إعلان

"ملكة المسؤولية الاجتماعية".. حكاية 3 مصريات فُزن في ملتقى المبادرات الإنسانية بدبي

08:34 م الإثنين 26 أغسطس 2019

كتب - عبدالله عويس:

على سرير داخل منزلها، استلقت سارة هشام إلى جوار طفلتها التي لم تُكمل يومها السادس بعد، تتابع وهي تنظر إلى شاشة هاتفها بفرحة بالغة لحظات تكريمها في دبي، حين وقفت صديقتيها على منصة التكريم لاستلام جائزتها عوضًا عنها، فولادتها حالت دون سفرها لتحصل على تكريم ضمن 20 سيدة عربية شاركن في مسابقة للمبادرات الإنسانية، فاز فيها 3 سيدات من مصر.

من خلال شاشة التلفاز، تابعت سارة فعاليات مسابقة "الملكة للمسئولية الاجتماعية" والتي تنظمها حملة المرأة العربية، بالتعاون مع مؤسسة وطني الإمارات، ولأن السيدة المصرية لها سنوات مع العمل التطوعي، فقد قررت المشاركة في تلك المسابقة، التي امتدت تصفياتها لأكثر من سنتين ونصف، شارك فيها آلاف من السيدات العربيات من 14 دولة مختلفة، وحين وصلت التصفيات إلى 20 سيدة فقط، كانت سارة منهن، لكن ولادتها حالت دون السفر، ولأنها سبق لها التعرف على المصريتين الأخريين، نجلاء عياد وهاجر محمود، فكان قرارهما باستلام الجائزة لها مع بث فيديو من لحظات التكريم التي جرت في أحد فنادق دبي: "المسابقة شارك فيها الآلاف، وفي النهاية اللي فاز كان 20 واحدة، وكنت سعيدة جدا إن مصر فاز منها 3 في المسابقة دي".

درع وشهادة تقدير ومبلغ رمزي ولقب "ملكة المسئولية الاجتماعية"، ما تحصل عليه السيدة الفائزة، وكانت مبادرة سارة مهتمة بشكل أكبر على الأطفال، لحمايتهم من العنف والتطرف، بعدة أساليب يمتزج فيها الفن باللعب والثقافة، وأتتها الفكرة حين كانت تعطي أطفالا دروسا في اللغة العربية، فوجدت لدى بعضهم أفكار فيها من التعصب الكثير: "فقلت ليه منحميش الأطفال، ونقدملهم العون والمساعدة في أكتر من مكان، وسميت المبادرة صحيح الرسالة".

الهدف الأساسي من المبادرة تأهيل الطفل والأسرة والمعلم ضد العنف والتطرف والعنصرية وآثار الحروب والإرهاب، ومر على تلك المبادرة 6 سنوات، قدمت فيها ورشا ومحاضرات في عدد من المحافظات داخل مصر، كما تقوم بمتابعة بعض الأعمال خارج مصر، يقوم بها متطوعون يحاولون إعادة تأهيل الأطفال في مناطق النزاع المسلح: "برة مصر في حوالي 7 أطباء نفسيين ومعالجين بنتواصل مع بعض، وجوة مصر في 20 متطوع بيساعدوني بشكل كبير".

عدد من حضانات الأطفال، وبعض المراكز الخاصة، ودور الرعاية الاجتماعية، وقاعات حصلت عليها بتسهيلات من المسئولين، بعض الأماكن التي قدمت فيها خريجة كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، وكان يوم التكريم في الـ23 من أغسطس الجاري، لكن وصول الدرع وشهادة التقدير لها كانت في الـ26 من الشهر نفسه: "صديقاتي جابوهالي وكانت لحظة حلوة جدا ومميزة".

منذ 11 عاما، انفصلت نجلاء عياد عن زوجها، وفي تلك الفترة تعرضت لسماع عدد من العبارات التي كانت تؤلمها، فقررت الزواج مرة أخرى، هروبا من عبارة "انتي متطلقة" غير أن الزواج لم يكتمل لمدة عام قبل انفصال جديد، ومؤخرا التقت السيدة برجل رأت فيه المواصفات التي ترغب فيها وتم الزواج، لكنه هذه المرة بعيد عن الهروب من عبارة أو خوف من حكاوى الناس، ليكون قرارها منذ 6 سنوات بإطلاق مبادرة حملت اسم "بداية جديدة للتأهيل النفسي للمطلقة وأبنائها ودعم المرأة المعيلة" واستطاعت خلال تلك الفترة تقديم ورش ومحاضرات يقدمها أطباء نفسيون ويقوم آخرون بدعم السيدات المعيلات بإنشاء مشاريع خاصة بهن: "لما قدمت في المسابقة كان هدفي إن فكرة المشروع تبقى مسموعة، مش بس فكرة الفوز".

قدمت المبادرة التي تطوع فيها أكثر من 300 شخص، دعما لـ45 سيدة تعول أطفالا، واستطاعت إخراج 45 غارمة من السجون، ووفرت 350 وظيفة لسيدات مطلقات، وتوفير ملابس للأطفال وكراس متحركة لبعض المرضى: "سافرنا دبي 3 أيام بالظبط، حصل خلالهم التكريم ورجعنا أنا وهاجر". المسابقة كانت في السابق برنامجا تلفزيونيا يعرض على كثير من القنوات العربية، قبل أن يتغير شكلها إلى مسابقة فحسب يخضع فيها المتسابقون إلى تصفيات عدة، قبل إعلان فوز شخوصها.

قام الفنان التشكيلي خالد جلل برسم بورتريهات لأصحاب المبادرات، على سبيل الدعم المعنوي لهن، وكان في انتظار هاجر محمود رسمتها الخاصة، وعادت بها من دبي إلى القاهرة، الشابة التي أطلقت على مبادرتها اسم "وطن إنساني" كان اهتمامها بسكان المقابر، أتتها الفكرة حين كانت طالية في الجامعة، وتصور تقريرا ضمن مشروع تخرجها كان عن سكان المقابر، لذلك كانوا هم أولويتها حين قررت العمل في المجال التطوعي: "ومن أول الأطفال لحد الكبار، الدعم بيبقى للكل، وبنحاول نقدم ليهم كل العون المطلوب".

من خلال وزارة الشباب والرياضة استطاعت الشابة أن تقدم رحلات للأطفال ودعم الشباب بتطوير أنفسهم في تعلم أمور الحاسب الآلي، كما قدمت دورات تدريبية في الخياطة لحوالي 100 سيدة من سكان مقابر الإمام الشافعي والسيدة نفيسة، واستطعن فيما بعد تقديم منتجات وعرضها للبيع: "وكل المتطوعين معايا 20 شخص، لكن ابتدى عدد البنات يقل نظرا لإن أسرهم أحيانا بيخافوا عليهم من تواجدهم في المقابر، وطبعا دي صورة سلبية متاخدة عنهم".

تفكر الشابة في الفترة القادمة، تتمنى أن تتسع مبادرتها التي مر عليها حوالي 3 سنوات، وأن يكون لها مقر ومتطوعون أكثر، لتقديم خدمات أكبر لعدد كثير من الناس: "وكنت مبسوطة وأنا رافعة علم مصر في ملتقى التكريم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان