"الفرح اتقلب ميتم".. كيف قتل حادث محطة مصر فرحة أسرة مصرية؟
كتبت- دعاء الفولي وإشراق أحمد:
أمام مستشفى دار الشفاء بالعباسية، وقف أحمد محروس شاردا رفقة اثنين، ينتظرون بلهفة وصول ذويهم المصابين بحادث محطة مصر، لا ملامح واضحة يتخذها وجه الرجل الخمسيني، فقط تتنقل تعبيراته بين الخوف، الغضب والحزن، رأى الموت بعينه داخل المحطة، هرب بينما لم يستطع بعض أقاربه الفرار بحيواتهم.
وأعلن التليفزيون المصري، أن نحو 20 قتيلا سقطوا وأصيب 40 آخرون، بعد نشوب حريق "هائل" في محطة قطارات مصر، صباح الأربعاء، ناجم عن انفجار "تنك بنزين" يعود لأحد القطارات.
وقالت هيئة السكة الحديد إن جرارا اصطدم صباح الأربعاء بأحد أرصفة محطة سكك حديد مصر بوسط القاهرة.
دقائق قليلة استغرقها الأمر، قبل أن يفيق محروس على إصابة أربعة من أقاربه، ووفاة طفلة من عائلته "ملحقتش تجري".
في الثامنة صباح اليوم انطلق القطار المتوجه إلى الإسكندرية. حمل بين ركابه والدة محروس وزوجته وأولاده. ودعهم الرجل الخمسيني ليلتقي بهم فيما بعد، ليحضروا معا زفاف ابن شقيقه المقيم في الاسكندرية. بعد ساعاتين عاد محروس بصحبة أبناء شقيقه ليوصلهم إلى محطة مصر حيث القطار المتوجه "بحري" في العاشرة، لكن المشهد اختلف "ولا الأفلام" محاولا انتزاع الابتسامة من شروده الظاهر، يصف محروس وقت الحادثة.
لم يكن بلغ محروس ورفاقه الرصيف بعد، شهدوا جرارا ينطلق بسرعة كبيرة لا يعلمون وجهته "سيبنا حاجاتنا وجرينا محدش كان عارف داخل الرصيف ولا داخل فين" تفرق الجمع، خرج محروس من المحطة فلم يجد سوى ثلاث من أقاربه الشباب من بين نحو 10 أشخاص من عائلة كانوا دخلوا معا إلى المحطةّ.
ما بين مستشفى دار الشفاء ومعهد ناصر تفرقت أسرة محروس للاطمئنان على المصابين، الذين لم يعلموا إلى الآن ما ألم بهم.
يعيش الموظف الخمسيني بالقاهرة، يتنقل بين العاصمة والإسكندرية لزيارة أخته منذ سنوات، فرق القدر بين وبين الموت في اللحظات الأخيرة "مش مستوعب اللي حصل.. كأنه فيلم".
فيديو قد يعجبك: