بالصور- جولة داخل مطابع الأهرام بالجلاء.."جرايد مصر بتخرج من هنا"
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
-
عرض 16 صورة
كتب- محمد مهدي:
تصوير- محمد حسام الدين:
منذ أواخر الستينيات، مايزال مبنى مؤسسة الأهرام الذي صممه المهندس نعيم شبيب بمنطقة الجلاء بالقاهرة راسخًا في مكانه، شاهدًا على تاريخ كبير للصحافة المصرية، وأحداث كبيرة جرت في أدواره الـ 12، خاصة في الأدوار الأرضي والثاني والثالث التي تضم مطابع الأهرام، هنا طُبعت عشرات الصحف والمجلات الورقية والأسبوعية، مقالات وتقارير وتحقيقات هزت الرأي العام، وثقت لأبرز الأحداث بمصر والعالم، دون هؤلاء القابعون على الماكينات داخل المطابع ما كان لها أن تظهر للنور.
الهدوء الذي يبدو لمن يمر من أمام مبنى الأهرام لا يشبه ضجيج الماكينات وحركة العمال والموظفين بالمطابع، عملية الطباعة مستمرة لنحو 30 مطبوعة ما بين يومي وأسبوعي "بنشتغل 24 ساعة، مبنوقفش إلا عشان الصيانة" يقولها المهندس محمد توفيق، أحد المسؤولين بالمكان، بينما يتابع حركة العمل الدائرة في كافة مراحل "الصنعة".
في الدور الأرضي عشرات "المومبينة" وهي الورق المستخدم في الطباعة، يتم نقله بـ "مجراه" داخلية لوضعه داخل الماكينات "وفيه ناس مسؤولة إنها تنقله للمطبعة، وقسم التجهيزات بيتأكد إنه سليم، لو فيه ورق مخبوط أو فيه مشكلة بيخلوها هما سليمة" بعدها تتم عملية الطباعة في الدور الأول "موجود فيه الكمبيوتر اللي بيظبط الألوان ونسب الحِبر" يجلس أمامه عدد من الفنيين للتأكد من دقة النسب المختارة للصحيفة.
في عملية آلية تُنقل الصحف بعد طبعتها إلى منطقة الدعاية، إذ توضع أوراق الإعلانات داخلها "ثم بتروح لصالة التوزيع اللي بيتجمع فيها أعدادا لجرنان في كميات سواء 50 أو 100 أو 200 حسب الطلبات اللي بتجيلنا" يشرح توفيق خطوات العمل حتى خروج المطبوعة إلى قسم النقل والتوزيع بالسيارات "متوسط الإنتاج في المطبعة 50 ألف نسخة في الساعة".
مئات العاملين ينهمكون في كُل دقيقة لإنهاء المطبوعة التي تصل إليهم. حسن يوسف يعمل في المطابع من 38 عاما يقول "الغلطة هنا بمشكلة كبيرة، عشان كدا أهم حاجة عندنا التركيز" يقولها الرجل الستيني الذي يخرج على المعاش بعد أشهر قليلة "عشت عمري كله في المطابع، وقضيت فيها أكتر ما قعدت في بيتي".
عايش يوسف خلال سنوات عمله بالمطابع العديد من التغييرات "الفرق بين زمان ودلوقتي شاسع، الأول كان يدوي، دلوقتي كل حاجة بالكهرباء، كنا بنجمع الحروف والصفحة تتصب رصاص ثم نروح نركبها على المكنة، والصفحة الأولى بس هي اللي ألوان، كانت أيام" أما الآن فهناك ماكينة ضخمة صُممت في ألمانيا على مساحة المطبعة خصيصًا "بعكس المطابع التاني في أكتوبر والقليوبية اللي الماكينات مساحتها أكبر" كما يذكر توفيق.
يقاطعهما أنور فرحات-55 عاما- أحد مسؤولي الوردية المسائية بالمطابع، يعود بذاكرته لأكثر من رُبع قرن "كان الأول فيه ماكينة انجليزي بتعمل لونين بس، وفي 84 جابوا ماكنة أمريكية، لكن الحالية دي أفضل واحدة، بتطلع 40 صفحة" حين أتوا بمعدات الطباعة الجديدة جلس معهم المهندسون "ودربونا على المكن وإزاي نتعامل مع البرامج بتاعته، وكان فيه دورات بنسافر نأخدها من وقت للتاني عشان الشغل يطلع مظبوط".
يصل أعداد العاملين بمطابع الجلاء إلى مئات الأشخاص، يعملون في ورديات "الوردية 12 ساعة، واحدة الصبح والتاني بليل" وفق توفيق، لا يوجد ساعات راحة "لأن طول ما المكنة دايرة بنكون كلنا بنشتغل" فقط يستئذن العاملين لتناول الغداء أو العشاء سريعًا داخل المؤسسة "عندنا مطعم بيجهز وجبات للموظفين والعمال في الأهرام" ثم يعودون سريعًا لاستكمال الطباعة.
حين سألنا عدد من العاملين عن أهم "مانشيت" نُشر أثناء عمله، فكروا لدقائق ولم يجدوا إجابة، فَسر توفيق الأمر "احنا من كتر ما مندمجين في الشغل وإنه ميبقاش فيه أخطاء مبنركزش في العناوين" لو قرأ كل عامل الجريدة لن يحصلوا على وقت للعمل "لو المانشيت شدني ومركزتش فيه كمية جرايد هتبوظ مننا".
عامل الأمان ضروري داخل المطابع، إذ تنتشر طفايات الحريق في كل مكان "وعندنا إدارة مطافي كاملة جوه المؤسسة" كما أنها تحرص على منح العاملين تدريبات للإطفاء "أنا خدت فرقة في المطافي عملي من خلال إدارة الأمن، واتعلمت إزاي اتعامل مع الطفاية البوردة والتلج" وفي حالات وقوع إصابة لأحد العاملين "عندنا في نفس المبنى مركز طبي كامل فيه جميع التخصصات، ولو الموضوع استدعى النقل لأي مستشفى بيحصل".
مطابع الأهرام مثل الأقسام والمستشفيات-بحسب تعبير توفيق- في فترة الأعياد والمناسبات "مبنقدرش نرتاح أو نأخد إجازات، أومال مين هيطلع الجرايد في الوقت دا" حتى في الأيام الصعبة "زي الثورة أو في حظر التجول، كنا بنشتغل عادي، حتى لو اضطرينا نبيت في المطبعة بالأيام" تلمع عيناه بينما يتحدث "الأمانة دي بنتوارثها جيل بعد جيل، ومش دا مش كلام صحافة، مسؤوليتنا إن الأهرام يطلع كل يوم، هنعمل أي حاجة عشان دا يحصل".
هل الطباعة الورقية تأثرت في الفترة الأخيرة؟ يُجيب توفيق "مش هننكر إن الصحافة في مصر تأثرت، بس الأهرام الموضوع مختلف معاه، مش متأثرة زي باقي الجرايد، لأنه نسبة كبيةر من جرايد البلد بتطبع عندنا" فيما يرد عم حسن بحماس على دعوات البعض بالاكتفاء بالصحف الإلكترونية "بزعل لما حد يقول نوقف الورقي، المؤسسة دي خيرها علينا، وهتفضل مكملة لأنها تاريخ كبير".
فيديو قد يعجبك: