الحكاية فيها "مزيكا".. سيدة إيطالية تنظم رحلات للرقص الشرقي في مصر
كتبت-رنا الجميعي:
قالوا عنها مجنونة، لكنها لم تُلقِ بالًا لذلك الحديث، قررت الإيطالية سيمون جيرستجراسر السفر إلى مصر في 2012، بعد فترة ليست ببعيدة عن ثورة 25 يناير، هدف الزيارة هو شوقها لرؤية مصر بعينيها بعد معرفتها عنها عبر الكُتب، لم تندم سيمون على ذلك، أحسّت منذ خطوتها الأولى أن مصر هي بيتها، ومنذ تلك اللحظة نظمت سيمون 15 رحلة سياحية لتعلم الرقص الشرقي في الأقصر.
اهتمت سيمون بمعرفة الثقافة المصرية وتقاليد أهلها، قدمت برفقة صديقتها المقربة في زيارتها الأولى، لتُفاجأ بودّ المصريين الذين جعلوها تأتي مرات عديدة بعد ذلك "حسيت إني مرحب بيا من أول لحظة"، شعرت سيمون أنها محظوظة لتُقابل هذا الكم من المصريين الودودين "اللي ادوني فرصة أتعمّق في الحياة المصرية"، لم يكن هدف سيمون هو رؤية المواقع الأثرية فحسب، بل كان اهتمامها الأول بالموسيقى والفولكلور الشعبي "صحابي المصريين خدوني لأفراح، شفت رقص الحصان والتحطيب، وروحت المولد"، كُل ذلك جعلها ممتنة للتجربة التي عاشتها في مصر.
بعد الزيارة الأولى لسيمون قررت تنظيم جولات دراسية للراقصات المهتمات بالرقص الشرقي، تقوم سيمون بالتحضير لكل رحلة لمن يتواصل معها من الراقصين أو المُدرسين، الذين قدموا من إيطاليا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وأمريكا وكندا "كل جولة بتكون مصممة خصيصًا لمجموعة"، فحسب طلبات كل فريق، وتُنظم سيمون تلك الرحلات عادة في موسمي الربيع والخريف، وقبل كل رحلة تُرسل لضيوفها كما تصفهم مجموعة من المعلومات عن مصر "بقولهم فيها تفاصيل عن الحياة في مصر، وايه اللي ممكن يتعمل وايه اللي ميتعملش، زي إنهم يراعوا هما بيلبسوا ايه، وايه الطريقة المناسبة اللي يتكلموا بيها مع الناس".
لم تكن تلك الرحلات عادية كما تؤكد سيمون لمصراوي "كنت مركزة إن ضيوفي يتعمقوا في معرفة مصر أكتر"، حددت الإيطالية أهم النقاط التي تشتغل عليها في جولاتها "كانوا بيدرسوا أسلوب الرقص الشرقي، وبيشوفوا رقص الغوازي في الصعيد، والرقص الصعيدي بالعصاية، ورياضة التحطيب كمان"، كان برنامج سيمون مُمتلئًا بالإثارة والدهشة، "لما الراقصين شافوا كل ده كانوا مندهشين من الحياة المصرية".
غير أن الأهم بالنسبة لسيمون بجانب الرقص هو أن يعيش الأجنبي الثقافة المصرية بكل ما فيها "بيشاركوا في الحياة اليومية وبيدوقوا الاكل البيتي المصري ويقعدوا على دكة في قرية مصرية صغيرة يسمعوا المزمار"، ورغم المجهود الكبير الذي تخوضه سيمون لتلك الرحلات كانت سعادتها تكمن في رؤية لمعة عيونهم والابتسامة ملأ وجوههم "وقتها بحس إن ده كله يستحق".
منذ 2012 وحتى الآن لم تُقابل سيمون أي مشكلة في مصر، حتى حينما تحتاج للمساعدة "بلاقي المصريين متعاونين معايا جدًا"، وتقول إن ذلك الشعور غير مقتصر عليها هي فقط، بل إنه الإحساس الذي يلازم ضيوفها أيضًا "في آخر كل رحلة بيقولولي عاوزين نقعد لوقت أطول"، في كل مرة تُواجه سيمون مواقف مُضحكة في مصر غير أن الأبرز الذي تتذكره حين زارت معبد فيلة ذات مرة؛ رغبت عائلة مصرية في التصوير برفقتها "قالولي شكرًا فرديت عليهم الصورة بخمسة جنيه"، تحكي أن الأسرة شعرت بالصدمة لوهلة ثُم انفجروا في الضحك بعدها.
مُستقبلًا ترغب سيمون بإضافة بعض العناصر لجولاتها، من بينها فصول لتعلم اللهجة المصرية العامية "لأن فيه كتير من الأجانب عايزين يعرفوا شوية العربي"، سيمون نفسها لديها معرفة قليلة باللغة، تُمكنها من السؤال وتحية المصريين، كذلك تعرف القراءة والكتابة بالعربية "لأن دي بيخليني أقرب للناس"، وهو ما تُريده للسائحين أيضًا، كما تحلم أيضًا بزيارة أماكن جديدة من مصر، حيث أن رحلاتها تتركز في مدينة الأقصر، وهو ما سيُفيدها أيضًا في دراستها البحثية التي تقوم بها عن الفولكلور المصري.
ترغب سيمون أيضًا بإطلاع ضيوفها على التخت العربي "أنا بحب أسمع الأغاني العربي القديمة، وأتمنى إن الإحساس ده يوصل للأجانب تجاه الفن العظيم ده"، أما حُلمها الأكبر فهو مقابلة الراقصة سهير زكي "بتفرج دايمًا على رقصها وبشوفها فنانة رائعة".
فيديو قد يعجبك: