إعلان

بعد ساعات من الانفجار.. العيادات الخارجية لمعهد الأورام تعمل رغم الكارثة (معايشة)

06:15 م الإثنين 05 أغسطس 2019

معهد الأورام

كتب وتصوير-محمد مهدي:

فوضى دبتّ في معهد الأورام، انفجرت سيارة مُفخخة أمام البوابة الرئيسية، اهتز المبنى، تهشمت واجهته، نيران موقدة تعلو في الأفق، يفر المرضى من غرفهم، الخوف يقَبض بيديه على المشهد، فيما يُفكر المسؤولون عن العيادات الخارجية لمعهد الأورام في كيفية التصرف مع الأزمة، مئات المرضي القادمون في الصباح الباكر لإجراء الفحوصات أو تلقى جرعاتهم من العلاج "خدنا قرارنا إننا هنكمل وهنقدم الخدمة للناس مهما كانت الظروف" يقولها الدكتور عمر الدميري، مدير العيادات الخارجية بمعهد الأورام.

1

كانت الأمور غير واضحة لكن المسؤولين بالعيادات الخارجية انتظروا حتى الفجر "لحضور لجنة هندسية من جامعة القاهرة، عشان التأكد من سلامة المبنى والأجهزة" عندما أنهوا عملهم بالموافقة على جاهزية العيادات للعمل "وإنها أمان على المواطنين والعاملين، خدنا قرارات سريعة" تم التواصل مع كافة الأطباء والعاملين "بعتنا رسايل هاتفية وواتس آب، بلغناهم إننا مكملين في شغلنا عادي وفي مواعيدنا الطبيعية" جاءت الردود سريعة بموافقة الجميع على الحضور لأداء دورهم تجاه المرضى "لأننا بنتعامل مع المعهد إنه بيتنا، مينفعش نشوف اللي بيحصل فيه، ونوقف شغل أو نستسلم" وفق تعبير علاء عبدالسلام، مسؤول شؤون المرضى بالعيادات.

2

على أبواب العيادات توافد العشرات من المرضى في الصباح الباكر "فتحنا الأبواب من الساعة ستة قبل مواعيد العمل الرسمية عشان الناس متقعدش في الحر بره، كفاية اللي حصل" يتحرك مدير العيادات في أنحاء المكان ليتأكد من وصول الأطباء والموظفين والعاملين "استجابة الموظفين كانت مفاجأة لأنها جات سريعة، ولقينا تكاتف من الجميع" الجميع تواجد من أجل المساهمة في توفير كافة الخدمات للمواطنين "طبيعة المكان إنه بيعالج الناس البسيطة والمرض نفسه (السرطان) مينفعش تهاون معاه".

3

استقبلت العيادات الخارجية المئات من الحالات "الدنيا مشيت بشكل طبيعي على الشبابيك وتم تسكين كل المرضى في العيادات" كما يؤكد محمد يحيى مسؤول مكتب الاستعلامات بالعيادات، كانت الوجوه زائغة، حينما اكتشف المرضى ما جرى ليلة أمس في المكان شعروا بالذعر "اتعاملنا مع الناس اللي حست بالارتباك ومع أسئلتهم عن مواعيد علاجهم وهل هتقف ولا لأ" جميع الأجهزة الطبية والعيادات والخدمات أُتيحت للمواطنين "وبعتنا بعض الناس لمستشفيات تابعة للمعهد زي مستشفى الثدي بالتجمع أو مستشفى الأورام بالدقي" بحسب تصريحات نائب مدير العيادات.

4

بانسيابية يتدفق المرضى داخل 8 عيادات، صخب في الخارج بينما يعم المكان بالداخل الهدوء، يتداول الناس مشاهداتهم لما دار بالأمس "كنا فاكرين إن الموضوع بسيط" آخر يشكر الله إن العيادات لم تتعرض للتلف "كنا هنعمل إيه لو حصلها حاجة" بينما يُشير أحدهم إلى انتظاره لساعات أمام المبنى الرئيسي للمعهد "قبل ما يقولولي روح على العيادات هناك هتعمل الأشعة" أغلب المرضى قادمون من المحافظات المختلفة "الناس اللي في القاهرة عرفوا الخبر فكانت الأعداد الأكبر من وجه قبلي وبحري".

5

التعامل السريع مع الأزمة لم يمحُ الحزن من قلوب المسؤولين والعاملين في العيادات الخارجية، فقدوا اثنين من زملائهم في الأمن "إحنا ماسكين نفسنا بس زعلانين على اللي حصل لزمايلنا وللمعهد" حتى الآن لا يصدق أحدهم ما جرى في "ملجأ الغلابة" وصف تعبير أحد العاملين بالعيادات، لكن ذلك لن يثنيهم عن استكمال دورهم ومحاولة تقديم أقصى ما في طاقتهم رغم الظروف القاسية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان