"النار مش بترحم حد".. تجار "الموسكي" يتكاتفون بعد كل حريق (صور)
كتب- محمود عبد الرحمن وأحمد شعبان:
حين كان أصحاب المحلات المتضررة من الحريق الذي وقع ظهر أمس، الجمعة، عند تقاطع شارع بورسعيد مع الموسكي بوسط القاهرة، يتابعون عمليات الإطفاء، ويلملمون ما تبقّى من بضاعة لم تمسّها النيران، في حسرةٍ ووهَن؛ كان محسن طلعت في طريقه إلى الشارع، قادماً من منشية ناصر، بعد أن علم باشتعال النيران بعقار الشابوري، المجاور للعقار الذي يضمّ محله، ورُغم أن ألسنة اللهب لم تصل إلى محل محسن، إلا أنه "ناله من الضرر جانب"، وفق ما يقول.
من الثانية ظهر أمس وحتى فجر اليوم، ولمدة 12 ساعة كاملة، اندلعت النيران في أحد محلات العطور بالممر الواقع أسفل عقار "الشابوري"، والذي يقود إلى حارة اليهود، التهمت النيران بضاعة تجارية تنوعت بين أقمشة وملابس وعطور وأدوات تجميل، وخلّفت خسائر مادية ضخمة على المتضررين، فيما يذكر محسن أن آثار الحريق ستظهر أيضاً في ضعف حركة البيع والشراء، في الشارع ككل، خلال الفترة المُقبلة، ما يؤثر سلباً على جميع التجار.
"الموسم كده اتضرب بالنسبالنا، إحنا بنستنى رمضان من السنة للسنة وكل مرة لازم يحصل حريق" يقولها شادي محمد، صاحب محل ملابس بالشارع، ويرجع ذلك لما يخلفه الحريق، من انقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر لمدة أسبوع أو يزيد، وفق قوله، ومن قلة عدد المترددين على الشارع التجاري وكثير منهم يأتي من محافظات عدة، ليشتروا البضائع بالجملة، فضلاً عن طول الوقت اللازم لإزالة آثار الحريق، كل ذلك أسباب من وجهة نظره يراها تضر بالشارع كله "والسوق كله هيقف، رغم إن الناس كلها جابت بضاعة بملايين".
في شارع ضيق على بعد حوالي 100 متر من العقار المُحترق، جلس "أحمد بدوي"، على مقعد خشبي، أمام محله الذي يبيع الملابس، وحده كانت أبوابه مفتوحة بين المحلات المنتشرة بالشارع، بمجرد اشتعال النيران، إذ نظّف بضاعته بعد أن صُبغت بلون الدخان الأزرق "بنغيّر كل المعروض، واللي باظ بنرجعه المصنع، ونستبدله ببضاعة تانية لأن رائحة الدخان ماسكة فيه"، فيما يضيف أنه لا يستطيع مغادرة المكان رغم الأضرار التي تلحقه جراء كل حريق "ده مكاني من سنين وليا زبوني، مقدرش أغيره واحنا بنسيبها على الله، حتى لو الناس هتقعد فترة متجيش تشتري".
آثار الحريق امتدّت إلى أركان المنطقة المحيطة، الشوارع الجانبية الضيقة غمرتها المياه، ونقل أصحاب المحلات و"فرشات البيع"، أجزاء كثيرة من بضاعتهم، خوفاً من أن تمسسها النار "النار مش بترحم حد، وحتى لو بعيد عنها مفيش ضمان إنها متوصلش عندي"، تلك هي القناعة التي ترسّخت لدى محسن، جراء حرائق عدة شهدها منذ أن اشترى محلا تجارياً لبيع العطور قبل 12 عاماً.
فيما يشير إلى تكاتفهم جميعاً كتجار عقب كل حريق، من خلال جمع مبالغ مالية للمتضررين بشكل مباشر من الحريق، أو إقراضهم بضائع مختلفة، يسددون قيمتها بعد انفراج أزمتهم "الحرايق دي بقت حاجة عادية كل يوم والتاني حريقة بقى واقع بنتعامل معاه".
فيديو قد يعجبك: