على "عتبة" المهرجان.. طلاب القاهرة "المحظوظين" يُشاهدون العالم من خلال السينما
كتبت-رنا الجميعي:
حين علمت روزالين جاد، الطالبة في السنة النهائية بكلية الإعلام، بإتاحة الفرصة لحضور مهرجان القاهرة في دورته الـ41 مجانًا، لم تسع نفسها من الفرحة تؤمن الفتاة أن السينما هي بوابة للتعرف على ثقافات مُختلفة "مكنتش أعرف أصلًا إنه مُتاح للجمهور العادي حضور المهرجان".
مطلع نوفمبر الحالي وقّع محمد حفظي، رئيس مهرجان القاهرة الدولي، بروتوكول تعاون مع جامعة القاهرة، برئاسة الدكتور محمد عثمان الخشت، لتعميق الجوانب الثقافية والفنية كرافد أساسي لبناء شخصية الطلاب.
البروتوكول يتضمن تخصيص تذاكر مخفضة لطلاب جامعة القاهرة بنسبة 50%، أي بـ 150 جنيهًا فقط، ويتيح حضور ١٥ فيلم فقط، أما بالنسبة لطلاب إعلام فهي مجانية، نظرًا لكون السينما أحد المجالات التي تُثري عقول الطلبة.
قبل أسبوعين من انطلاق المهرجان في 20 نوفمبر، شاهدت روزالين إعلان عبر صفحة رعاية الشباب بالكلية على موقع الفيسبوك، عن فتح الباب للمهتمين بعمل بطاقات لمهرجان القاهرة، سارعت الطالبة بالانضمام إلى 100 طالب آخرين من كلية الإعلام، بحسب دارين خليل، رئيسة اتحاد الطلاب في الجامعة، مُهتمين بالحضور، وتتيح البطاقة لهم حضور 3 أفلام في اليوم فقط.
ضمن طلاب القاهرة ايضََا انتهز الفرصة مصطفى عبد الرؤوف، تلك هي السنة الثالثة عشر له التي يحضر فيها المهرجان، حيث اعتاد الشاب على مشاهدة الأفلام عبر المهرجان منذ ان كان طالبََا جامعيََا سنة ٢٠٠٦.
قبل موعد الدورة الجديدة من المهرجان تعود عبد الرؤوف على الدخول لموقع المهرجان، والبحث عن القسم الخاص بتسجيل الطلبة عليه، لكن هذه السنة لم يجد ذلك القسم، وبالبحث عبر الإنترنت وجد ان الطلبة لديهم بطاقة تتيح لهم حضور ١٥ فيلم ب ٢٠٠ جنيه، ولكن بروتوكول التعاون مع جامعة القاهرة يتيح نفس الفرصة ب ١٥٠ جنيه فقط "اتبسطت جدََا عشان انا طالب دبلوم".
يدرس عبد الرؤوف الدبلوم بكلية آداب القاهرة، لذا اتجه إلى شباك التذاكر في اليوم الأول من المهرجان للسؤال عن البطاقة "بس عشان أنا مش طالب نظامي أخدوا وقت شوية عشان يعترفوا في الآخر إن ده من حقي كمان".
كانت تلك هي المرة الأولى التي تحضر فيها روزالين إلى أكبر حدث سينمائي في مصر، لم تُصدّق عيناها حين وجدت نفسها ضمن الحاضرين إلى ندوة المُخرج العالمي "تيري جيليام"، صاحب الأفلام المرشحة للأوسكار "12 قرد" و"برازيل"، والذي تم تكريمه من قِبل المهرجان هذه الدورة، امتنّت روزالين أنها عرفت عن المخرج عبر المهرجان "شفت له فيلمين في المهرجان وحبيت أسمعه وهو بيتكلم عن تجربته".
تستمتع روزالين بالتجربة تمامًا، تؤمن الطالبة أن عليها خوض الكثير من التجارب، حتى تُدرك تمامًا ما تريد عمله بعد التخرج؛ فلها اهتمامات عدة بالسينما والفنون المختلفة كالمسرح، وتستثمر الطالبة تلك الفرصة بأحسن طريقة حتّى أنها تضطر لتفويت بعض المحاضرات التي تراها غير مُهمة، وتمرّ الأيام بها بشكل مضغوط جدًا خاصة مع وُجود امتحانات الميدتيرم "بروح الصبح الامتحان وأرجع على المهرجان وبعدين أروح بالليل أذاكر".
يحاول عبد الرؤوف ايضََا التوفيق بين عمله ومشاهدة أكبر كم من الأفلام، يرى أنها فرصة عظيمة له، صحيح أنها ليست اقل من عروض الطلبة الخاصة بالمهرجانات في السنوات الماضية، لكنها الاقل مقارنة بباقي الطلبة من الجامعات الأخرى وطلبة معهد السينما.
لم يتبقْ سوى يومين على انتهاء المهرجان، وخلال يوم روزالين السريع جدًا حين تجد الفرصة للتفكير، لا تُصدّق أنها شاهدت هذا الكمّ من الأفلام خلال تلك المدة القصيرة، ترى نفسها قد استمتعت كثيرًا كما أنها تعلّمت "أنا بشوف الأفلام أداة تعليمية مش بس ترفيهية"، اما عبد الرؤوف فيراها وسيلة للتعرف على ثقافات الدول الأخرى التي لا يتوفر عنها معلومات كثيرة "عرفت مثلََا السنة دي دولة اسمها بوتان، أول مرة اسمع عنها"، تمتلأ نفسه بمحبة الآخر ويقين ان السينما فن ممتع لا يخذله أبدََا.
فيديو قد يعجبك: