إعلان

أوفر في الفلوس.. 4سائقين يروون تجاربهم مع تحويل السيارة من بنزين لغاز

01:15 م الخميس 31 يناير 2019

كتب - محمود عبدالرحمن:

داخل محطة للغاز الطبيعي في أول شارع مصدق بمنطقة الدقي بالجيرة، وقف وائل غالب وأخوه أحمد، بجوار سيارة رصاصية اللون، يتابعان بدقة الفني الذي يركب جهازًا لتحويل محرك السيارة من العمل بالبنزين إلى العمل بالغاز الطبيعي.

لم يكن وائل صاحب السيارة الملاكي مقتنعًا بتحويلها من العمل بالبنزين إلى الغاز الطبيعي، علي عكس شقيقه الأكبر أحمد، سائق التاكسي الأبيض الذي حول التاكسي الخاص به للعمل بالغاز الطبيعي منذ 5 سنوات لتوفير أموال.

رفض الشقيق الأصغر القيام بهذه الخطوة على مدار العامين الماضيين، خوفا من تأثيرها على محرك السيارة كما سمع وقتها، لكنه غير قناعته فيما بعد.

في بداية عام 1996 أنشأت وزارة البترول أول شركة تعمل في مجال تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي كوقود إضافي وبديل للوقود التقليدي في مصر وهي شركة "كارجاس". وفي العام التالي ـ 1997ـ شهدت محطة الغاز الطبيعي الأولى بمنطقة ألماظة في مصر الجديدة تحويل أول سيارة في مصر وأفريقيا للعمل بالغاز الطبيعي.

الارتفاعات المتتالية لأسعار الوقود على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، والمتوقعة خلال العام الحالي، كان لها التأثير الأكبر في تغيير قناعة وائل غالب ليوافق على تحويل سيارته الملاكي للعمل بالغاز الطبيعي بدلا من البنزين رغم رفضه المتكرر لمحاولات شقيقه الأكبر أحمد.

ولتشجيع المواطنين على تحويل سياراتهم للعمل بالغاز الطبيعيّ، عقدت حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، اجتماعًا موسعًا يوم الأحد الماضي، وأكد رئيس الحكومة أن تحقيق هذا الهدف سيوفر أموالا كثيرة للدولة، أبرزها تخفيض فاتورة الدعم الذي تتحمله الدولة.

قبل 5 سنوات، حسب أحمد غالي بالورقة والقلم عائدات ونفقات التاكسي الأبيض الذي يمتلكه ويعمل عليه، وتكلفة تحويله للعمل بالغاز وعوائد ذلك، وقتها اكتشف أن تحويل محرك التاكسي للعمل بالغاز الطبيعي بدلا من البنزين سيوفر له أكثر من 40%، لكنه تردد عندما سمع أن "الغاز الطبيعي يسبب أعطالًا في السيارة ويؤثر على الموتور"، فقرر الانتظار حتي يعرف ماذا سيحدث مع تاكسي زميله الذي حول بالفعل سيارته للعمل بالغاز، "كنت جايب التاكسى جديد، ومكنتش عارف أصدق مين، علشان كده قلت أستنى أشوف".

خلال شهرين تابع أحمد سيارة صديقه، وتكلفة تمويل السيارة بالغاز الطبيعي مقارنة بالبنزين "وكانت أرخص كتير"، ليحسم أمره بعدها ويحول المحرك للعمل بالغاز.

"أنا كنت بستهلك شهرياً بنزينًا بألف جنيه، بعد تركيب الغاز بستهلك 300 جنيه بس" لذك يرى أحمد أن الغاز أوفر بكثير مقارنة بالبنزين والسولار، ولكنه في نفس الوقت يسبب الكثير من الأعطال لسيارته بعد مرور الوقت، "لقيت العربية كل شوية محتاج أروح أوديها للميكانيكى، علشان المكابس مسدودة، ولما يسلكيها، ترجع العربية لحالتها الطبيعية".

ويرى صاحب التاكسي أن الغاز له تأثير سلبي على المدى البعيد لكن في المقابل يوفر الكثير ماديا: "الغاز بيبوظ، بس الفلوس اللى بيوفرها مع الوقت، تخلينى أشترى موتور جديد لو حصل ليه حاجة فعلا، إيه يعني لما أعمل عَمْرَة كل سنتين بـ3 آلاف جنيه، أحسن ما أصرف أكثر منها على البنزين، ومعرفشي أوفر حاجة".

داخل ممر ضيق، متفرع من محطة بنزين التعاون، بشارع جامعة الدول العربية، جلس محمد سعد، داخل التاكسي الخاص به، تظهر على ملامحه علامات الإرهاق والسهر، ينتظر دوره لملء خزان سيارته بالغاز.

منذ 25 سنة مضت عمل محمد سائقًا لتاكسي، جرب سيارات مختلفة، ويؤكد صاحب الستين عاماً، أن الغاز الطبيعي أوفر كثيرا "أنا جربت البنزين والسولار، لكن الغاز بيوفر".

لم يهتم محمد بالأضرار التي قد تلحق بسيارته بسبب التحويل للغاز الطبيعي: "أنا سمعت إن الغاز بيأثر على العربية، بس بيوفر ليا فلوس كتير وأنا مروح لأولادى، أحسن ما أدفع نص الفلوس في البنزين".

يختصر محمد الأمر قائلا: "البنزين أحسن للموتور، بس زمان كنت بحط اللتر بـ80 قرشا، ودلوقتى اللتر بـ6 جنيهات"، مؤكدا أن معظم سائقي التاكسي يفكرون بطريقه واحدة، وهى توفير المال الأكثر، ليساعدهم على غلاء المعيشة.

من الأفضل والأكثر أمانا لمحرك السيارة تجنب تحويل السيارة إلى الغاز الطبيعي قبل سيرها مسافة 5 ألاف كيلو متر، وفق هاني نصر فني ميكانيكا بأحد مراكز الصيانة المعتمدة.

في أحد مواقف الأجرة بمنطقة بولاق الدكرور، وقف محمود حلمي، سائق ميكروباص أجرة تعمل سيارته بالغاز، ينتظر دوره لتحميل الركاب، يقول السائق الأربعيني: "عرفت أن الغاز أقل في السعر بالنسبة للبنزين والسولار قلت أستعمله، أهم حاجه عندي إنه رخيص".

وعن تجربة تحويل سيارته إلى الغاز الطبيعي، يقول: ما اهتمتش باللي قاله بعض السائقين إن الغاز يقلل العمر الافتراضي للمحرك". ويسترسل قائلا: "في ناس كتير في الموقف هنا محولة للغاز، ولو هيبوظ الموتور مكنش السواقين حولوا".

وقال إنه حول سيارته للعمل بالغاز قبل سنتين، ويواجه الأعطال العادية، "العربية لازم تروح للميكانيكي كل فترة، علشان ضغط الشغل.

العائق الوحيد في نظر محمود هو اضطراره لوضع بنزين وغاز في نفس الوقت لضمان سلامة الموتور، "لازم أحط 10 لترات بنزين في الشهر علشان أشغل بيهم العربية الصبح لأنها لازم تقوم شوية على البنزين لأن الغاز بيكون متجمد، ولما يفك بنقل للغاز".

يقدر عدد محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي على مستوى الجمهورية بـ186 محطة تموين تنتشر في 22 محافظة وفقًا لنائب رئيس الشركة القابضة للغازات، وجارٍ العمل على ضم 4 محافظات أخرى، بالإضافة إلى 71 مركزًا لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي.

تشجيع الحكومة للمواطنين لتحويل سياراتهم إلى الغاز الطبيعي من الأشياء الإيجابية، وفق تصريحات النائب حسن السيد، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، والذي طالب الحكومة باتخاذ عدة خطوات استباقية منها: توفير المحطات الكافية للمواطنين لتسهيل التموين، وخاصة على الطرق الصحراوية السريعة التي تفتقد لتلك الخدمات.

ووفقا للإحصاءات الرسمية لوزارة البترول، يقدر عدد السيارات التي حولت وقودها على مدار أكثر من 20 عاما بـ260 ألف سيارة، يبلغ متوسط استهلاكها سنويا 455 مليون م3.

وتحتل السيارات الأجرة الصدارة، بينما السيارات الملاكي أقل عددا، لكنها بدأت في الزيادة مع تطبيق مشروعي "أوبر وكريم".

عمرو عادل، "يمتلك سيارة ملاكي ويعمل كابتن لدي شركة أوبر"، وقف داخل غرفة الصيانة بمحطة الغاز الطبيعي بالدقي يشتكي للفني المتخصص، " العربية مش بتسحب" وقوة الدفع ليست طبيعة كما كانت قبل 5 أشهر عندما حول سيارته إلى الغاز. يقول لمصراوي: "بحس لما بزود السرعة العربية مش عاوزة تمشى، يعنى متكتفة".

وأوضح عمرو سالم فني الميكانيكا أن "البنزين أفضل سواء للمحرك أو سرعة العربية، لكن يمكن التغلب على قلة السحب بتركيب أسطوانة غاز مصنوعة من الفيبر جلاس خاصة أن وزنها خفيف جدا مقارنة بالأسطوانة الحديدية".

كابتن أوبر، صاحب العشرين عامًا، تحدث عن تجربته مع تحويل سيارته إلى غاز، "قلت أوفر شوية وأحط غاز علشان أتجوز، طلع الغاز أفضل في السعر، لكن مش في المحافظة على السيارة، بس أنا مضطر له بسبب غلاء البنزين".

"أنا كنت بحط في اليوم بـ150 جنيه بنزين، ودلوقتى بفول الغاز وبقضي اليوم بـ60 جنيه بس" يقولها عمرو بنوع من الرضا قبل أن يستدرك قائلا: "وربنا يستر من الأعطال".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان