"صُنع بكل الحب".. منتجات يدوية يقدمها ذوي الاحتياجات في سوهاج
كتبت- رنا الجميعي:
داخل إحدى الفعاليات الخاصة بتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، التابعة لمبادرة "إبداع من مصر"، اتخذت صفاء مهران رُكنًا تبيع فيه منتجات ومنسوجات يدوية كُتب عليها "صنعت بكل الحب.. مكفوفين سوهاج".
كان ذلك المشهد حُلمًا لصفاء، اجتهدت لتحقيقه على مدار أربع سنوات، تتذكر كيف أحسّت ذات اللحظة بالنقطة الثابتة التي وقفت عندها، ولم تتطور بعدها "كنت بشتغل من 2010 لـ2015 مدربة كومبيوتر للمكفوفين، بعد كده حسيت إني مبعملش حاجة مفيدة وجديدة"، طمحت الفتاة لما هو أكثر.
مؤسسة اجتماعية تُدرّب ذوي الاحتياجات الخاصة على صناعة الحرف اليدوية بسوهاج، ذلك كان حُلمها الأكبر "كنت في فترة بدرب الكفيفات على الخرز فكرت ليه مستغلش ده وأفتح أكاديمية كاملة"، تحمّست صفاء لذلك وبدأت بالفعل عمل دراسة الجدوى "وفي نفس الشهر اللي هستقيل فيه من شغلي اتعمل مسابقة لريادة الأعمال"، وحازت فكرة صفاءة على المركز الثاني "وأخدت 150 ألف جنيه أبتدي بيهم المشروع"، وكان اسمه "أكاديمية سندان"
لم تُصبح الأمور سهلة عند هذا الحد، بل كانت الفترة الأصعب "أول ست شهور كان فيها مشاكل كتير كانت كفيلة إني أقفل المشروع"، لكن صفاء قررت ألا يبعدها شيء عن حلمها، واجهها عقبات مثل ارتفاع أسعار الخامات "والقيمة المضافة زادت"، اضطرت خلال فترة قصيرة شراء خامات كثيرة خوفًا من زيادة جديدة "لدرجة إني عندي خامات دلوقت مركونة مش بستخدمها".
دربت صفاء خلال أربع سنوات 186 شخص من ذوي الاحتياجات؛ مكفوفين ومن الصم وضعاف السمع وأصحاب الإعاقات الحركية والذهنية، لم تقتصر تدريبات أكاديمية سندان على نطاق محافظة سوهاج فقط، بل امتدت إلى أسيوط وقنا، كما تحلم صفاء بخدمة خط الصعيد على امتداده "ولسه الفترة الجاية هندرب ناس من أسوان والأقصر".
في البداية ركّزت صفاء على تدريب المكفوفين "بس اكتشفت إن مش بس المكفوفين اللي من غير شغل، لقيت إعاقات تانية كتير في سوهاج كلهم مش بيشتغلوا ومحتاجين تدريب"، تعلّم الصم وضعاف السمع صناعة السجاد الجلد، أما المكفوفين فتدربوا على المنتجات المصنوعة من البامبو ، لم يكن تدريبهم صعبًا "بيكون معايا مدرب اشارة عشان الصم، أما أصحاب الإعاقات الذهنية الخفيفة بيقدروا يفهموا ويتعلموا من حركة الإيد".
وعبر جمعية نهضة المحروسة تمكّنت صفاء من التطور أكثر "مشوني على الطريق صح، دربوني على الإدارة صح وازاي أعمل خطة وأدير الفلوس صح"، ونجحت صفاء برفقة فريق مساعد وشريك الفكرة على عمل ثلاث وحدات إنتاجية واحدة للخوص، وأخرى للبامبو وثالثة للجلد، ويعمل بالأكاديمية الآن 15 شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
تشعر صفاء أنها لم تُحقق بعد كل ما تتمناه، مازال لديها حماس وإصرار على نجاحات أكبر، وتسعى الآن للانتهاء من الإجراءات القانونية لإشهار رسمي للكيان، فيما تحلم أن يصير هناك معرض كبير يضم الحرف اليدوية لذوي الاحتياجات فقط.
فيديو قد يعجبك: