"مش للرسم وبس".. كيف أثر صندوق الأمم المتحدة للسكان على ملتقى البرلس؟
كتبت- شروق غنيم:
تصوير- روجيه أنيس:
مع عام 2014 بدأت حكاية ملتقى البرلس للرسم؛ أطلقته مؤسسة الدكتور عبدالوهاب عبدالمحسن للفنون، نبعت فكرة الملتقى من رغبة مؤسسها بتجميل المدينة، ظل العمل طيلة الأربع سنوات الماضية بهذا الشكل؛ فنانون من دول مختلفة يأتون إلى المدينة القائمة بمحافظة البرلس، ينهمكون في الرسم على الجدران والمراكب، تتلوّن المدينة ويبتهج أصحاب المنازل، لكن العام الماضي تعاون صندوق الأمم المتحدة للسكان مع المؤسسة، فبات للحدث شكلًا جديدًا.
للصندوق أهدافًا للتنمية يعملون عليها من خلال منصات عدة مثل الندوات والمؤتمرات للتوعية بقضايا الصحة والحقوق الإنجابية، لكن خلال الأعوام الماضية تغيرت الطريقة، فبات الفن طريقًا أساسيًا في التحدث عن القضايا الهامة.
يحكي الدكتور أليكساندر بوديروزا، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، لمصراوي أن ملتقى البرلس يمهد الطريق لفتح نقاشات عدة مع أهل المدينة، في وقت إقامة الحدث تتلاقى أفكار من دول عدة، يكون مهرجان للألوان "لكن يمكن أيضًا أن يتم تنمية المجتمع وليس بالرسم فقط".
خلال العام الماضي بدأ التعاون بين المؤسستين، اختار الصندوق الحديث عن الشباب بشكل عام، التقوا بالرسامين قبل بدء مهمتهم والرسم على الجداريات، ولكن هذا العام في نسخة الملتقى السادسة كان الاختيار للتمييز القائم على النوع الاجتماعي "فكرنا في قضية مثل الزواج المبكر لتكون رسالتنا".
المسرح، ورش يدوية، وكذلك عبر رسومات تعبر عن قضايا المرأة، كانت أدوات الصندوق للتعبير عن أهدافه "لا نطلب من الفنانين تقييدهم برسومات، ولكن نخبرهم فقط بالأوضاع الاجتماعية للمدينة، والقضية التي نعمل عليها، ومن يتحمّس يرسم أي لوحة تعبر عن القضية".
تؤمن داليا أبو سنة، مستشارة الشراكات لصندوق الأمم المتحدة للسكان، بأن الفن يستطيع أن ينفذ بسهولة لقلب المتلقيين "بدل ما تكون بتعمل ده في ندوة محدش هيهتم بيها، يبقى رسمة على حيطة لكل حد بيعدي من قدامها"، لمست ذلك خلال ملتقى البرلس حين وقف الأطفال مشدوهين، يتساءلون لماذا هذا العام رُسمت سيدات على الجداريات "هنا بنقدر نفتح نقاش معاهم، وكمان مع الأهالي عن القضية".
للرسومات المعبرة عن قضايا ثمة بعض المعايير التي يحرص عليها الصندوق "زي إننا مينفعش نرسم أي حاجة تخض الناس، سواء دم أو أي مشهد كئيب حتى لو بنعبر عن قضايا قاتمة"، تقول أبو سنة، فيما كان للصندوق فعاليات أخرى مثل المسرح التفاعلي "السنة اللي فات عملناه لكن السنة دي زودنا فكرة إن إحنا نسأل اللي بيحضروا عشان يعبروا عن رأيهم".
في منتصف المكان، أقيم مسرح بسيط "كانت الفكرة قايمة على إنه يبقى تفاعلي، نسأل اللي هيحضروا رأيهم إيه في القضية"، اختار الصندوق بالتعاون مع فريق شبابي من محافظة الدقهلية على فكرة الزواج المبكر "والفكرة كانت ناجحة وفي عدد كبير من كبار وأطفال حاضرين وبيتفاعلوا، كنت مبسوطة إننا قادرين نوصل للناس من خلال المسرح".
منذ شهر يوليو الماضي ويوّلي صندوق الأمم المتحدة للسكان أهمية للرسم على الجداريات، وقبل أن يبدأ الملتقى في أكتوبر، كان الصندوق قد تعاون مع مؤسسة عبد الوهاب عبد المحسن للثقافة والفنون والتنمية، من خلال رسم خمس جداريات في خمس محافظات مختلفة، بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية.
تذكر أبو سنة الأثر الذي رأته خلال رسم جدارية في بنها بمحافظة القليوبية، لوحة بسيطة رسمتها الفنانة يارا حاتم بألوان زاهية، عبارة عن أسرة صغيرة في إطار حملة الصندوق للتوعية بالصحة الإنجابية "في ولد عدا وقال دي عيلة صغيرة مش هيغرقوا لما يعدوا في مركب البحر"، لا تزال ترّن الكلمة في وجدان مستشارة المؤسسة الدولية "الفن بيوصل لأي حد من غير ما أنت تقوله حاجة".
تابع موضوعات الملف:
في ملتقى البرلس.. حين تحول منزل عائلة لـ"بيت البحر" - صور
"عندي 15 سنة وعايزين يجوزوني".. حدوتة مريم على مسرح البرلس
تاج الألم.. من البرلس رسامة "بنجلاديش" تحمل رسالة لنساء العالم
"مش للرسم وبس".. كيف أثر صندوق الأمم المتحدة للسكان على ملتقى البرلس؟
ملتقى البرلس للفنون.. "ونس" العزبي ورفاقه بعد الخروج على المعاش
فيديو قد يعجبك: