لأ والدنيا بتمشي، فقلت أحسن من القعدة أجيب عربية وأشغّلها مع أوبر"، وذلك إلى حين عودة السياحة إلى حالها السابق.

الشاب الذي يسكن بحي الهرم بالجيزة، يعتبر "شغل أوبر ده شغل مؤقت بالنسبة لي، أنا كاريري الأساسي السياحة وكده كده العربية بتاعتي فأنا هشغلها لغاية ما أخلص قسطها وبعدين أرجع تاني للسياحة تكون الدنيا ظبطت".
لحظات انتظار الشاب بسيارته أمام مركز الفحص، قضاها يتناقش مع غيره ممن سبقه للعمل مع شركات النقل التشاركي، حول طبيعة العمل وآلياته وتعامل الشركة مع السائقين، والحوافز التي تقدمها لهم، والمقارنة بين "أوبر" و"كريم"، ولم يغفلوا الإشارة إلى "معاناتهم" مع بعض الزبائن، والخلافات التي تحدث مع الشركة بسبب تقييمات المستخدمين التي يرونها "غير عادلة"، وانحياز الشركة للعميل على حساب "الكابتن"، الذي من المفترض أن يكون شريكاً في منظومة النقل الذكي، بحسب قولهم.

2

مصطفى أمين، 48 عاماً، عمل مع "كريم" قبل 3 أشهر، غير أن مشكلات عدة واجهته مع مستخدمي كريم، دفعته للتفكير في الانتقال إلى "أوبر"، بالرغم من دمج الشركتين، بعد أن استحوذت الأخيرة على الأولى، مارس الماضي، وذلك كي يستفيد من عدد مستخدمي "أوبر" الكبير "ساعات الشغل بيريح مع كريم فقلت أجرب أوبر".
جاء أمين بسيارته من الطالبية بفيصل لإتمام إجراءات الفحص في فرع شركة ناسيتا الذي استقبل مع غيره من فروع الشركة 140 ألف سيارة تم فحصها منذ عام 2015 وحتى 2018 بحسب تصريح لـ كريم أبادير الرئيس التنفيذي للشركة، لكن الرجل الأربعيني سرعان ما شعر بالضجر والغضب بسبب انتظاره لأكثر من 4 ساعات، "أنا معايا عربية موديل 2020 وشغال أصلاً مع كريم فليه كل الانتظار ده".

طوال 12 عاماً، كان أمين يعمل سائقاً خاصاً، لكنه ملّ العمل لحساب آخرين "حبيت أشتغل عند نفسي فقلت ده هيحصل إزاي، فاشتريت عربية بالقسط، وقلت لازم حاجة تحرك العربية وتشغلها فمفيش غير النقل الذكي"، لكن رغم ذلك، يعول الرجل الأربعيني في تحقيق دخل مناسب على المشاوير والرحلات الخاصة التي يقوم بها مع بعض زبائنه، بعيداً عن عمله بشركات النقل الذكي، فيما يخطط بعدما ينتهي من تسديد أقساط سيارته أن يبحث عن التعاقد مع إحدى الشركات ويعمل بسيارته لحسابها.

يقول الرجل إن تحقيق دخل مناسب عن طريق "أوبر" أو "كريم" يتطلب العمل لعدد كبير من الساعات، قد يصل إلى 12 ساعة يومياً "وأنا مش هقدر أعمل ده، وكمان من غيره هجيب في اليوم متوسط من 400 أو 500 جنيه تلتهم بيروح للشركة وتلت مصاريف العربية وتلت ليا، وده وضع صعب"، وفق قوله، لكن رغم ذلك فالوضع الحالي أفضل من أن يجلس في بيته ينتظر مشواراً أو رحلة خاصة، قد لا يأتي.

عاد "نشأت عبد العليم"، 34 عاماً، من عمله كسائق بالسعودية قبل عامين، عمل مع إحدى شركات الأدوية المحلية كسائق وموزع، بالرغم من أنه اشترى سيارة ملاكي. ترك عمله بشركة الأدوية مؤخراً وقرر أن يعمل بسيارته مع شركة "أوبر"، بالرغم من أنه يحمل تحفّظات كثيرة على طريقة عمل الشركة، وجد طريقه إليها بعد حديثه مع أصدقائه السائقين القدامى بالشركة "اتعودت إني أشتغل سائق وأسافر لمسافات كبيرة، وأتمنى أوبر تسمحلي بده، لأن ده هيحسن دخلي أكتر من إني أشتغل في مشاوير داخلية صغيرة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان