إعلان

كرمه السادات.. مصراوي يروي قصة "الهندي" الذي شارك في نصر أكتوبر

10:56 ص الثلاثاء 08 أكتوبر 2019

الرئيس الراجل انور السادات وعم تيكمداس

كتب- محمد زكريا:

لا يمر يوم الـسادس من أكتوبر، مرور الكرام، على راجيف هريش، يتشارك صاحب الـ34 عامًا الحكاية مع عائلته، إعادتها على مسامع الأصدقاء والجيران.. العائلة هندية، لكنها تعيش في مصر منذ عقود، ولها مع النصر على العدو الإسرائيلي جذور، غرزها جد راجيف بالكفاح، وأتمها بالتكريم من الرئيس الراحل أنور السادات.. قصة يرويها بفخر لمصراوي أستاذ الصيدلة الإكلينكية بالجامعة البريطانية.

1

قبل 80 عاما، غادر جد راجيف، الشهير بـ"عم تيكمداس"، الهند، إلى مصر، واتخذ من مدينة السويس مستقرا، كان ذلك في عام 1937، لم يكن الأمر منذ البداية سوى سعيا للرزق، وتطلعا لمستقبل أفضل، ببلد كانت تجارتها مزدهرة في ذلك الوقت.

أسس الرجل الهندي بازارا سياحيا، صار مقصدا لسائحي السويس، فحققت تجارته نجاحا كبيرا، وتوطدت علاقته بأهل البلد المضيف، فلم يكن "تيكمداس" بمعزل عن حال "السوايسة"، صار مصري الطابع، يشاطرهم الأحزان قبل الأفراح، بات واحدا منهم.. يعيد هريش الحكاية التي سمعها من والده وأعمامه على مدار سنوات طويلة.

أحب "تيكمداس" أهل البلد، وذاب الهندي عشقا في تراب مصر، وتوج ذلك برفضه مغادرة السويس يوم أن حُصِرت المدينة، في أعقاب نكسة 1967، عندما اعتذر وقتها للسفارة الهندية التي عرضت ترحيله لبلاده، والأدهى مشاركته للمصريين في الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي بحرب الاستنزاف، متحملا قسوة الحصار ومعاناة الدمار الذي خلفته آلة القتل الإسرائيلية، حتى تحقق نصر أكتوبر في العام 1973، ليزهو الهندي بالعبور ويشارك المصريين فرحتهم بالانتصار.. القصة بتفاصيلها لا تزال حاضرة بذهن أستاذ الصيدلة الإكلينكية بالجامعة البريطانية، رغم قدمها في ذاكرته.

صورة 2

لم تنس مصر لـ"تيكمداس" بطولته، كرمه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، منحه شهادة تقدير لبسالته، وصموده أثناء محاصرة مدينة السويس، وكفاحه مع أهلها حتى التحرير. صار الرجل رمزا للمدينة، تُعيد ذكراه أجيالها المتعاقبة، وتشهد بمصريته، رغم عدم حمله لجنسيتها، حتى وفاته في العام 1994، عن عمر يناهز 75 عاما، تاركا إرثا طيبا، و5 أبناء: "سوندر، شيفارام، هريش، ساجان، غاندي"، لم يكن سهلا التفرقة بينهم والمصريين، ومن بعده أحفاده، إلا من أسمائهم الهندية.

صورة 3

عند وفاة "تيكمداس"، لم يكن راجيف أتم الـ9 أعوام، لكنه عاش حكاية جده بالكامل، يذكرها كلما سنحت الفرصة لذلك، حتى إنها أول ما رواه عن نفسه داخل الجامعة البريطانية في مصر، يعتز الشاب بذلك التاريخ، يفخر بالعيش في بلد الفراعنة، ورغم عدم حصوله على الجنسية المصرية، لم يزل داخله شعور بأنه ابنا لهذه الأرض؛ كمصري فخورا بنصر أحرزته بلد، ضارب جذوره في أعماق التاريخ.

صورة 4

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان